وبالعودة إلى مؤشرات CDC، فهذا يعني أن الوضع في لبنان يصنف في خانة أعلى المخاطر لانتقال العدوى في المدارس، مع الإشارة إلى أن نسبة الحدوث المحلية مقلقة للغاية، اذ تجاوزت بأكثر من ثلاث اضعاف عتبة خانة أعلى المخاطر لانتقال العدوى في المدارس.
تخبط لجان كورونا وواقعية فراس الأبيض
لا شك أن السمة المشتركة بين لجان كورونا المتعددة هي "التخبط"، حيث تغيب الرؤيا والمنهجية في إدارة الأزمة، إضافة إلى تعدد أصحاب القرار، لا سيما على المستوى الوزاري. ولعل أبرز دليل على فشل لجان كورونا كان في قرار فتح كافة القطاعات خلال فترة الأعياد، وما نتج عنه من كارثة صحية، إضافة إلى الكارثة الاقتصادية. فقد حقّق فتح كافة القطاعات خلال فترة الأعياد مردودًا اقتصاديًا محدودًا، لكن كلفته كانت باهظة للغاية على مستوى الإصابات من ناحية، وعلى المستوى الاقتصادي من ناحية أخرى، حين فرض الوضع الصحي إقفالاً امتد إلى أكثر من شهر. وبالتالي، كلفة قرار الفتح فاقت منفعته بكثير.
استناداً إلى توصية لجنة كورونا، أعلنت وزارة التربية عن العودة إلى التعلّم المدمج ابتداء من المرحلة الثالثة، من دون أن يتم توضيح ماهية المعايير التي تم اعتمادها لاتخاذ القرار. وحده مدير مستشفى بيروت الحكومي، فراس الأبيض، غرّد خارج السرب، حين أشار في تغريدة له على مواقع التواصل الاجتماعي، حول فتح القطاع التجاري الاثنين والمدارس في الأسبوع المقبل، أن الانطباع بأن وضع كورونا إلى تحسن تدريجي هو مخادع. وأرفق التغريدة بتقرير وزارة الصحة حول نسبة ارتفاع الاصابات خلال 7 ايام في كافة المحافظات.
وتجدر الإشارة إلى أن "اللجنة المستقلة للقضاء على كورونا" (ZeroCOVIDLB) حذرت في تغريدة من ارتفاع أعداد الاصابات والوفيات خلال الأسبوعين المقبلين، بسبب سرعة انتشار السلالة البريطانية، بعدما أصبحت السلالة الأكثر قابلية للانتقال.
بين لغة الإنجازات ولغة الأرقام
منذ بداية جائحة كورونا طغت لغة الإنجازات على ألسنة المسؤولين في لبنان، لا سيما وزير الصحة حمد حسن. والمفارقة أن الحديث عن الإنجازات يفتقد إلى حد بعيد إلى الواقعية. فلبنان يحتل مرتبة متقدمة من ناحية المؤشرات السلبية لجائحة كورونا. كما أنه في مصاف الدول التي تأخرت كثيراً في الحصول على اللقاح والبدء بعملية التطعيم.
لذا، وحرصاً على صحة الناس، وحفاظاً على أرواحهم، أصبح من اللزوم على أصحاب القرار في لجنة كورونا الوزارية، التوقف عن خوض سباق الإنجازات الوهمية فيما بينهم، والاعتماد على الأرقام والمؤشرات العلمية في إدارة أزمة كورونا، لا سيما في مسألة اتخاذ القرار المناسب حول فتح القطاعات، وفي مقدمها المدارس وباقي المؤسسات التربوية.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها