الأحد 2021/06/13

آخر تحديث: 23:25 (بيروت)

فوضى ورشى بانتخابات نقابة المهندسين بطرابلس..تعرقل النتائج

الأحد 2021/06/13
فوضى ورشى بانتخابات نقابة المهندسين بطرابلس..تعرقل النتائج
تعطل جهاز السكانر وأجلت النتائج وقد لا تعلن إلا غداً الإثنين (المدن)
increase حجم الخط decrease
يمكن اختصار اليوم الانتخابي لنقابة المهندسين في طرابلس والشمال، الأحد 13 حزيران، بكلمات عدة: فوضى، محاولات تزوير، رشاوى، سوء تنظيم، وتخلف تقني. وهذه كلها أفضت إلى عرقلة إعلان نتائج الانتخابات، بسبب تعطل جهاز السكانر، واللجوء إلى الفزر اليدوي.  

الفوضى منذ الصباح
وبدل أن تقفل الصناديق في السادسة مساءً، أقفلت في السابعة والربع. وبدل أن تعلن النتائج في غضون ساعتين كحدّ أقصى، أجلت لساعات متأخرة من الليل، وقد لا تعلن رسميًا إلا الإثنين 14 حزيران.  

ومنذ ساعات الصباح، غصّ معرض رشيد كرامي الدولي - مقرّ إجراء العملية الانتخابية بدل مبنى النقابة - بمئات المنهدسين والمنهدسات، فامتلأت باحة المعرض بطوابير من السيارات المتزاحمة. وهذا ما دفع كثيرين إلى الهرب من دون الإدلاء بأصواتهم/هن، بعدما ضاق ذرعهم من طوابير محطات الوقود.  

تزوير ورشاوى؟ 
وفي حرارة الشمس تجمع مناصرو 3 لوائح انتخابية، أُضيفت إليهم واحدة مساء السبت، تحت مسمى لائحة "انتفاضة في النقابة"، برئاسة مارسيل منصور المرشح إلى منصب النقيب، مع مرشحين آخرين هما المهندسان حسان خليل وشربل غصن. وهكذا تنافست 4 لوائح، في ظل انعدام موازين المواجهة في ما بينها.  

أمّا ما وصف بالفضيحة الانتخابية، فهلت تباشيره مع انتشار فيديو - سرعان ما جرى حذفه - يظهر قيام أحد المهندسين الداعمين للائحة ائتلاف السلطة "النقابة 2024"، بالدخول مع أحد الناخبين خلف الستارة أثناء إدلاء المهندس بصوته.  

واللائحة هذه التي يرأسها المرشح لمنصب النقيب بهاء حرب، أعلنت بالتوافق بين تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية وتيار المردة وتيار العزم والتجمع المهني للإصلاح والتنمية (المنشق عن الجماعة الإسلامية)، إلى جانب قوى أخرى. وحرب يتهمه كثيرون، وفق معلومات "المدن"، بتقديم رشاوى غير مباشرة للمهندسين، بتسديده اشتراكاتهم السنوية المتراكمة للنقابة، والتي تبلغ نحو 2 مليون ليرة لكل اشتراك.  

وسعى مناصرو لائحة "النقابة 2024" إلى نفي هذه التهمة عن حرب - وهو رجل أعمال كان سابقًا رئيس بلدية تنورين - بذرائع وحجج لا تختلف عن تلك التي يسوقها أركان السلطة أثناء الانتخابات، وتحت شعارات خدماتية تضمر تضاربًا في المصالح ونية الرشوة الانتخابية.  

نقابة نموذجها السلطة
وفي هذه الأجواء الانتخابية يتوقع مهندسون فوز لائحة ائتلاف السلطة، بسبب ضعف منافسيها. وترجح الحظوظ بعدها للائحة "الانقاذ النقابي"، برئاسة النقيب السابق فؤاد ضاهر، المدعومة من  الحزب السوري القومي الاجتماعي، وقوى يسارية وحركة الاستقلال (النائب المستقيل ميشال معوض). إلا إذا حصلت خروقات غير متوقعة. 

وفي المقابل تتراجع حظوظ لائحة طوني فغالي، شقيق المديرة العامة للنفط في وزارة الطاقة، أورور فغالي، المدعومة من التيار الوطني الحرّ. وتبدو حظوظ لائحة "انتفاضة في النقابة" ضعيفة أيضًا، سواء لجهة إعلانها في وقت متأخر بسبب خلافات بين القوى المستقلة، أو لجهة ضعف قدرتها على استقطاب الناخبين، وتحديداً من الفئات الشابة.  

وخلال مشاركته في العملية الانتخابية يشير مرشحها لمنصب النقيب، مارسيل منصور - وهو مهندس مدني عمل بالخليج - إلى أن النقابة أصبحت نموذجًا مصغرًا عن السلطة. وأن قراره المتأخر لإعلان اللائحة، بعد عدم التوافق بين المهندسين المستقلين، سببه "أن المعركة لا بد من خوضها رغم كل المصاعب". وقال لـ "المدن" إن انتصار لوائح السلطة، "يشكل كارثة على النقابة، فهي تمهد للاجواء الانتخابية البرلمانية في 2022".  

ولفت إلى أن الشباب يشكلون ثلثي أعضاء النقابة البالغ عددهم نحو 12 ألف مهندس ومهندسة. وقال إن المسؤولية تقع على عاتقهم في خوض معركة التغيير، "لأن الثورة تبدأ من النقابات".  

ضعف المستقلين
ويستهجن عدد كبير من المهندسين العطل الذي طرأ على جهاز السكانر، لما يعكسه من سوء في التنظيم والجهوزية قبيل الانتخابات. وهذا مثار شكوك في مدى شفافية الانتخابات، واحتمال أن تؤدي إلى طعون بنتائجها.  

وعلى هامش الانتخابات، يعتبر المهندس وسيم ناغي - وهو رئيس اتحاد حوض المتوسط للمعماريين (UMAR)، واستاذ الهندسة المعمارية في كلية الفنون والعمارة في الجامعة اللبنانية - أنها انتخابات لا تشكل مختبرًا لالتماس نضوج الناخبين المستقلين.  

وقال لـ "المدن": "رغم كل المخاض الذي عشناه، قبل الثورة وبعدها، لم ننتظم حتى في العمل النقابي، لتشكيل الحالة المطلوبة ضد الائتلاف السياسي الذي لا يؤتمن لا على البلاد ولا على إدارة النقابات".  

وبالنسبة لناغي كان يفترض بهذه الانتخابات النقابية، أن تشكل فرصة لتثبيت بداية حالة من الوعي لدى الشعب اللبناني. لكن مؤشراتها، أثبتت، أن "لبنان ما زال غارقًا في الأنانيات وثقافة التفرد وحب الظهور والمناصب والطعن بالآخر، على حساب المصلحة العامة".  

ويرى ناغي أن مجريات الانتخابات عكست تنظيما سيئًا، فيما الإقبال كان جيدًا، وبلغ معدل الحضور ألفي ناخب من أصل نحو 5 آلاف كان من المتوقع حضورهم. لكن "الزحام بسبب آلية التصويت التي تتطلب وقتًا طويلا، أدى إلى عزوفهم، لأن لا وجود إلا لماكينة واحدة على نحو 12 صندوقًا".  

المهندسون والعمل النقابي  
يذكر ناغي أن ثمة 3 ركائز أساسية، تدفع المهندس المتخرج للانتساب إلى النقابة:  

- لأنه لا يستطيع أن يمارس المهنة من دون انتسابه إليها. وهي تحميه وتنظم علاقته بالقطاعين العام والخاص. واليوم تنعدم فرص العمل. ومعظم المهندسين يعانون من البطالة.  

- لأن النقابة يفترض أن توفر الأمن الاجتماعي للمهندس، عبر شركة التأمين، والتي صار لا يعول عليها بفعل تراكم الأزمات.  

- من أجل الراتب التقاعدي من النقابة، والذي صار يوازي بعد انهيار الليرة نحو 90 دولاراً. وهذا مهدد بالاستمرار لأن النقابات كلها في حال انهيار، ومداخليها شحت. لذا يسأل المهندس نفسه: لماذا أنتسب إلى النقابة أصلا؟   

وهكذا، بدأ العدّ العكسي، وإن كان متأخرًا، لإعلان نتائج انتخابات نقابة المهندسين في طرابلس والشمال، بعد اللجوء إلى عملية الفرز اليدوي. وغالبًا فأن النتائج تضاعف - وفق كثيرين - الخيبة في سجل خيبات اللبنانيين.  

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها