السبت 2021/07/10

آخر تحديث: 13:50 (بيروت)

كهرباء زحلة تحذر: التقنين أو العتمة الشاملة

السبت 2021/07/10
كهرباء زحلة تحذر: التقنين أو العتمة الشاملة
إطفاء مصابيح الإنارة العامة بعدما عاشت زحلة نعمة عدم انقطاع الكهرباء منذ 6 سنوات (الأرشيف)
increase حجم الخط decrease
يجلس شاب في أحد مقاهي زحلة، ويتحدث عن ترميمه منزله المتضرر في مار مخايل بانفجار مرفأ بيروت. لكنه يتابع: سأنقل سكني مع عروسي إلى مسقط رأسي. يعلن ذلك رغم المشقة اليومية التي سيتكبدانها في التنقل بين زحلة وبيروت، حيث مركز عملهما. فأولويتهما حالياً هي توفر الكهرباء المتواصلة التغذية في زحلة، يقول الشاب.

مطاردة نعمة الكهرباء
و"النعمة" التي تتمتع بها زحلة منذ 6 سنوات ونصف، مع إنهاء ظاهرة "موتور الحي" وحصر خدمات الكهرباء بمولدات شركة كهرباء زحلة، بواسطة تجهيزات طورتها الشركة لتأمين توزيع الكهرباء التي تصلها من مؤسسة كهرباء لبنان، بدأت تهددها المخاوف منذ أسابيع بسبب التناقص الهائل في كميات المازوت المتوفرة في السوق اللبنانية، وبسبب الانقطاع الشامل للتغذية التي تؤمنها مؤسسة كهرباء لبنان، منذ صباح الجمعة.

وهذا فرض ضغطاً هائلا على مولدات كهرباء زحلة، ودفع بشركتها إلى اتخاذ خطوات استباقية، لئلا تضطر إلى قطع الكهرباء عن المنازل، إذا استمر الواقع على حاله.

بيان العودة إلى الأصل
وبعد نحو أسبوع من فرض "عتمة كالحة" على شوارع زحلة و16 قرية تستفيد من خدمة شركة كهربائها، بسبب إطفاء مصابيح الإنارة العامة، صدر أمس الجمعة 9 تموز بيان عن الشركة  يعلن "عن قطع الكهرباء أيضا عن أصحاب المصانع والمحطات، حتى إشعار آخر". وتمنى البيان على المشتركين التخفيف من استهلاك الطاقة، وخصوصا عبر إطفاء المكيفات، كي لا تضطر الشركة لتقنين مشابه للذي فرضته المولدات الخاصة خارج نطاق عملها الجغرافي".

ووفقا للمعلومات فإن وقف تغذية المعامل والمحطات، لا يرفع عبئا كبيراً عن مولدات شركة كهرباء زحلة. فمعامل ومصانع عديدة في نطاق الشركة اختارت تشغيل معداتها بالطاقة الشمسية منذ ما قبل الأزمة. وبعضها حافظ على المولدات الخاصة، بعدما لاحظ تفاوتا في الكلفة التي يمكن أن توفرها هذه المولدات.

ولا يوفر إطفاء مصابيح الإنارة العامة سوى 10 في المئة من كمية استهلاك طاقة مولدات الشركة. وهذا يعني أن إجرائي الشركة لا يحلان أزمة توقف مؤسسة كهرباء لبنان نهائيا عن التغذية، بل يؤجلانها فقط. وإذا لم تتوفر كميات المازوت المطلوبة يومياً لتشغيل مولدات الشركة (تقدر بـ 200 ألف ليتر)، لا مفر من انتقال زحلة إلى تقنين شامل يشمل المنازل والمؤسسات، أسوة بالمصانع والطرق العامة.

جزء من كميات المازوت المطلوب توفر منذ أيام من حصة الجيش اللبناني، من مصفاتي الزهراني وطرابلس. وقد باشرت الشركة تسلم كمية 120 ألف ليتر يومياً. لكن الشركة لا تضمن استمرار تلقيها هذه الكمية مع تزايد ضغوط التقنين على المناطق اللبنانية. لذا بادرت إلى رفع الصوت استباقياً، لتحميل المواطنين جزءاً من المسؤولية، ملوحة بأن تلحق زحلة بغيرها من المدن والبلدات اللبنانية. وذلك إذا اختار المواطنون "هدر" كمية الطاقة القليلة التي لا تزال متوفرة حتى الآن.

التقنين هو الحل
ودعا رئيس بلدية زحلة أسعد زغيب إلى "تخفيف استهلاك الطاقة بقدر الإمكان، كي تكفينا كميات المازوت أطول وقت ممكن".

وهذا جرس الإنذار الأول الذي تلقاه آلوف المشتركين في نطاق خدمة شركة كهرباء زحلة، على مشارف نهاية النصف الأول من ولاية عقدها الممدد في بداية العام الجاري لسنتين. وقد بدأ قلق الناس يتزايد، من أن تترافق هذه التحذيرات مع زيادات "غير مسبوقة" في تسعيرة فواتير الكهرباء. وذلك بعدما كان وعد الشركة بأن كلفتها ستبقى أدنى بـ 30 إلى 40 في المئة من اشتراكات مولدات الأحياء التي كانوا يعتمدون عليها.

وإضطرار شركة كهرباء زحلة إطفاء مولداتها، يعني حرمان شامل للتغذية الكهربائية في زحلة و16 قرية تقع مجاورة. وشلل المرافق التي تحتاج للكهرباء لتشغيلها. خصوصا أن الشركة احتكرت التغذية منذ سنة 2018، ما دفع بأصحاب مولدات الأحياء إلى التخلي عنها وبيعها.

وهذه المخاطر كان يمكن تداركها، لو نظر بجدبة أكبر إلى المشروعين اللذين تقدمت بهما الشركة لاستبدال مولدات "المازوت" بحقول الطاقة الخضراء التي يمكن أن توفرها أشعة الشمس. والمشروعان رفضا بذريعة عدم سماح مهلة العقد بالاستثمار في هذه الطاقة. لأن الاستثمار في الطاقة البديلة يحتاج إلى عشر سنوات لاسترداد رأسماله، بينما العقد الموقع مع الشركة سنة 2018 كان لسنتين فقط، وقد جرى تمديدهما سنتين إضافيتين مطلع العام الجاري.

ولم يبد المعنيون أي حرص "للحفاظ" على نموذج زحلة المشع في تأمين الكهرباء. وبدلا من تأمين استقرار "الأجواء الاستثمارية" لجذب مزيد من الرساميل إلى أماكن عجز الدولة وتقصيرها، يمعن المعنيون في مراكمة الضغوط التي تزيد الواقع سواداً وعتمة.  

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها