الثلاثاء 2021/07/13

آخر تحديث: 20:15 (بيروت)

الطفلة ميراي الجندي ضحية جديدة لانهيار النظام الصحي

الثلاثاء 2021/07/13
الطفلة ميراي الجندي ضحية جديدة لانهيار النظام الصحي
ميراي البالغة 5 أشهر فقط (السوشيال ميديا)
increase حجم الخط decrease

تتوالى قصص ضحايا انهيار القطاع الصحي، وكأنها تنبئ بحالة عامةٍ ستنتشر في لبنان بالمرحلة المقبلة. وفيما لم تهدأ موجة الاحتجاجات عقب الملابسات التي أحاطت وفاة الطفلة جوري السيد (10 أشهر)، في جبل لبنان، واستدعت فتح التحقيقات حولها، توفيت الثلثاء 13 تموز، الطفلة ميراي الجندي، من منطقة دير عمار شمالي البلاد.  

وميراي البالغة 5 أشهر فقط، ضجت صورها مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن فارقت الحياة في رحلة البحث عن عناية فائقة للأطفال. وحسب مصادر مقربة من العائلة -التي ما زالت تحت وطأة الصدمة وهي تنشغل بمراسم دفن الطفلة– فإن حالتها الصحية تدهورت إثر ارتفاع درجة حرارتها. وبعد رحلة شاقة لوالدها ليل الأحد–الاثنين، باءت محاولته بالفشل، ولم يعثر على سرير عناية فائقة للطفلة بالمستشفيات الخاصة والحكومية في طرابلس والمنية وجوارها؛ فجرى إدخالها مؤقتًا لمستشفى الخير بالمنية (الخاص)، سعيًا لتخفيض حرارتها.  

ولاحقًا، تمكنت العائلة من التواصل مع وزارة الصحة، ومع الوزير حمد حسن، وتبلغ تقريرًا مفصلاً عن حالتها من مستشفى الخير، فتقرر نقلها إلى مستشفى الكرنتينا في بيروت، وبرفقة طبيب داخل سيارة الإسعاف.  

لكن الوقت لم يسعف الطفلة، التي تأخرت بالوصول إلى الكرنتينا، بسبب انقطاع الطريق عند أوتستراد البداوي، ما أدى إلى تأخر الصليب الأحمر اللبناني بالوصول إلى بيروت. ثم دخلت إلى غرفة العناية الفائفة في بيروت، وسرعان ما توفيت نتيجة اشتداد إلتهاب الرئة لديها.  

وواقع الحال، لا يوجد شمالاً سوى 5 غرف عناية فائقة حكومية موزعة بين المستشفى الحكومي وأورونج ناسو في طرابلس، فيما المستشفيات الخاصة، تشدد إجراءاتها بإدخال المرضى إلى غرفها. وغالبًا يتذرع معظمها بامتلاء الأسرة وعدم وجود أجهزة تنفس، إضافة للشح بالمستلزمات الطبية.  

وبانتظار جلاء الملاسبات الكاملة لوفاة الطفلة ميراي، سواء عبر توضيح من وزارة الصحة أو من مستشفى الخير الذي استقبلها بحالة حرجة،  تتصاعد مخاوف اللبنانيين من ارتفاع أعداد ضحايا انهيار المنظومة الصحية، بعد أن كشفت الأزمة الاقتصادية ضعف بنيتها التحتية، نتيجة الاعتماد على استيراد الأدوية والمستلزمات الطبية بنسبة تفوق 90%، ولأن المستشفيات الحكومية غير مؤهلة لانقاذ حياة اللبنانيين من الموت.  

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها