الأربعاء 2021/04/14

آخر تحديث: 16:14 (بيروت)

كرة السلة للكراسي المتحركة: عملية دمج بالمقلوب تكسر النمطية

الأربعاء 2021/04/14
كرة السلة للكراسي المتحركة: عملية دمج بالمقلوب تكسر النمطية
تعزيزًا للمرونة وبناء نظام دعم للمقعدين (المدن)
increase حجم الخط decrease

داخل مساحة شاسعة من الملاعب، ينهمك شباب وشابات بالتحضير لمباراتهم النهائية لـ"كرة السلة للكراسي المتحركة"، يوم الخميس 15 نيسان. للوهلة الأولى، نظن أن جميعهم من ذوي الإعاقات، ثم يتبيّن أن ما نشهده، من حماسة واندفاع ومنافسة ومحبة، هو عملية "اندماج بالمقلوب"، تعزيزًا للمرونة وبناء نظام دعم لهم.  

ومن أراضي الملاعب المغلقة لجامعة الجنان، في طرابلس، انطلقت التحضيرات، منذ كانون الأول 2020، لمباريات كرة السلة للكراسي المتحركة، بتنظيم من جمعية "طرابلس لرياضة المعوقين"، ودعم من المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ).  

هذه المباريات مؤلفة من 4 فرق، وتضم 24 مشاركًا، جاؤوا من البترون وطرابلس والمنية وبشري، وبينهم لاجئون فلسطينيون وسوريون. أمّا ما يميزها، أن من بين 24 لاعبًا على الكراسي المتحركة، يوجد فقط 3 أشخاص من ذوي الإعاقات.  

كسر المفاهيم
ووسط ضجيج اللاعبين واللاعبات، وأعمارهم لا تتجاوز 28 عامًا، يخرج مدربهم توفيق علوش، للحديث عن تجربتهم، التي أعطها لقب "عملية دمج بالمقلوب".  

علوش وهو مستشار في التنمية، وأبرز المدربين الاجتماعيين في طرابلس، هو أيضًا عضو هيئة تنفيذية في الاتحاد الدولي لكرة السلة للكراسي المتحركة، ومُصنَّف ومدربُ مصنَّفين، ورئيس لجنة التصنيف في منطقة آسيا واسبانيا.  

ويلفت علوش لـ "المدن" أن جمعيتهم عملت على استقطاب أفراد يعملون بالقطاع الرياضي، وأنجزوا دورة لإعداد المدربين نهاية 2020. وبين شباط وآذار 2021، خضع المشاركون لـ12 دورة تدريبية، وعلى إثرها انقسموا 4 فرق، وهم يستعدون لمبارياتهم النهائية غداً الخميس.  

يتحدث علوش عن أهمية هذا النوع من المبادرات والمباريات في الشمال، وقد استقطبوا نحو 70 شخصاً للمشاركة بمشروعهم، في وقت تمر البلاد بظروف قطعت الطريق على أي نوع من النشاطات.  

أما الأهم، وفقه، فهو كسر المفاهيم ونمطية التعاطي مع الأشخاص ذوي الإعاقات. إذ يمكن للفرد السوي أن يجلس ويلعب على الكرسي المتحرك مثلهم، وهو ما أعطانا مجالاً لعملية دمج واسعة، ونشر ثقافة "الباسكيت" على الكراسي، بدل أن تكون محصورة بفئة معينة فقط.  

قبل عامين، بدأت نشاطات جمعية طرابلس لرياضة المعوقين بالتنسيق والتعاون مع الصليب الأحمر الدولي وبعض السفارات الأجنبية، فاشتروا الكراسي المتحركة لتغطية نشاطاتهم، وأسسوا نادياً مستقلاً بطرابلس، وآخر بزحلة وعمشيت والمنية، كما قدموا الدعم لأحد نوادي بيروت، فزودوه بالكراسي والمدربين.  

يرفض علوش العمل مع ذوي الإعاقات، وفق منطق "تجميعهم" وحسب، وبالتالي خلق أنشطتهم الخاصة، بدل السعي لتحقيق عملية دمج مختلفة، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، عبر جذب الناس إلى عالمهم من دون تردد. لذا، "بدأنا نلحظ عمق العلاقة بين المتدربين، خصوصاً أننا نعطي اللاعبين ذوي الإعاقات زمام قيادة المباريات".  

وفيما يترقب اللاعبون مبارياتهم النهائية، يتطرق علوش لما يسميه "الفساد بقضايا المعوقين"، ويقول: "ثمة جمعيات كثيرة في لبنان تعنى بقضايا ذوي الإعاقات، وتسمي نفسها بالمطلبية، لكنها بدل أن تدفع لاستقلاليتهم، يقتصر دورها على تقديم الخدمات فقط، وتجبر المستفيدين على التعلّق بها بطريقة غير مباشرة، وكأن دعمهم لبلوغ الاستقلالية، ينفي مبرر وجودها".  

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها