الأحد 2021/11/28

آخر تحديث: 21:35 (بيروت)

أندية الجنوب العلمانية: نموذج جديد لمواجهة النظام

الأحد 2021/11/28
أندية الجنوب العلمانية: نموذج جديد لمواجهة النظام
تمثل الأندية العلمانية في الجنوب اليوم علامة فارقة تستحق المبادرة والمجازفة (علي لمع)
increase حجم الخط decrease
إذا كان جنوب لبنان اليوم أسير هيمنة حلف أحزاب الطوائف والقمع المليشياوي، فالأنظار اليوم تتجه نحو الأندية العلمانية في الجنوب كبصيص أمل ومشروع علماني تقدمي ديمقراطي معارض ونقيض للنظام اللبناني الطائفي بكل أقطابه وأدواته. وبدأت الأندية بتنشيط وتفعيل ندوات ونقاشات وطاولات حوار ونشاطات مختلفة مع مختلف الحركات والأحزاب السياسية المعارضة، لطرح مشروعها وأفكارها للمساهمة في توحيد قوى المعارضة في الجنوب.

العلمانية والدين
فعلى ضوء التحديات التي تواجه المعارضة، وفي ظل خوض المعارك الانتخابية في الجامعات والنقابات واستكمال المسيرة بالتحضير للانتخابات النيابية، قامت الأندية العلمانية في النبطية وصور وصيدا بتنظيم ندوة ونقاش مع الأستاذ الجامعي والناشط علي خليفة بعنوان: "العلمانية مشروع سياسي معارض في المرحلة المقبلة؟". وقد حضر الندوة ممثلون عن مختلف قوى المعارضة في الجنوب، وشخصيات من مختلف المناطق في الجنوب، اليوم الأحد في 28 تشرين الثاني.

وانطلق الدكتور خليفة بتقديم العلمانية بجوهرها الحقيقي، بعيداً عن محاولات تشويه صورتها من الأحزاب الطائفية والحركات الميلشياوية، كنقيض للأديان وبحثاً عن مصالح فؤوية ضيقة. وأكّد أن العلمانية لا تحارب الدين، إنما تحول دون استغلال الدين للوصول إلى السلطة واستلاب وعي الناس وعقولهم، في أحوالهم الشخصية وحقوقهم العامة. كما أكّد أن العلمانية مشروع حلّ لأزمة المجتمع وأزمة النظام التي نعيشها اليوم.

الأجزاب والطوائف
وعرض الأسس التي قامت عليها الأحزاب الطائفية والمليشيات الحاكمة في الجنوب بائتلافاتها وتوازناتها ومحاصصاتها الضيقة القائمة على المصلحة الشخصية: من "المارونية السياسية" إلى "السنية السياسية"، وصولاً اليوم إلى "الشيعية السياسية"، كصورة واضحة للطائفية السياسية وخطورتها على المجتمع، وتبعياتها التامة للمشاريع الإقليمية والدولية.

التحرير الثاني
وشدّد خليفة على ضرورة "التحرير الثاني للجنوب" ولبنان من التعبئة الطائفية ومنظومة أحزاب السلطة ورجعيتها وإفلاسها، ومن التمدد الذي يشهده لبنان لنفوذ ولاية الفقيه، مع ما تحمله من استباحة للعمل السياسي والحرّيات السياسية والاجتماعية، بمزاعم باطلة وكاذبة، كالتكليف الشرعي والتقليد الأعمى. وأكّد على ضرورة حماية سيادة الدولة اللبنانية من التدخلات الدولية والخارجية والإقليمية، وشتّى المحاور.

نادي النبطية العلماني
في خطوة جريئة وفريدة من نوعها، تأسيس النادي العلماني في النبطية في مدة قصيرة. وهو قائم على العلمانية والديمقراطية التشاركية والعدالة الاجتماعية والنسوية وحماية الفئات المهمشة اقتصادياً واجتماعياً، ومنحاز إلى المصلحة العامة في وجه النظام اللبناني بكل أركانه. أي في وجه نظام الميليشيات والأحزاب الطائفية والسياسات المصرفية والاقتصادية الريعية. وقد حسم شبان/ات النادي العلماني في النبطية خيارهم، وجاء في بيانه التأسيسي: "هذا النظام لم يكف يوماً عن قتلنا. فمن الحرب إلى الحريرية الاقتصادية، والإغتيالات و7 أيّار وتفجير المرفأ وأحداث الطيونة، إضافة إلى سياسات الدين العام والعسكرة، حسمْنا خيارنا: نرفض النظام والمنظومة. نرفض سياسات الريع والإفقار. نرفض التوريث والتوظيف السياسي. نرفض الذكورية. نرفض الاغتيالات والقمع. نرفض الدولة البوليسية وسلطة المخابرات. نرفض الاعتداء على مجرى العدالة. نرفض الاعتداءات والتدخلات الخارجية. نرفض مبادرات التطبيع والسلام. كما نرفض مساندة الأنظمة الاستبدادية."

وتابع البيان: "إن احتكار جنوب لبنان على مدى سنوات واستغلال أهله وشبابه ضمن مشاريع إقليمية، لا تخدم مصلحة المواطن ولا الوطن، بل تجعله رهينة قوى ميلشياوية جاهزة لقمع وتخوين أي حركة معارضة، لعزل الجنوب وجعله بيئة خاصة واستثناءاً عن باقي مناطق الوطن".

من هذا المنطلق، تمثل الأندية العلمانية في الجنوب اليوم علامة فارقة تستحق المبادرة والمجازفة. فهي تطرح مشروعاً تقدمياً علمانياً معارضاً، قادراً على المبادرة وخوض المعركة مع قوى المنظومة. حتى لو بلغت درجات التخوين والتخويف أقصاها. فشبان/ات الأندية العلمانية حسموا خيارهم: المواجهة مع النظام وأركانه مفتوحة على كافة الأصعدة، ومعركة كسر النظام مستمرة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها