الإثنين 2021/05/17

آخر تحديث: 16:26 (بيروت)

عودة المدارس مخيِّبة.. الوزارة تتلاعب بالأرقام لتمرير الامتحانات

الإثنين 2021/05/17
عودة المدارس مخيِّبة.. الوزارة تتلاعب بالأرقام لتمرير الامتحانات
كل مدير مدرسة أو ثانوية قرر على هواه افتتاح الصفوف أو إقفالها (عباس سلمان)
increase حجم الخط decrease
منذ بداية العام الدراسي ولغاية اليوم، تعلّم طلاب المدارس الرسمية شهراً حضورياً في السنة الفائتة. انتقلوا بعدها إلى التعليم عن بعد، وما زال أمامهم شهر حتى انتهاء العام الدراسي، قررت وزارة التربية وروابط المعلمين أن يكون مدمجاً بين التعليم الحضوري وعن بعد. 

رفع عتب
لكن، كما كان متوقعاً، اتسمت العودة إلى الصفوف اليوم الإثنين في 17 أيار بالفوضى والتخبط. أساتذة كثر امتنعوا عن الحضور، أو لم يتمكنوا من الوصول إلى مدارسهم، لا سيما في منطقتي البقاع والجنوب، بسبب إقفال محطات البنزين. وتغيب الطلاب كان لافتاً في كل المناطق. ففي بعض مدارس البقاع حضر نحو 70 طالباً من أصل نحو سبعمئة طالب. وفي أفضل الحالات حضر نصف الطلاب، كما هي الحال في بعض ثانويات بيروت وصيدا.

الملفت، حسب أساتذة كثر، أن كل مدير مدرسة أو ثانوية قرر على هواه افتتاح الصفوف. بعض المدراء فتحوا كل الصفوف لكل المراحل، غير مكترثين لتفشي وباء كورونا الذي تقرر على أساسه التزام التعليم عن بعد. ومدراء آخرون فتحوا صفوف الثالث ثانوي لتقطيع هذا الشهر وتحضير الطلاب للامتحانات الرسمية. ومدارس أخرى فتحت أبوابها ولم يحضر إليها لا الطلاب ولا الاساتذة. 

هي عودة أشبه برفع عتب لتقطيع هذا الشهر كيفما اتفق، والذهاب إلى الامتحانات الرسمية. رغم أن كل وقائع هذا العام الدراسي تشير إلى أنه كان فاشلاً بكل المستويات. وهذا ما يجعل الإصرار على الامتحانات أمراً مستغرباً. فالمسألة الأساسية التي لم يعرها أحد أي اهتمام منذ بداية العام الدراسي، هي تغيّب الطلاب طوال الوقت عن الصفوف الحضورية وعن بعد، في المدارس الرسمية وفي معظم المدارس الخاصة. ولا يوجد أرقام أو نسب حول الغياب والحضور، رغم أن الأساتذة كانوا يعدون جداول يومية ويرسلونها للنظار في كل مدرسة.

نسب الحضور والغياب
بالتزامن مع اعتصام الاساتذة، بدعوة من التيار النقابي المستقل ولقاء النقابيين الثانويين ولجان الأقضية، أمام وزارة التربية اليوم، احتجاجاً على العودة الحضورية وغياب الأمن الصحي والاجتماعي والاقتصادي، كان وزير التربية طارق المجذوب يجتمع مع وفد من "الأسرة التربوية". وحضر الاجتماع ممثلون عن اتحاد المؤسسات التربوية ولجان الأهل ورؤساء الأقسام في وزارة التربية، للبحث في إجراء الامتحانات الرسمية. 

ووفق مصادر المجتمعين، أكد وزير التربية، رداً على استفسار البعض عن نسب حضور وغياب الطلاب، وإذا كانت تسمح بإجراء الامتحانات، أن نسبة الحضور للطلاب هذا العام كانت نحو 90 في المئة. وهي كافية ووافية لتنظيم امتحانات ناجحة. 

وأكدت المصادر أن الوزير بدا مصراً على إجراء امتحانات شهادة المتوسط، التي يطالبه الجميع بعدم إجراءها. وعاد الوزير وأكد أنها ستتم في المدارس حيث يتعلم الطلاب، لكن ستضع الوزارة أسئلة الامتحانات. أما بخصوص شهادة الثانوي فستتم مثل المعتاد على أن يحدد الطالب المواد الاختيارية قبل أسبوع من الامتحانات.

تلاعب بالأرقام
لكن، وفق مصادر "المدن"، لا يوجد إحصاءات في وزارة التربية حول نسب الحضور والغياب. فوزارة التربية لم تسأل النظّار عن تسليم الجداول التي كان يعدها الأساتذة. وما زالت كلها مكدسة في المدارس. بالتالي لا يمكن للوزارة الحديث عن نسبة طالما انها لم تتطلع على جداول الحضور والغياب. جل ما في الأمر أن بعض رؤساء الأقسام في الوزارة يريدون تنظيم الامتحانات ويطلقون كل مدة رقماً مختلفاً. فمذ مدة قصيرة قيل إن نسبة الحضور عن بعد لم تتخطى الخمسين في المئة. والتعليم الحضوري لم يجر إلا لنحو شهر في مطلع العام. والأرقام التي ترمى كل فترة، مختلفة عن الأخرى، وقائمة على تقديرات ليس أكثر. 

وفق بعض النظّار، لم تتجاوز نسبة الحضور في صفوف الثانوي الخمسين في المئة، فيما نسبة الحضور للصفوف الانتقالية فلم تتجاوز ثلاثين في المئة. والأهم ليس نسب الحضور، بل ماذا تعلم الطلاب عن بعد. فقد خصص هذا التعليم لإبقاء الأستاذة على تواصل مع بعض طلابهم، الذين تابعوا الحصص، لإعادة شرح الدروس في التعليم الحضوري. وهذا الأخير غاب كل هذه الأشهر الخمس من هذا العام، وبدأ اليوم من جديد على وقع تغيب الطلاب والأساتذة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها