نظراً للتوّتر والمناوشات، لجأت مرشّحة الكتائب، إميلي حايك، إلى مجموعة الفرز فتشاجرت مع أعضائها، مشدّدة على ضرورة فرز الأصوات يدويّاً. هناك من أيّد هذا الطرح ومن عارضه، فأدّى ذلك إلى مزيد من التصعيد حتى تدخّل حزب الله لينهي المعركة لمصلحته.
خسارتا حزب الله
الخسارة غير موجودة في قاموس حزب الله، لذا في حال حصلت، عليه تجفيف آثارها في أسرع وقت. وكان الحزب افتتح خسارته في نقابة الصيادلة اليوم الأحد في 28 تشرين الثاني، وذلك رغم سعيه الشّديد للتمسّك بمملكته التي صانها لأكثر من 3 سنوات. فأرسل الحافلات وتحالف مع تيار المستقبل وبذل كلّ جهده، لكنّه فشل.
بعد خبر الصّاعقة في "الصيدلة، تلقّى ضربة ثانية من نقابة أطباء الأسنان، اذ علم أن مجموعات المعارضة هي التي ستحتل السّاحة. لذا، لجأ الى الحل الأسرع لديه وهو الهجوم بطريقة همجية على مقرّ الانتخابات في البيال ليؤكّد على معادلة: "نحن او لا أحد".
الصيدلة: انتصار الكتائب
الصورة كانت مغايرة في نقابة الصيدلة التي شهدت إقبالاً كبيراً من الصيادلة للإدلاء بأصواتهم بعد 3 سنوات من الصيام عنها. ففي الدورة الأولى، كانت الحظوظ لمصلحة لائحة نقابتي سندي المدعومة من الكتائب اللبنانية والتي يترأسها جو سلّوم، إضافة الى لائحة الصيادلة يتفضون المدعومة من المجموعات التشرينية المعارضة والتي يترأسها الدكتور فرج سعادة. وفاز تجمع "نقابتي سندي" بعشرة مقاعد، موزعين على مجلس النقابة وصندوق التقاعد والمجلس التأديبي، فيما حصل "الصيادلة ينتفضون" على مقعدين، مقابل خمسة مقاعد لتجمع "نقابة الضمير المهني".
وبهذا، يكون كلّ من سلّوم وسعادة قد تأهلا للدورة الثانية، وهي التصويت للنقيب لينسحب مرشّح الثنائي ويغادر. وسرت شائعات عن توجه التيار الوطني الحرّ وتيار المستقبل وحركة أمل لدعم مرشّح الكتائب اللبنانية جو سلّوم، فيما ينفرد حزب الله بدعم مرشّح الصيادلة ينتفضون، فرج سعادة. لكن سلوم فاز في الجولة الثانية بأصوات أقل من تلك التي حصلت عليها لائحته في الجولة، ما ينفي شائعات تجيير تلك القوى أصواتها له، وحل نقيباً للصيادلة.
مواقف منددة
وغرد رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل كاتباً: "ما حصل في انتخابات نقابة أطباء الأسنان معيب ومخزٍ. عناصر مسلّحة من حزب الله من خارج الأطباء يعتدون على موظفي الفرز ويحطّمون الصناديق في مشهد لا يبشر خيرًا للانتخابات النيابية المقبلة".
أما قطاع المهن الحرة في تيار المستقبل فأدان بشدة ما قام به مناصرو بعض الأحزاب بتكسير صناديق الاقتراع وفرض الغاء العملية الانتخابية بقوة البلطجة، مما يعرض الحياة الديموقراطية وتداول السلطة في النقابات للخطر والعودة بها لزمن الهيمنة وفرض الرأي بالقوة.
أما قطاع المهن في "التيار الوطني الحر"، فدان "الدرك الذي وصلت اليه الأمور، خلال انتخابات نقابة اطباء الاسنان"، موضحًا أنه "حذر بالأمس، من الجو السياسي المشحون بين مختلف الجهات والأحزاب، الذي من شأنه أن ينعكس سلباً، على التضامن النقابي، ورفضنا أجواء التوتر والانقسامات، بين زملاء المهنة، وأعلنا تغليب الخيارات النقابية على أي مصلحة أخرى". وتابع: رأينا للأسف من يصرّون على ضرب عرض الحائط، بأبسط اعراف الديمقراطية ومقتضياتها، يفرضون منطق القوة مقابل منطق الديمقراطية وحرية الخيار".
حزب الله يرد
بدوره رد تجمع أطباء الأسنان في حزب الله وقال: "جرت اليوم انتخابات نقابة أطباء الأسنان في جو ديمقراطي تنافس فيها ثلاث لوائح، لائحتان مكتملتان ولائحة غير مكتملة ترأستها المرشحة الكتائبية إيميلي حايك. وعندما بدأت عمليات الفرز الإلكتروني وجرى فرز أربعة صناديق من أصل عشرين، وبسبب تأخير إصدار النتائج، حتى انقضى الوقت المخصص لانتخاب نقيب، ارتاب بعض الأطباء من هذا التأخير، وهنا تقدمت مرشحة حزب الكتائب الدكتورة إيميلي حايك وبصوت عال بطلب إجراء فرز يدوي. وكانت نتائجها متأخرة وليست من بين العشرة الأوائل، فحدث هرج ومرج وأقتحم البعض صناديق الاقتراع وقاموا بتكسيرها بشكل مؤسف وغير مقبول بتاتا ومرفوض. وبدل أن يخجل السيد سامي الجميل وحلفائه من هذا الفعل، توجه كعادته بإلباس التهمة لطرف حزب الله الذي ترك الحرية لمناصريه منذ الصباح لانتخاب من يرونه مناسبا ولم يكن معنيا كغيره بالنتائج .
إن ما صدر عن السيد سامي الجميل هو محض كذب وافتراء ولا يبشر بالخير وهي حفلات الكذب التي اعتاد أن يقوم بها سامي الجميل عند كل استحقاق يشعر فيه بالخسارة".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها