ووفق دبيبو أظهرت دارسات الحالات التي حصلت بعد استخدام استرازينيكا، أن نحو 89 حالة من أصل 25 مليون جرعة، أصيبت بجلطات دم في أوعية الدماغ والمعدة. ما يعني أنها حالات نادرة جداً ولا تتجاوز نسبتها نحو ثلاثة في المليون. لذا يجب عدم التردد في تلقي هذا اللقاح. بل يجب أن تكون الأمور واضحة للمواطنين من خلال وضع الأرقام في ميزان المخاطر والفوائد. فهذه الحالات النادرة لا تقارن بحالات الجلطات القاتلة التي تصيب مرضى كورونا، ونسبتها تقدر بنحو 2 في المئة. كما أن تناول حبوب منع الحمل قد ينتج عنه جلطات ومضاعفات أكبر نسبياً من تلقي اللقاح، وهي تقدر بنحو 2 في كل عشرة الاف.
رد فعل مناعي
وشرح دبيبو أن موقع الجلطات يحصل في شرايين الدماغ والمعدة. أي تضرب في أمكنة ليس شائعاً حصول هذا النوع من الجلطات فيها. فقد توصل تقريران نرويجي وألماني إلى النتيجة عينها، أي تسبب هذا اللقاح بحالة نادرة من الجلطات متعلقة برد فعل مناعي ذاتي. فهناك مضادات حيوية تنشأ بعد تلقي اللقاح أو موجودة في الجسم قبله، وتعمل ضد صفائح الدم، ما يؤدي إلى تنشيطها وتخفيض عددها في الجسم، ما يؤدي إلى الجلطات، عند أشخاص في مقتبل العمر. لكن لا رابط علمياً بين الجلطات وجنس متلقي اللقاح. إحصائياً النسبة الأكبر بين الأشخاص الذين حصلت عندهم مضاعفات نساء. لكن أغلب الذين تلقوا اللقاح هم العاملون في القطاع الصحي ومعروف عالمياً أن أغلبهم نساء.
إرشادات للمتلقين
وأوصى دبيبو بإرشادات للمواطنين يجب أن تعطى بشكل واضح بعد تلقي اللقاح. فعليهم أن ينتبهوا لوضعهم الصحي بعد اليوم الثالث من تلقي اللقاح. ففي اليومين الأولين جميع اللقاحات قد تسبب أعراض جانبية خفيفة أو قوية وتختفي بعدها، مثل الألم والصداع والحرارة وغيرها. لكن في حال شعر متلقي لقاح استرازينيكا بعارض صداع حاد أو ألم حاد في البطن بعد اليوم الثالث وخلال الأسابيع الثلاثة التي تلي تلقي اللقاح، عليه استشارة الطبيب بأسرع وقت. فالكشف عن إمكانية حصول هذه الحالات النادرة يكون سهلاً في حال كان التشخيص صحيحاً، أي إجراء الصور الشعاعية اللازمة وفحوص الدم وغيرها. لأن تلقي العلاج الصحيح يجنب الأشخاص المشاكل في حال حصلت. وهناك أدوية خاصة تعطى لمثل هذه الحالات المرتبطة بخلل في جهاز المناعة، وعلاجها بشكل مبكر يمنع تفاقم وضع المريض، ويجنبه المخاطر.
مشاكل في تقنية اللقاح؟
وأكد دبيبو أنه حتى الساعة لا يوجد إثباتات حول أن تقنية هذا اللقاح هي المسبب للجلطات، أو توجد مادة معينة في لقاح أسترازينيكا، تسببت بهذه الحالات النادرة. فلم تصدر تقارير حول لقاحي سبوتنيك وجونسون أند جونسون، اللذين يستخدمان التقنية عينها لاسترازينيكا، أي الأدنو فيروس، تكشف لنا وجود شوائب في تقنية هذه اللقاحات. فما حصل من مشاكل تخص جونسون متعلقة بالتصنيع وليس بالجلطات. وليس هناك من أرقام عن عدد الأشخاص الذين تلقوا سبوتنيك في العالم. ففي أوروبا وأميركا يوجد نظام ترصد دقيق، وظهرت هذه الحالات، بينما في روسيا لا يوجد معلومات. بالتالي قد يكون الفيروس المستخدم في استرازينيكا، بحد ذاته تسبب بهذه الجلطات النادرة، أو ربما يكون مكون معين من مكونات اللقاح، لكن لم تتوفر معلومات مؤكدة بعد.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها