الخميس 2021/02/25

آخر تحديث: 14:13 (بيروت)

انتخابات رابطة أساتذة "اللبنانية" السبت: التشطيب سيد الموقف

الخميس 2021/02/25
انتخابات رابطة أساتذة "اللبنانية" السبت: التشطيب سيد الموقف
مأزق المكاتب التربوية سيكون في عملية التشطيب الكبيرة التي ستحصل يوم السبت (المدن)
increase حجم الخط decrease
رست الترشيحات للهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية على 33 مرشحاً، بعدما أقفل باب الترشيح يوم أمس. وسيتوجه 159 مندوباً إلى انتخاب 15عضواً للهيئة الجديدة يوم السبت المقبل. 

ووفق مصادر "المدن" رست الترشيحات على 8 مرشحين لتيار المستقبل، ومرشحَين لحركة أمل ومثلهما لحزب الله، وثلاثة مرشحين للتيار الوطني الحر (ومرشح رابع صديق للتيار)، ومرشح واحد لتيار العزم ومثله للحزب التقدمي الاشتراكي. ورست ترشيحات مجموعة الأساتذة المستقلين على 14 مرشحاً (قد ينسحب بعضهم).

المرشحون المستقلون
على مستوى المرشحين المستقلين، اللائحة قائمة على المساواة الجندرية، بعكس كل هيئات الرابطة السابقة الذكورية. فقد اجتمع هؤلاء الأساتذة مستقلون/ات العلمانيون والديمقراطيون من مختلف المناطق، وهمهم استعادة استقلالية الجامعة اللبنانية وتحقيق مطالب الأساتذة، ورفض المسّ بحقوقهم المكتسبة، ورفض الحال الذي وصلت إليه الجامعة اللبنانية نتيجة التحاصص والزبائنية وضرب مبادئ الكفاءة والعدالة. وتعهدوا الضغط لزيادة موازنة الجامعة، من أجل استمراريتها وتقدّمها العلمي والبحثي، وتثبيت الأساتذة في الجامعة، أي إدخال الأساتذة المتعاقدين بالتفرّغ إلى ملاك الجامعة، وإدخال الأساتذة المتفرّغين المحالين على التقاعد إلى ملاك الجامعة، وتفريغ جميع الأساتذة المتعاقدين المستحقّين.

المكاتب التربوية
على مستوى الأحزاب، أعاد "المستقبل" ترشيح ثلاثة أعضاء من الهيئة التنفيذية الحالية للرابطة، إلى جانب باقي المرشحين، ومثله فعل تيار العزم بترشيح عضو الهيئة الحالي. لكن ترشيح المستقبل لهذا العدد من المرشحين مستغرب. فقد جرت "الأعراف" أن يكون عدد الأعضاء المسلمين تسعة (أربعة سنّة وأربعة شيعة، ودرزي) وستة أعضاء مسيحيين. وقد رشح تيار المستقبل سبعة أعضاء سنة وواحد مسيحي. 

يدرك المستقبل أنه لا يمكن السير بهذا العدد من المرشحين. لذا سيعود ويسحب أربعة منهم. وفي حال توافق المستقبل مع تيار العزم على مرشحه السني، سيسير المستقبل بمرشحه الرابع المسيحي. لكن ضعفه في عدم وجود مرشح عن منطقة البقاع. فقد جرت العادة أن يرشح المستقبل أربعة أعضاء من الجنوب وبيروت والبقاع وطرابلس. والضعف الثاني أنه يريد ترؤس الهيئة التنفيذية الجديدة بأحد أعضاء الهيئة الحاليين، رغم انتقادات الأساتذة الواسعة للهيئة، طوال السنتين الفائتتين. 

الملفت في الترشيحات الحزبية غياب مرشحين من القوات اللبنانية، التي لم ترشح أي شخص لأنها لا تريد تبادل الأصوات مع أحزاب المنظومة الحاكمة. وهذه الخطوة القواتية وضعت الأحزاب في مأزق "الميثاقية"، لأن لائحة أحزاب السلطة، في حال تمكنت المكاتب التربوية من التوافق عليها، لن تكون مكتملة مسيحياً في ظل ترشيح الوطني الحر ثلاثة مرشحين (الرابع صديق وقد يسحب ترشيحه). 

في هذه الانتخابات، رشح حزب الله و"أمل" وجوهاً جديدة غير معروفة كثيراً بين الأساتذة لتدارك حالة الغضب بين أساتذة الجامعة اللبنانية على فشل الأحزاب في تحقيق مطالبهم. حتى أن حزب الله لم يرشح عضو الهيئة الحالي علاء غيث، الذي ترشح بشكل منفرداً. 

الاستثناء هو عند "المستقبل"، الذي رشح ثلاثة أعضاء حاليين في الهيئة التنفيذية. لكنه في المقابل رشح خمسة أعضاء من الأساتذة غير البارزين في الجامعة. وذلك في انتظار انتهاء المفاوضات مع باقي المكاتب التربوية في باقي الأحزاب. 

مأزق الأحزاب
من الصعب أن تضع المكاتب التربوية خلافات أحزابها السياسية جانباً. فمع أول اجتماع عقد اليوم بينها انسحب ممثلوا الوطني الحرّ، الذين أبلغوا الحاضرين أنهم لن يسيروا بالانتخابات وسيعلنون سحب مرشيحهم. أما التقدمي الاشتركي فحائر، وربما يعلن سحب مرشحه أيضاً.

قد يتوافق باقي الأحزاب على تبادل الأصوات في مواجهة لائحة المستقلين. فالمكاتب التربوية عاجزة عن تشكيل لائحة حزبية وبوجوه حزبية بارزة، كما هي الحال في ترشيحات "المستقبل". فهي تدرك أن "الهيئة التنفيذية" الحالية (حزبية تماماً باستثناء عضوين مستقلين) مغضوب عليها من معظم أساتذة الجامعة اللبنانية. وتعرف جيداً أن الأساتذة المتفرغين من دفعة العام 2014 لديهم أكبر عدد من المندوبين الذين سيقترعون يوم السبت. والهيئة التنفيذية متهمة من قبلهم بأنها لم تعمل على تحقيق مطلبهم في الانضمام إلى الملاك. وقد أقدمت على فك الإضراب رغماً عنهم سابقاً. ولم تفاوض وزير المالية منذ نحو عشرة أيام للضغط لدخولهم إلى الملاك.  

ففي حال توافقت المكاتب التربوية على لائحة موحدة ستكون غير مكتملة، مثل لائحة المرشحين المستقلين. لكن مأزق المكاتب التربوية سيكون في عملية التشطيب الكبيرة التي ستحصل يوم السبت. فالجميع يدرك أن المعركة ستكون "كسر عظم"، طالما لا يوجد طرف يملك أغلبية الأصوات تمكنه من الفوز المريح. لكن ارتكاز مجموعة الأساتذة المستقلين على 40 في المئة من الأصوات قد يمكنها من الحصول على أغلبية الأعضاء والفوز برئاسة الرابطة. 

يوم السبت سيكون أساتذة الجامعة أمام استحقاق يحصل للمرة الأولى في تاريخ الجامعة. فرغم الضغوط التي بدأت تمارسها المكاتب التربوية على المندوبين والتحذير من خطر الأساتذة المستقلين على حقوق المسيحيين أو على التوازن الطائفي في الجامعة، أو الإخلال بالأعراف المتبعة فيها، ورغم ترشيح الأحزاب لأشخاص حزبيين غير معروفين، ستجري الانتخابات على وقع كل التطورات التي حصلت في الجامعة وفي البلد. إلا إذا تدخلت الأيادي الخفية التي أطاحت انتخابات نقابات الأطباء والمهندسين والمحامين، وأقدمت على التذرع بحجة ما لتأجيل انتخابات الهيئة التنفيذية للرابطة. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها