الأربعاء 2021/06/09

آخر تحديث: 16:39 (بيروت)

ماراتون التلقيح: تحصين الكبار والمناطق قبل تهافت الشباب

الأربعاء 2021/06/09
ماراتون التلقيح: تحصين الكبار والمناطق قبل تهافت الشباب
تخطط الوزارة لاستهداف المواطنين باللقاحات عبر النزول خمس سنوات أسبوعياً في سلم الأعمار (المدن)
increase حجم الخط decrease
ما زالت آلية إجراء ماراتون فايزر يوم السبت والأحد المقبلين، لناحية عدد المراكز وآلية تلقي المواطنين المستهدفين للقاح، غير مكتملة. ففريق اللجنة التنفيذية للقاحات منكب على دراسة الأرقام والاحتمالات الممكنة. ويفترض أن ينتهي منها في غضون صباح غد الخميس.  

ميغا سنتر
وزارة الصحة العامة اكتفت بإعلان تنظيم الماراتون ليومي السبت والأحد للفئة العمرية التي تزيد عن 55 عاماً، إضافة إلى كل الأشخاص من ذوي الاحتياجات، في كل المحافظات اللبنانية، بشرط التسجيل المسبق على المنصة لغير المسجلين.
وبغية تسريع حملة التلقيح افتتح وزير الصحة، حمد حسن، مركز ميغا سنتر الأكبر للتلقيح في لبنان، بإدارة الصليب الاحمر في سيتي مول–الدورة، قدرته الاستيعابية تصل إلى نحو خمسة آلاف شخص يومياً، على أن يفتتح مراكز مماثلة في باقي المناطق في الأشهر المقبلة.

وشرح الوزير أن خطة ماراتون السبت والأحد المقبلين هي الوصول إلى عشرين أو خمسة وعشرين ألف شخص يومياً. وهناك مخطط للنزول خمس سنوات أسبوعياً في سلم الأعمار، لكن وفق المعطيات الموجودة على الأرض.

موعد مسبق؟
وبدأ المواطنون يسألون عن كيفية تلقي اللقاح والمراكز المعتمدة. لكن لم يحسم أمر إجرائه، في كل المراكز أم انتقاء مراكز محددة في كل منطقة. ولم يحدد إذا كان على المواطن الدخول إلى المنصة لحجز موعده بنفسه بشكل مسبق، أم يتم التسجيل حين حضوره، وفق ما أكدت مصادر "المدن".

رغم وصول نحو 170 ألف جرعة جديدة، إلا أن خفض سن الفئات المستهدفة إلى 55 عاماً قد يؤدي ضغوط كبيرة في المراكز وتحديداً في بيروت وجبل لبنان، حيث معدلات تلقي اللقاح والتسجيل على المنصة مرتفعة جداً منذ انطلاق حملة التلقيح. وهذا ما يدفع إلى اعتماد نظام الحجز المسبق عبر ما يعرف بـ"الأونلاين تيكيتينغ"، أي حصول الراغب بتلقي اللقاح على بطاقة إلكترونية يحملها بنفسه عن المنصة، أو من خلال رسالة على الهاتف. ولم يحسم هذا الأمر نظراً لتعقيداته، كما تقول المصادر. لكن ستصدر اللجنة التنفيذية كل تفاصيل الماراتون، بعد الانتهاء من بحث كل الإجراءات، كي تكون بمتناول المواطنين غداً الخميس.   

هدر الوقت
ثمة مشكلة ثقافية-اجتماعية تعتري حملة التلقيح. ففي المناطق خارج بيروت وجبل لبنان الإقبال على التلقيح ضعيف جداً، وخصوصاً في عكار وبعلبك الهرمل والبقاع بشكل عام، ظهرت الأسبوع الفائت خلال الماراتون. لكن المسألة لا تقتصر على تلقي اللقاح، فحتى إجراءات الوقائية وكيفية التعامل مع الوباء كانت مختلفة منذ البداية بين العاصمة وجبل لبنان من ناحية وبقية المناطق من ناحية ثانية. وهناك اختلاف في التوجهات في وزارة الصحة بين من يريد الاستفادة من القدرات الاستيعابية لمراكز التلقيح بشكل كامل، وتوسيع حملة التلقيح بمعزل عن المناطق المستهدفة، وبين من يريد استهداف الفئات المترددة في المناطق، وتشجيع السكان على التلقيح. لذا، يطالب البعض بفتح المجال لمراكز التلقيح للاستفادة من قدرتها عبر رفع عدد الجرعات التي تستلمها، لعدم إهدار الوقت في محاولة اقناع الفئات المترددة. فرفع نسبة التمنيع ستحمي المجتمع في انتشار متحورات كورونا، وخصوصاً في ظل بدء موسم الصيف ووصول المسافرين.  

اختبار السبت والأحد
ما هو حاصل عملياً بالذهاب إلى هذا الخيار في توسيع حملة التلقيح، أن يومي السبت والأحد لن يكونا مخصصين لماراتون بالمعنى التام للكلمة. فهو لن يكون مفتوحاً للجميع، وأقرب إلى عملية توسيع مروحة التلقيح وتخطي نظام الرسائل التي تنتجها المنصة. فكميات اللقاحات لا تسمح بإجراء ماراتون للجميع. لأن فتح المجال لجميع الأعمار سيؤدي إلى تلقي الفئات الشابة اللقاح، فيما المطلوب تحصين الكبار بالسن.

على أي حال، تجربة يومي السبت والأحد المقبلين ستكون بمثابة اختبار لكيفية تفاعل المناطق مع حملة التلقيح، وكيفية اتجاه الأمور لاحقاً. فخفض سن الفئات المستهدفة في هذا "الماراتون" من شأنه رفع عدد الملقحين، نظراً لأن الشريحة العمرية لمن هم دون الخمسين عاماً كبيرة، ولم تكن مشمولة بلقاح فايزر، الذي ما زال يعطى عبر المنصة لمن هم فوق الـ65 عاماً، وعبر نظام "الووك إن" (من دون موعد مسبق) لمن هم فوق الـ63 عاماً. لذا فأن كيفية تجاوب الفئة العمرية المستهدفة يومي السبت والأحد ستكون أساسية في رسم اتجاه حملة التلقيح لاحقاً. أي تسريع النزول بالفئات العمرية عبر المنصة أو البقاء على وتيرتها الحالية، بمعنى الانتهاء من كل المسجلين قبل الانتقال إلى الشرائح الأخرى.  
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها