السبت 2021/01/16

آخر تحديث: 13:27 (بيروت)

لقاح الحريري وتشريعات برّي: خليط السياسة وكورونا ينذر بالفوضى

السبت 2021/01/16
لقاح الحريري وتشريعات برّي: خليط السياسة وكورونا ينذر بالفوضى
البزري: مشكلتنا تكمن في أنّ شركة فايزر ليست متساهلة معنا بالموضوع المالي (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease
استكمالاً للإنجاز المفترض الذي حصل في المجلس النيابي أمس، وقّع رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم القوانين التي أقرّتها الهيئة العامة، وأولّها القانون المعجّل المكرّر لتنظيم الاستخدام المستجد للمنتجات الطبية لمكافحة جائحة كورونا. وأودع الرئيس بري القوانين رئاسة مجلس الوزراء لتسلك مسارها الدستوري الطبيعي.
وبينما حلّت الدولة اللبنانية المسألة القانونية المتعلّقة باستيراد اللقاح من خلال إقرار هذا القانون، ينتظر اللبنانيون توضيحاً قد يصدر عن المكتب الإعلامي للرئيس المكلّف سعد الحريري، في ما يخص عمله على تأمين لقاحات صينية للبنانيين. مع العلم أنّ أوساط تيار المستقبل في بيروت تنفي علمها بهذا الموضوع، مشيرةً إلى أنه "قد يكون الرئيس الحريري يعمل لتأمين اللقاح من ضمن مساعيه الأخرى لإيجاد حلول للبلد"، إلا أنّ إثارة كل ذلك في الإعلام يؤدي إلى إغراق الحريري في فخ تأمين اللقاح، على أن يتم تصويره في موقع العاجز في حال فشله. فيبدو أنّ السياسة وألعابها دخلت على خط مواجهة فيروس كورونا من بابها العريض. وفي هذا الإطار أيضاً، تجدر الإشارة إلى أنّ لقاح "سينوفاك" الصيني فعاليّته لا تتجاوز نسبة 50.4%. فيبقى على وزارة الصحة وسائر اللجان والهيئات الصحية الفنية الأخرى تحديد جدوى اعتماد لقاحات مماثلة وتبديد الأموال عليها.

صعوبة مع "فايزر"
وفي ما يخصّ لقاح "فايزر"، أكد اليوم رئيس اللجنة الوطنية للقاح ضد كورونا، عبد الرحمن البزري، الذي تمّ تكليفه بمهمة توزيع اللقاحات بعد استيرادها، على أنّ "العد العكسي الحقيقي لاستقبال اللقاحات قد بدأ في النصف الأول من شباط وقد يصل في الربع الأول من الشهر". وأشار البزري في مقابلة تلفزيونية إلى أنّ "مشكلتنا تكمن في أنّ شركة فايزر ليست متساهلة معنا بالموضوع المالي". وشدد على أنّ اللقاح سيصل تدريجياً "أكان من شركة فايزر أو غيرها"، مضيفاً أنّ "ثمة تشابهاً بين لقاحي فايزر وموديرنا، ولدينا مصلحة بالاسترازينيكا أو اللقاح الصيني لأنهما أسهل من الناحية العملية". فهل يكون هذا الواقع إشارة إلى توجّه الدولة اللبنانية اعتماد لقاح آخر غير فايزر؟

القدرة التخزينية
وعلى المستوى التقني، كشف البزري أنّ في لبنان "بالحدّ الأدنى، 20 براداً، ولا مشكلة في ما يخص القدرة التخزينية للقاحات فايز، وثمة آلية لاستخدام اللقاحات بحلول 5 أيام من وصوله"، في حين أنّ لقاحات أخرى تستوجب قدرات تخزينية أقلّ كلفة. وشدّد البزري على أنّ "أولية التلقيح هم للعاملين في القطاع الصحي خصوصاً من هم في الخطوط الأمامية والممرض والمسعف قبل الطبيب"، ونفى أي محاولة من أي جهة سياسية لتركيز عملية التلقيح في مراكز أو مناطق معيّنة، مضيفاً أنه "في حال حصل أي تدخل سياسي سيكون لنا الجرأة لكشفه".

المستشفيات الخاصة
ومع انخراط عدد من المستشفيات الخاصة في المعركة ضد فيروس كورونا، أشارت اليوم رئيسة قسم الطوارئ في مستشفى الجامعة الأميركية، إيفلين حتّي، إلى أنّ "تجهيز المستشفيات لاستقبال مرضى كورونا مكلف، ويحتاج إلى جهد ‏كبير، بما في ذلك تدريب الطاقم التمريضي". وأضافت أنّ بعض شركات التأمين الصحي لا تغطي مرضى كورونا، مشددةً على "وجوب تفعيل كل الطاقات في القطاع الطبي، ولا يجب الاعتماد على عدد محدود من ‏المستشفيات. والوفيات ستزداد ليس بسبب كورونا بل بسبب عدم التمكن من دخول المستشفى". وهو اعتراف متأخر للدور الذي لم تلعبه عشرات المستشفيات الخاصة حتى وقت قريب، بعد ما يقارب العام على وصول كورونا، وبعد ضغوط رسمية واجتماعية. كما أنه من الجدير الإشارة إلى ضرورة تحرير أموال المستشفيات الخاصة من المصارف لتمكّنها من إنشاء أقسام كورونا أو تطويرها، حيث بالإمكان ربط هذه الأموال بشكل مباشر بعملية مواجهة الفيروس ضمن القيود الفعلية التي تضعها الدولة اللبنانية على حسابات اللبنانيين بشكل عام.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها