الأحد 2021/11/28

آخر تحديث: 18:43 (بيروت)

حزب الله يخسر نقابتي الصيدلة وأطباء الأسنان..ويحطم صناديق الاقتراع

الأحد 2021/11/28
increase حجم الخط decrease
في مشهد معيب تخلله تضارب وعراك ودخول عناصر حزبية، ألغيت انتخابات نقابة أطباء الأسنان بعد يوم ماراتوني بعدما توّترت الأجواء أثناء عملية فرز الأصوات. وأقدم عناصر من حزب الله على تكسير صناديق الاقتراع ورمي كل الأوراق على الأرض، لأنهم لم يتحمّلوا الخسارة. فبدلاً من إصدار النتائج بطريقة ديمقراطية والانتقال الى مرحلة انتخاب النقيب، توقّف كلّ شيء وكأنّه يوم انتخابي للنسيان يقضي على ما تبقّى من الديمقراطية في هذا البلد.

رفض الخسارة
في التفاصيل، ومع بدء عملية الفرز، تبيّن أن الأفضلية للائحة نقابة أطباء الأسنان تنتفض، التي تضم تحالف أطباء الأسنان للتغيير ومستقلّون ينتفضون (أي المعارضة) والذين رشّحوا الدكتور رونالد يونس لمنصب النقيب. فكان الفوز كاسحاً، إذ تبيّن أن النقابة أصبحت في جعبته وهذا ما لم تتوقّعه الأحزاب، خصوصاً حزب الله وحركة أمل.

وسيطرت حال من الهيستيريا على اللوائح الأخرى، أي تلك المدعومة من الثنائي الشيعي الذي رشّح الدكتور الياس معلوف، وكذلك اللائحة الأخرى المدعومة من حزب الكتائب (نقابتي ثورتي) والتي تترأسها الدكتورة إميلي حايك.

بعد تأخر في عملية الفرز الإلكتروني، ترجمت تلك الهيستيريا بإصرار حايك على فرز الأصوات يدوياً، لينضم اليها حزب الله الذي اغتنم الفرصة. وسرعان ما تطوّرت الأمور إلى الإطاحة بصناديق الاقتراع من قبل حزب الله، وصولاً إلى رمي أوراق الاقتراع على الأرض.

مع اشتداد حدّة العراك، قرّرت النقابة الغاء الانتخابات وتحويل الحادثة إلى القضاء كي يبتّ بالأمر ومعرفة مصير الانتخابات وما إذا كانت ستعاد من جديد. ومن جهته، أكّد النقيب الحالي الدكتور روجيه ربيز أنّ هذه الانتخابات ستعاد في موعد لاحق.

تأخّر بعملية الفرز
عادة، يكون فرز الأصوات في نقابة أطباء الاسنان الكترونياً، وهكذا سارت الأمور حتى توقّفت عملية الفرز فجأةً من دون معرفة السّبب، وخدم العطل الذي لحق بالشاشة التي تُنقل عدد المقترعين ونتائج الفرز، موقف المعترضين على النتائج، وهنا وقعت الواقعة. 

نظراً للتوّتر والمناوشات، لجأت مرشّحة الكتائب، إميلي حايك، إلى مجموعة الفرز فتشاجرت مع أعضائها، مشدّدة على ضرورة فرز الأصوات يدويّاً. هناك من أيّد هذا الطرح ومن عارضه، فأدّى ذلك إلى مزيد من التصعيد حتى تدخّل حزب الله لينهي المعركة لمصلحته.

خسارتا حزب الله
الخسارة غير موجودة في قاموس حزب الله، لذا في حال حصلت، عليه تجفيف آثارها في أسرع وقت. وكان الحزب افتتح خسارته في نقابة الصيادلة اليوم الأحد في 28 تشرين الثاني، وذلك رغم سعيه الشّديد للتمسّك بمملكته التي صانها لأكثر من 3 سنوات. فأرسل الحافلات وتحالف مع تيار المستقبل وبذل كلّ جهده، لكنّه فشل.

بعد خبر الصّاعقة في "الصيدلة، تلقّى ضربة ثانية من نقابة أطباء الأسنان، اذ علم أن مجموعات المعارضة هي التي ستحتل السّاحة. لذا، لجأ الى الحل الأسرع لديه وهو الهجوم بطريقة همجية على مقرّ الانتخابات في البيال ليؤكّد على معادلة: "نحن او لا أحد".

الصيدلة: انتصار الكتائب 
الصورة كانت مغايرة في نقابة الصيدلة التي شهدت إقبالاً كبيراً من الصيادلة للإدلاء بأصواتهم بعد 3 سنوات من الصيام عنها. ففي الدورة الأولى، كانت الحظوظ لمصلحة لائحة نقابتي سندي المدعومة من الكتائب اللبنانية والتي يترأسها جو سلّوم، إضافة الى لائحة الصيادلة يتفضون المدعومة من المجموعات التشرينية المعارضة والتي يترأسها الدكتور فرج سعادة. وفاز تجمع "نقابتي سندي" بعشرة مقاعد، موزعين على مجلس النقابة وصندوق التقاعد والمجلس التأديبي، فيما  حصل "الصيادلة ينتفضون" على مقعدين، مقابل خمسة مقاعد لتجمع "نقابة الضمير المهني".

وبهذا، يكون كلّ من سلّوم وسعادة قد تأهلا للدورة الثانية، وهي التصويت للنقيب لينسحب مرشّح الثنائي ويغادر. وسرت شائعات عن توجه التيار الوطني الحرّ وتيار المستقبل وحركة أمل لدعم  مرشّح الكتائب اللبنانية جو سلّوم، فيما ينفرد حزب الله بدعم مرشّح الصيادلة ينتفضون، فرج سعادة. لكن سلوم فاز في الجولة الثانية بأصوات أقل من تلك التي حصلت عليها لائحته في الجولة، ما ينفي شائعات تجيير تلك القوى أصواتها له، وحل نقيباً للصيادلة.  

مواقف منددة
وغرد رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل كاتباً: "ما حصل في انتخابات نقابة أطباء الأسنان معيب ومخزٍ. عناصر مسلّحة من حزب الله من خارج الأطباء يعتدون على موظفي الفرز ويحطّمون الصناديق في مشهد لا يبشر خيرًا للانتخابات النيابية المقبلة".

أما قطاع المهن الحرة في تيار المستقبل فأدان بشدة ما قام به مناصرو بعض الأحزاب بتكسير صناديق الاقتراع وفرض الغاء العملية الانتخابية بقوة البلطجة، مما يعرض الحياة الديموقراطية وتداول السلطة في النقابات للخطر والعودة بها لزمن الهيمنة وفرض الرأي بالقوة.
أما قطاع المهن في "​التيار الوطني الحر​"، فدان "الدرك الذي وصلت اليه الأمور، خلال انتخابات نقابة اطباء الاسنان"، موضحًا أنه "حذر بالأمس، من الجو السياسي المشحون بين مختلف الجهات والأحزاب، الذي من شأنه أن ينعكس سلباً، على التضامن النقابي، ورفضنا أجواء التوتر والانقسامات، بين زملاء المهنة، وأعلنا تغليب الخيارات النقابية على أي مصلحة أخرى". وتابع: رأينا للأسف من يصرّون على ضرب عرض الحائط، بأبسط اعراف الديمقراطية ومقتضياتها، يفرضون منطق القوة مقابل منطق الديمقراطية وحرية الخيار".

حزب الله يرد
بدوره رد تجمع أطباء الأسنان في حزب الله وقال: "جرت اليوم انتخابات نقابة أطباء الأسنان في جو ديمقراطي تنافس فيها ثلاث لوائح، لائحتان مكتملتان ولائحة غير مكتملة ترأستها المرشحة الكتائبية إيميلي حايك. وعندما بدأت عمليات الفرز الإلكتروني وجرى فرز أربعة صناديق من أصل عشرين، وبسبب تأخير إصدار النتائج، حتى انقضى الوقت المخصص لانتخاب نقيب، ارتاب بعض الأطباء من هذا التأخير، وهنا تقدمت مرشحة حزب الكتائب الدكتورة إيميلي حايك وبصوت عال بطلب إجراء فرز يدوي. وكانت نتائجها متأخرة وليست من بين العشرة الأوائل، فحدث هرج ومرج وأقتحم البعض صناديق الاقتراع وقاموا بتكسيرها بشكل مؤسف وغير مقبول بتاتا ومرفوض. وبدل أن يخجل السيد سامي الجميل وحلفائه من هذا الفعل، توجه كعادته بإلباس التهمة لطرف حزب الله الذي ترك الحرية لمناصريه منذ الصباح لانتخاب من يرونه مناسبا ولم يكن معنيا كغيره بالنتائج .

إن ما صدر عن السيد سامي الجميل هو محض كذب وافتراء ولا يبشر بالخير وهي حفلات الكذب التي اعتاد أن يقوم بها سامي الجميل عند كل استحقاق يشعر  فيه بالخسارة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها