الخميس 2021/07/22

آخر تحديث: 16:01 (بيروت)

ظاهرة فريدة: اختفاء أمراض تصيب الأطفال!

الخميس 2021/07/22
ظاهرة فريدة: اختفاء أمراض تصيب الأطفال!
مع توسع حملة تلقيح الكبار سيكون الأطفال بمثابة البؤرة المتبقية لانتشار كورونا (مصطفى جمال الدين)
increase حجم الخط decrease
مع اتساع حملة التلقيح لمواجهة وباء كورونا، والتي طالت الفئات العمرية المختلفة، بات يلاحظ أكثر من السابق انتشار الوباء بين الأطفال. لكن في المقابل أدى انتشار كورونا إلى تراجع أمراض موسمية كثيرة تصيب الأطفال، على وجه الخصوص، والكبار بشكل عام. 

ووفق رئيس مركز أبحاث الأمراض الجرثومية في الجامعة الأميركية في بيروت، وعضو لجنة اللقاحات في منظمة الصحة العالمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والبروفسور في طب الأطفال، غسان دبيبو، لاحظ الأطباء اختفاء بعض الأمراض والفيروسات بشكل شبه تام تقريباً، عند الأطفال تحديداً.   

ظاهرة فريدة
وشرح أنه خلال الفترة الممتدة من فصل الخريف وشهر أيار الفائت تراجعت الأمراض والفيروسات المعتادة في هذين الموسمين، مثل الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي وفيروسات الانفلونزا والبارانفلونزا بكل أنواعها. 

لقد تراجعت هذه الأمراض والفيروسات بشكل عام بين السكان، لكنها اختفت بشكل شبه تام بين الأطفال. وهذا لا يقتصر على لبنان بل شمل كل الدول، في ظاهرة فريدة من نوعها، تحصل للمرة الأولى. وأوضح دبيبو أن الأمر تزامن مع انتشار كورونا. لكن ليس أنتشار الوباء بذاته ما أدى إلى اختفائها، بل الإجراءات التي اتخذت لمواجهة كورونا، مثل التباعد الاجتماعي وإقفال الحضانات والمدارس في تلك الفترة.

لقد أدت هذه الإجراءات المتخذة لتخفيف انتقال كورونا إلى منع انتقال باقي الفيروسات والأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي، وتؤدي إلى مضاعفات خطيرة عند الأطفال. وهذا ينطبق على بعض أنواع البكتيريا التي تنتقل من شخص إلى آخر وتصيب الجهاز التنفسي. 

إختفاء كلي؟
وأضاف دبيبو أنه حتى عند الكبار في السن تراجعت أمراض النزلات الصدرية والذبحة القلبية والجلطات الدماغية، بشكل كبير، لأنها عادة تأتي نتيجة مضاعفات تسببها الفيروسات الموسمية. أي أن إجراءات كورونا كان لها أثر دومينو في هذا المجال، تمت ملاحظته في المستشفيات وفي مراكز العناية المتخصصة.

وعما إذا كانت ستتجدد هذه الأمراض، أكد دبيبو أنه في الفترة الفائتة، أي بعد رفع إجراءات الحجر وفتح المدارس والحضانات، عادت وتجددت الإصابات بهذه الأمراض. وبات أطباء الأطفال يشهدون إصابات بفيروسات تأتي عادة في موسم الشتاء والخريف. وباتوا يلاحظون أن عدد الأطفال الذين يصابون بها، أقل من المعتاد لأن ظروف انتشار هذه الفيروسات في فصل الصيف غير مناسبة لها. لكن المضاعفات التي تحدثها عند الأطفال بقيت على حالها. 

ارتفاع إصابات كورونا
وعن ارتفاع عدد إصابات كورونا بين الأطفال، أوضح دبيبو أنهم يلاحظون ارتفاع الإصابات بين الأطفال، كما هو متوقع، لأنه يتزامن مع انتشار متحور دلتا، ومع اتساع حملة التلقيح التي تطال الكبار. لكن ارتفاع عدد الإصابات بين الأطفال لا يعني أن الفيروس تغير ليصيب الأطفال بأعراض غير تلك التي كانت تسجل سابقاً. فمتحور دلتا سريع الانتشار ومن الطبيعي أن يصيب عدد أكبر من الأطفال. لكن الأعراض ما زالت شبيهة بتلك التي كانت تحصل خلال انتشار الفيروس الأساسي، وهي بشكل عام ارتفاع حرارة الجسم وسيلان الأنف والسعال والإسهال والتقيؤ وألم الرأس وغيرها. أما نسب الأعراض القوية التي تؤدي إلى دخول المستشفيات فلم تختلف عن المرحلة السابقة.

لقاحات للأطفال
وعن سبل الوقاية وإمكانية فرض قناع الوجه على الأطفال الذين يزيد عمرهم عن سنتين، أكد دبيبو أنه ربما من الصعب اقناع الطفل بين سنتين وخمس سنوات بوضع الكمامة طوال الوقت. لكن يفضل أن تعمل إدارات المدارس في الموسم المقبل على مراقبة هذا الأمر ومحاولة اقناع الطفل بوضع الكمامة أطوال فترة ممكنة، باستثناء فترة حصص الرياضة وبذل المجهود الجسدي. فالدراسات أظهرت أن الطفال الذي يضع الكمامة أكثر من غيره يكون أقل عرضة للإصابة، ويخفف من انتقال كورونا، وغيره من الفيروسات.

وعن إمكانية مواجهة كورونا من خلال تلقيح الأطفال، لفت دبيبو إلى أن هناك دراسات حول تلقيح الأطفال بين عمر ستة أشهر و12 عاماً، وعندما تنتهي دراسة البيانات سترفع الشركات توصية لتلقيح الأطفال. فمع توسع حملة تلقيح الكبار سيكون الأطفال بمثابة البؤرة المتبقية في المجتمع لانتشار كورونا، وبالتالي يجب حماية هذه الفئة أسوة بالكبار، حتى لو أن الأعراض التي تصيب الصغار ما زالت على حالها.
بالموازاة على الأهل والأطفال اتخاذ إجراءات وقائية لمنع إمكانية الإصابة. فحتى الذين تلقوا اللقاحات أو أصيبوا سابقاً بكورونا، معرضون للإصابة حتى لو كانت أعراضها أخف من السابق. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها