الخميس 2021/04/15

آخر تحديث: 18:23 (بيروت)

لبنان مربك بجلطات استرازينيكا: مشاكله كثيرة وفوائده كبيرة

الخميس 2021/04/15
لبنان مربك بجلطات استرازينيكا: مشاكله كثيرة وفوائده كبيرة
لبنانيون كثر باتوا يتمنّعون عن أخذ لقاح استرازينيكا (Getty)
increase حجم الخط decrease
في ظل تمنّع العديد من المواطنين عن تلقي لقاح استرازينيكا، تتواصل الأخبار المقلقة حوله ووصلت إلى حد الشكوك حول تقنية الناقل الفيروسي المستخدمة، خصوصاً بعد توارد المعلومات حول لقاح جونسون أند جونسون، الذي يستخدم التقنية عينها، والذي تسبب أيضاً بجلطات دم في الدماغ، مترافقة بانخفاض صفائح الدم. 

صحيح أن فوائد اللقاح أكبر بكثير من مخاطر الإصابة بكورونا، وأن الجلطات التي حصلت نادرة جداً في معظم الدول التي اختبرته، إلا أن نسب الجلطات في الدنمارك كانت مرتفعة جداً، (واحد من كل 40 ألف شخص) ما جعل السلطات تتخذ قرار وقفه نهائياً. 

وبينما تسير حملة التطعيم بهذا اللقاح ببطء في لبنان، بسبب تمنع كثر عن تلقيه، والتريث لما سيحصل، كانت القرارات التي اتخذتها دول عدة، سواء تلك التي أوقفت استرازينيكا احترازياً، أو تلك التي حصرت استخدامه للفئات العمرية التي تزيد عن الخمسين عاماً، تثير الشكوك حول سلامة هذا اللقاح. وأتى قرار فرنسا وألمانيا باستخدام فايزر للجرعة الثانية لأشخاص الذين تلقوا استرازينيكا في الجرعة الأولى، ليرفع مستوى القلق عند المواطنين.

التأقلم مع الأعراض النادرة
مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة، مربكة أو لا تعرف ماذا تقول للصحافيين، أسوة بمستشاري وزير الصحة حمد حسن. ومستشارة رئيس الوزراء حسان دياب للشؤون الطبية بيترا خوري تحيل المتصلين إلى رئيس اللجنة الوطنية لإدارة لقاح كورونا، عبد الرحمن البزري، والأخير يعد "المدن" بتصريح حول اللقاح ثم يمتنع.

لكن، رغم هذا الارباك، لبنان لن يتأثر بالأخبار الواردة من خلف البحار حول اللقاح. فلا توصيات جديدة حول هذا اللقاح المثير للجدل من لجنة أطباء الأمراض الجرثومية. وسيستمرون بتوصية استخدامه، كما أكد عضو اللجنة العلمية في وزارة الصحة، والبروفسور بالأمراض الجرثومية والمعدية، جاك مخباط. 

وأوضح لـ"المدن" أن اللقاح هو لتأمين مناعة لتفادي الإصابة بخطر كورونا. وعلى اللبنانيين وضع الأمور بهذا الإطار. فنحن نلقّح أطفالنا بلقاحات عدة، رغم وجود مخاطر أعلى من الجلطات التي يحكى عنها للقاح استرازينيكا. حتى أننا نلقّحهم ضد أمراض باتت غير موجودة، وفقط لوجود احتمال ما لإمكانية الإصابة به، مثل شلل الأطفال. ورغم أن مخاطر الإصابة به في لبنان معدومة، نلقّح الأطفال ولا نسأل أن هناك نسبة ضئيلة من الأطفال قد تصاب بالشلل نتيجة اللقاح.

واعتبر أن تقنيات هذه اللقاحات حديثة وعلينا أن نراقب ما يحصل عالمياً، ونتأقلم مع سبل الوقاية من الأعراض الجانبية النادرة. 

جميع الفئات سواسية 
وحول نسبة الجلطات المرتفعة في الدنمارك، شرح مخباط: رغم أنها مرتفعة جداً والأعلى في أوروبا، ألا أنه يجب النظر إلى معطيات الأرقام بكليتها. ففي بريطانيا النسبة هي واحد لكل 250 ألف مواطن، وعلى صعيد أوروبا واحد لكل مئة ألف. لذا، فإن كل مجموعة سكانية لها خصائصها. وبالتالي، يجب معرفة الفئات السكانية التي تلقت اللقاح وأصيبت بالجلطات.

ونفى أن يكون تأثير الأعراض الجانبية النادرة للقاح على الفئات الشابة أكثر من الكبار. فجل ما في الأمر أن الكبار في السن يصابون -بالحالات الطبيعية- بجلطات في الدماغ أكثر من الشباب. وتلقت هذا اللقاح فئات شابة أكثر من غيرها، ليظهر كما لو أن اللقاح يصيب الشباب أكثر من الكبار. 

وشرح أن مخاطر الإصابة بالجلطات عند الكبار ترتفع جداً في حالة الإصابة بكورونا. لذا فإن القرار بتلقي اللقاح أو التمنع عنه يؤخذ وفق هذا المعيار. فعلينا أن نضع نصب أعيننا أن حالات كورونا الخطرة والوفاة والأعراض التي تبقى بعد الإصابة، هي كثيرة. بالتالي حتى لو كان هناك احتمال نسبة وفاة واحد من كل مئة ألف شخص تلقوا اللقاح، لماذا لا نتحمل هذا الخطر لنتفادى نسبة وفاة بكورونا تصل إلى نحو 2 في المئة؟ يسأل مخباط، مجيباً أنه يجب مقاربة المسألة قياساً بالصحة العامة للمجتمع وليس للأفراد. 

توصية بريطانية
في لبنان، تقرر في السابق إعطاء لقاح استرازينيكا لمن يفوقون الخمسين عاماً، لكن أساتذة كثر في التعليم الرسمي والخاص يقل عمرهم عن 40 عاماً وصلتهم رسائل لتلقي استرازينيكا. وهنا شرح مخباط أن لبنان سار وفق التوصية البريطانية، القائمة على تلقيح الأشخاص الذين يفوق عمرهم ثلاثين عاماً بهذا اللقاح. لكن في المقابل وضعت شروط لأخذ اللقاح بأن لا يكون الشخص مصاباً بمرض مزمن مثل الضغط والسكري أو السمنة، أو من النساء من تتناول أدوية منع الحمل. وذلك بغية تخفيف مخاطر حدوث الجلطات. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها