الخميس 2021/04/15

آخر تحديث: 00:16 (بيروت)

تفاصيل مقتل المتطوع كريم محي الدين: شهيد إفقار اللبنانيين

الخميس 2021/04/15
تفاصيل مقتل المتطوع كريم محي الدين: شهيد إفقار اللبنانيين
قُتل مغدورًا في سبيل عمل الخير (ألبوم العائلة)
increase حجم الخط decrease

في مشهد يبدو أنه سيتحول جزءًا من يوميات اللبنانيين البائسة، سقط الشاب كريم محي الدين قتيلًا، أثناء تطوعه لمساعدة شقيقة أحمد، لتوزيع حصص غذائية في طرابلس.  

هذه الحادثة المروعة، وقعت أمس الأربعاء 13 نيسان، في منطقة الخناق بطرابلس، فشكلت امتدادًا لمشاهد تدافع اللبنانيين داخل المتاجر الغذائية، للحصول على المواد المدعومة، والتي غالبا ما تتطور إلى تضارب وشتائم على كيس حليب أو أرز أو عبوة زيت.  

محاولة سطو
يكشف أحمد، شقيق كريم (33 عاماً)، تفاصيل مقتله لـ"المدن"، فيما العائلة ما زالت تحت صدمة خسارة ابنها، وتعزي نفسها بالقول "هذا قدره، ولا وسع لنا إلا أن نسلم به".  

وأحمد هو وكيل جمعية "مسلمون حول العالم"، ومقرها الأساسي في استراليا، يعمل منذ وقت طويل على جمع التبرعات، لتوزيع الحصص الغذائية واللحوم على "العائلات المتعففة" في طرابلس، وفق تعبيره.  

وبعد عصر الأربعاء، أغلق كريم محله الذي يبيع فيه إطارات للسيارات في محلة أبي سمراء، وتوجه نحو مقر شقيقه، لمساعدته في توزيع نحو 500 حصة غذائية قبل موعد الإفطار.  

لكن لم تمضِ ساعات، وإلا وجاء بعض الشبان، ويصفهم أحمد بـ"الديوك في مناطقهم"، وأصروا على أخذ عددٍ من الحصص بالقوة، ثم ما لبث أن تطور الأمر إلى إشكال كبير وتضارب، فقام بعضهم بإشهار السلاح وإطلاق الرصاص، ليسقط كريم قتيلًا، كما جرح اثنين آخرين.  

وقال أحمد: "لا أصدق ما حصل، وأن شقيقي قتل مغدورًا في سبيل عمل الخير، الذي نواظب عليه منذ سنوات. ونحن كنا نسعى للعمل بعيدًا من الإعلام، وكان لدينا نحو 13 ألف حصة غذائية و1000 حصة من اللحوم، نسعى لتوزيعها على العائلات الأكثر الحاجة. لكن المشكلة أن هناك مجموعات تسعى لإثارة الفوضى واستغلال حاجة الناس، وقد سرقوا عددًا كبيرًا من الحصص بعد الحادث".

اعتقال ثلاثة 
أحد رفاق كريم في منطقة البولفار، حيث كان يسكن، قال لـ"المدن": "توفي الشاب الآدمي والخلوق والمندفع لمساعدة الناس، شهيد الفقراء وإذلال اللبنانيين، وانتصر سلاح الشبيحة الذين يستغلون ظروفنا القاهرة".  

وحسب المعطيات، تمكنت دورية من شعبة المعلومات من إلقاء القبض على ثلاثة شبان متهمين بإطلاق الرصاص ومقتل كريم، وبدأت بإجراء التحقيقات معهم، بينما دفنت جثة المغدور ظهر الأربعاء، وسط حال من الغضب والحزن خيمت على عائلته وأصدقائه.  

وواقع الحال، تشهد طرابلس في الأيام الأخيرة حوادث فردية كثيرة في مختلف الأحياء والمناطق، بعضها على أفضلية الحصول على المساعدات، أو داخل السوبرماركت، أو على أمام محطات البنزين والأفران. وفي كل مرة، تعود ظاهرة السلاح المتفلت إلى الواجهة، فيما الدولة غائبة كحال قيادات المدينة السياسية. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها