الأحد 2021/05/30

آخر تحديث: 11:47 (بيروت)

صور والناقورة: تفاؤل سياحي بتوافد المغتربين وتراجع كورونا

الأحد 2021/05/30
صور والناقورة: تفاؤل سياحي بتوافد المغتربين وتراجع كورونا
أسعار المأكولات والمشروبات بالليرة اللبنانية وتعدل عند الحاجة (حسين سعد)
increase حجم الخط decrease
لملم شاطئ صور الرملي الجنوبي الفسيح آثار البقع النفطية، وارتفعت الخيم الخشبية الموسمية الـ49 على الشاطئ، إيذانا بانطلاق موسم السباحة والترفيه في مطلع حزيران المقبل. وشرعت بلدية الناقورة بتنظيف جوانب الشاطئ، لينصب المستثمرون أكشاكهم لاستقبال المتنزهين. وبدأت الفنادق القائمة على تخوم مصب نهر الليطاني في القاسمية، وصولا إلى الناقورة مروراً بمدينة صور وساحل القليلة - المنصوري، تتلقى الحجوزات في غرفها وشاليهاتها على الشاطيء الرملي الجذاب الذي تمتاز به المنطقة.

تراجع كورونا والتوتر الأمني
وبدأت قوافل المغتربين الجنوبيين، وابناء المخيمات الفلسطينية تصل، تصل طلائعها إلى الشاطئ بعد إحجامهم الصيف الماضي عن تمضية عطلهم في ربوع الجنوب، جراء استفحال وباء كورونا والتوترات الأمنية على الحدود الجنوبية. وهذا يعزز اندفاع موسم سياحي حافل تتعطش المنطقة إليه، بعد غيابه الموسم الفائت قسراً، بسبب تفشي كورونا، وجنون أسعار الدولار مقابل الليرة، والذي لا يزال على جنونه في هذا الموسم.

لكن غالبية أصحاب المؤسسات السياحية في المنطقة الساحلية الجنوبية، يتوسمون خيراً بهذا الموسم، بعد توقف العدوان الإسرائيلي على غزة وما رافقه من استنفار أمني وعمليات قصف وإطلاق صواريخ على جانبي الحدود اللبنانية – الفلسطينية. ولا يزال بعض أصحاب المؤسسات والفنادق يتوجس من حصول موسم سياحي واعد، بسبب تداعيات كورونا والأوضاع الاقتصادية التي تزداد سوءًا.

وسبقت مدينة صور ومحيطها انطلاق الموسم السياحي. فشهدت فنادقها خلال أيام الأعياد والعطل  الأسبوعية حجوزات وصل بعضها إلى مئة في المئة. وتجاوزت في فنادق أخرى عدد غرفها كبير، نسبة 30 في المئة.

ويبدو نائب رئيس بلدية صور صلاح صبراوي أكثر تفاؤلا بالموسم السياحي، الذي يطل هذا العام مع تراجع عداد إصابات كورونا بشكل كبير في المنطقة، والهدوء التام على الحدود الجنوبية.

ويؤكد صبراوي للمدن أن شاطئ صور الجنوبي (الخيم البحرية) جاهز لاستقبال الوافدين من المناطق اللبنانية، بعدما أزيلت المخلفات النفطية بجهود البلديات والجمعيات الأهلية والشبابية التطوعية ومحمية صور الطبيعية. وأصبح الشاطئ جاهزاً لاستقبال المواطنين في الخيم البحرية، على مساحات وافرة. وأكد صبراوي أن رفع بدل إشغال الخيم اليومي بسيط جداً، ورُفِع بدل موقف السيارات إلى خمسة آلاف ليرة للسيارة الواحدة.

وأشار إلى أن الإقبال على الحجوزات في الفنادق في صور كبير جداً، وكذلك ارتياد المطاعم في أنحاء المدينة وجوارها. وهذا يبشر بموسم سياحي واعد، المدينة بأمس الحاجة اليه لتنشيط وضعها الاقتصادي.

انخفاض الأسعار
ويأمل حسين ترحيني، مدير أوتيل "بلاتينيوم" في صور، تحسن النشاط السياحي في الموسم الحالي، لا سيما مع توافد مغتربي الجنوب في إفريقيا ودول الخليج وأوروبا وأميركا.

وأكد أن الحجوزات حالياً بلغت حتى أكثر من 30 في المئة، وسعر إيجار الغرفة كان يصل في عز المواسم السابقة إلى أكثر من 140 دولار. أما اليوم فايجار الغرفة العادية 42 دولار فقط، تقبض بالدولار أو بالعملة اللبنانية، حسب سعر الصرف في السوق السوداء. وأضاف أن صور تجمع كل مقومات السياحة من بحرها الى مؤسساتها السياحية، وصولاً الى آثارها التاريخية.

ويغمر التفاؤل ابراهيم شرف الدين، أحد مستثمري الخيم البحرية على الشاطيء الجنوبي، فيقول: "من الواضح أننا أمام موسم سياحي مزدهر، في ظل تحسن الأوضاع الصحية وقدوم المغتربين الذين يساهمون في تنشيط السياحية ودعم عائلاتهم المقيمة بالعملة الصعبة. وهذا من شأنه إطلاق حركة اقتصادية أفضل، بالرغم من الضائقة الكبيرة التي نمر بها".

تخوف من الإجراءات الأمنية
لكن محمود مهدي، صاحب فندق "حلم البحر" في بلدة الناقورة الساحلية، لا يبدو متفائلا بموسم سياحي كبير، ويقول: "كانت الحركة السياحية شبه متوقفة، ولكننا نستعد لانطلاق العمل في النصف الثاني من حزيران، آملين أن يكون موسماً مقبولاً، مشيراً إلى أن التوتر الأمني على جانبي الحدود في السنوات الماضية وقبل أيام، عامل أساسي في زعزعة السياحة. وهذا إضافة إلى استمرار الإجراءات الأمنية التي يمنع الجيش اللبناني بموجبها دخول الأجانب من فلسطينيين وعرب وغيرهم، إلى منطقة الناقورة من دون الحصول على تصاريح، ما يحرم المؤسسات السياحية من هذه الفئة الأساسية.

ويشير هاشم صفي الدين صاحب "هيلز سيد" في منطقة شمع - البياضة، إلى تباشير إيجابية للموسم السياحي في منطقة صور. ويقول إن البداية كانت مشجعة. فالشاليهات شهدت حجوزات كبيرة في أيام العيد ونهاية الأسبوع، لكنها تراجعت في الأسبوع الحالي، ربما بسبب أزمة البنزين.

وأضاف أن الاسعار غير مرتفعة من أجل التكيف مع الواقع الجديد. فعلى سبيل المثال فان شاليه لأربعة أشخاص كلفتها حوالى مئة دولار على سعر الصرف الحالي (13 ألف ليرة). ويرى أن هناك تعويل كبير على المغتربين من أبناء المنطقة وغيرها من المناطق اللبنانية، الذين يقصدون منطقتي صور والناقورة المميزتين ببحرهما وبيئتهما الجميلة.

استراحة صور
استراحة صور السياحية التي تعرضت للحرق في أيام الانتفاضة الأولى (تشرين الأول 2019) أعيد تأهيلها وعادت إلى نشاطها.

ويعتبر مديرها حليم حداد أن الاستعداد للموسم السياحي الحالي يتضمن نوعاً جديداً من العمل يتناسب مع متطلبات القطاع السياحي الجديدة، لناحية الإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا، وإيجاد آلية عادلة للأسعار في ظل عدم استقرار الليرة، والعمل على تجنب الخسائر وتلبية قدرات الزبائن .

وعن حجم الحجوزات أوضح حداد انها جيدة نسبياً، لا سيما وأن الأشهر الحالية والمقبلة تشهد تدفق المغتربين إلى لبنان، مشيراً إلى زيادة في إقبال المغتربين حاملي العملة الصعبة، وإلى انخفاض الأسعار قياساً إلى السنوات الماضية.

ولفت إلى أن أسعار المأكولات والمشروبات بالليرة اللبنانية وتعدل عند الحاجة، خصوصا بسبب رفع الدعم عن العديد من المواد الأولية الغذائية. أما أسعار الغرف والشاليهات فبالعملة الأجنبية أو ما يوازيها حسب سعر الصرف بالليرة اللبنانية، جراء ارتفاع تكاليف الصيانة والتجهيزات.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها