السبت 2021/06/12

آخر تحديث: 14:18 (بيروت)

انتخابات نقابة المهندسين بطرابلس: هزيمة "الثورة".. انتصار السلطة

السبت 2021/06/12
انتخابات نقابة المهندسين بطرابلس: هزيمة "الثورة".. انتصار السلطة
فشلت قوى المعارضة في التوافق على لائحة موحدة (الأرشيف)
increase حجم الخط decrease

تتحضر نقابة المهندسين في طرابلس والشمال، إلى معركة انتخابية حامية، يوم الأحد 13 حزيران، لكنّها توجت هزيمة مدوية قبل بدئها، لما يُعرف بقوى الثورة. إذ عجز المستقلون والناشطون السياسيون المعارضون، عن التوافق على تشكيل لائحة انتخابية بمواجهة لوائح أحزاب السلطة.  

وهو ما يدفع للتساؤل، برأي كثيرين، حول مدى قدرة القوى المدنية المعارضة، على تأطير نفسها، لخوض الاستحقاقات الانتخابية، البلدية والبرلمانية، في 2022، لما تشكله من منعطف مفصلي في مصير لبنان.  

ثلاث لوائح
هكذا، اقتصرت الصورة الانتخابية في النقابة على 3 لوائح، تتنافس على منصب نقيب جديد خلفاً للنقيب المنتهية ولايته، بسام زيادة، و8 أعضاء لمجلس النقابة: مقعد لفرع مهندسي الكهرباء، ومقعد لفرع مهندسي الميكانيك الاستشاريين، و6 مقاعد عن الهيئة العامة، مع عضوين آخرين للجنة إدارة الصندوق التقاعدي، من أعضاء المجلس السابقين، وعضوين أصيلين وعضوين رديفين للمجلس التأديبي، و3 أعضاء للجنة مراقبة حسابات الصندوق التقاعدي.  

سياسيًا، تتركز المنافسة الحامية، بين لائحة غير مكتملة يرأسها لمنصب النقيب، طوني فغالي، وهو شقيق المديرة العامة للنفط في وزارة الطاقة، أورور فغالي، المدعومة من التيار الوطني الحرّ. ومرشحو هذه اللائحة هم: طوني فغالي (مرشح مركز نقيب)، جميل عازار (موظف في التنظيم المدني) وأحمد هرموش ("تيار المستقبل" وعضو سابق هيئة عامة نقابة). 

مقابلها، لائحة "نقابة 2024" يرأسها بهاء حرب، وهو كان رئيس بلدية تنورين سابقًا، ويحكى عن علاقة وثيقة تربطه بحزب القوات اللبنانية الذي يدعم لائحته، بالتوافق مع تيار المستقبل وتيار المردة وتيار العزم والتجمع المهني للإصلاح والتنمية، إلى جانب قوى آخرى.  

أما اللائحة الثالثة، وهي لائحة "الانقاذ النقابي"، برئاسة النقيب السابق فؤاد ضاهر، فإن أحد مرشحيها، وهو ألكسي منصور، يحظى بدعم الحزب السوري القومي الاجتماعي، مع دعم قوى أخرى يسارية وحركة الاستقلال (النائب المستقيل ميشال معوض)، ما أفقدها أيضا طابع الاستقلالية.  

وبناءً على مبدأ المداورة، فإن المرشحين على منصب نقيب لهذا العام، هم من الطائفة المسيحية، وهو ما يظهر، وكأن انتخابات نقابة المهندسين في طرابلس، التي تسيطر عليها أحزاب السلطة، تحولت إلى عملية مقايضة بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية، بمنافسة التيار الوطني الحر وخصومهم السياسيين.  

وما كان لافتًا في هذه الانتخابات، هو غياب الجماعة الإسلامية عنها، مقابل حضور التجمع المهني للإصلاح والتنمية، المنشق عنها.  

لكن السؤال، لماذا فشلت قوى المعارضة بخوض الانتخابات النقابية رغم وجود شريحة واسعة من المهندسين المعارضين؟  
يشرح في حديث لـ"المدن"، العضو الناشط في ائتلاف "النقابة تنتفض" في بيروت، المهندس جورج طوق، وهو من طرابلس ومنتسب لنقابتها، تفاصيل ما حدث، رغم كل الجهود التي لم تفضِ لنتيجة.  

فبعد أن سعت القوى المعارضة لتوحيد برنامجها بين نقابيتي طرابلس وبيروت، وبعد نقاشات عميقة ومطولة شمالًا، أفضت إلى الاتفاق على تشكيل لائحة برئاسة المهندس رياض غزالي، المعروف باستقلاليته ونزاهته، لكن إصابته بكورونا، أدت لوفاته. وعندها، نشبت الخلافات على قاعدة من الأحق بوراثة ترشح غزالي، ولم يتم الاتفاق الموحد على اسم بديل، رغم وجود عدد كبير من المرشحين المحتملين المستقلين، حسب طوق.  

وفي آخر محاولة، سعى بعض المستقلين لمحاولة التنسيق مع لائحة المرشح فؤاد ضاهر، وعرضوا عليه أن يتخلى عن ترشيح العضو المدعوم من قبل الحزب القومي، مقابل ترشيح كل من المهندسين جهاد فرح وشربل غصن، على قاعدة تشكيل لائحة إئتلاف معارض، لكنه رفض أيضًا.  

إذن، يبدو أن المعركة الانتخابية في نقابة مهندسي طرابلس والشمال، لن تكون سهلة، في ظل منافسة حامية بين أحزاب السلطة، التي تستأثر بالقرار النقابي شمالًا. كما تسعى كل لائحة لحشد أكبر عدد من الأصوات، فيما يتوقع كثيرون أن ينكفئ عدد كبير من المهندسين المستقلين عن المشاركة، نتيجة حالة الإحباط من الجو الانتخابي؛ خصوصًا أن بعض مرشحي السلطة، وفق المعلومات، يحاولون جذب المهندسين، عبر تقديم رشاوى غير مباشرة، كالمساهمة في تسديد اشتراكاتهم المتراكمة بالنقابة، بانتظار ما ستؤول إليه النتيجة، يوم غد الأحد.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها