أرقام الوفيات والإصابات مهولة: الكارثة وقعت والآتي أسوأ

إلى ذلك استمرت مشاهد امتلاء المستشفيات بالمرضى، في ظل عدم توفر الأسرة، كما يشاع، وتلقى أحد المصابين علاجه في سيارته أمام مستشفى الروم. وطالب المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت جميع اللبنانيين الالتزام بأقصى الإجراءات الاحترازية وتحمل المسؤولية، للمحافظة على سلامتهم وسلامة أحبائهم، في ظل أزمة الوباء الحالية المترافقة مع تزايد الإصابات. وأكد أن طاقات مقدمي الرعاية الصحية لديهم استزفت. وهم مرهقون ويجب حماية إمكانياتهم كي يقوموا بواجباتهم تجاه المرضى. وأضاف، أن وحدات العناية المركزة ووحدات كورونا العادية وصلت إلى طاقتها الكاملة، وهناك 40 حالة في قسم الطوارئ بحاجة للدخول إلى المستشفى. وأوضح أنهم باتوا في مرحلة غير قادرين على إيجاد أسرة حتى للمرضى ذوي الحالات الدقيقة، داعين الجميع إلى مساعدتهم في مكافحة الوباء والتغلب على الكارثة.

إصابات جديدة
أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي عن تسجيل 44 وفاة و6154 إصابة جديدة، اليوم الجمعة في 15 كانون الثاني، وتزامنت هذه الأرقام مع انخفاض عدد الفحوص اليومية إلى 21854 فحصاً، بينما واصلت نسبة الفحوص الموجبة التراكمية بالارتفاع مسجلة 18.4 في المئة، للمرة الأولى. ما يعني أن المنحى الوبائي يسلك طريقاً تصاعدياً، أقله في اليومين المقبلين. 

أما عدد المرضى في المستشفيات فاستمر بالارتفاع، ووصل اليوم إلى 1865 حالة، بينهم 681 في قسم العناية الفائقة، يحتاج 213 مريضاً منهم إلى أجهزة تنفس اصطناعي. ما يعني ارتفاع عداد الوفيات في الأيام المقبلة. 

وسجل القطاع الصحي عشر حالات، رفعت العدد التراكمي للإصابات في هذا القطاع إلى 2324 إصابة. ووصل عدد الإصابات الكلية في لبنان إلى 243286 إصابة، والوفيات إلى 1825 وفاة، منذ اندلاع الأزمة. وبات عدد الحالات النشطة 59398 حالة.

الإقفال العام
وأسوة بيوم أمس، شهد اليوم الثاني من الإقفال العام التزاماً شبه تام في مختلف المناطق مع بعض الاستثناءات. ففي طرابلس استمر الاعتراض على الإقفال من بعض المحتجين الذين قطعوا الطريق الرئيسي عند مستديرة النور باتجاه إشارة التل، احتجاجاً على إعلان حال الطوارئ الصحية، ومنعهم من ممارسة أعمالهم اليومية، خصوصاً في هذه الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة. وعمدت قوى الأمن الداخلي إلى إقامة حواجز ثابتة ومتنقلة لتسطير محاضر ضبط بحق المخالفين، علماً عن عدد الأذونات التي طلبها المواطنون يوم أمس تخطت التسعين ألف إذن.

اللقاحات
قبل إقرار مجلس النواب قانون استخدام اللقاحات في الحالات الطارئة بعد ظهر اليوم، وقع صباحاً رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب مرسوم نقل اعتماد من احتياطي الموازنة العامة إلى موازنة وزارة الصحة بقيمة 26.4 مليار ل.ل. للدفعة الثانية من العقد الموقع في تشرين الأول الماضي مع منصة Covax التابعة لمنظمة الصحة العالمية لحجز 2,730,000 جرعة من لقاحات Covid-19 من شركات عالمية، تُضاف الى 2,100,000 لقاح ستؤمنها Pfizer.

المستشفى الميداني
بعد أخذ ورد سيبدأ المجلس البلدي في طرابلس إعداد ساحة قرب المستشفى الحكومي لتوسعته بالمستشفى الميداني المقدم من دولة قطر. وتابع النائب محمد كبارة هذا الموضوع مجرياً اتصالا بمدير مستشفى طرابلس الحكومي ناصر عدرة، الذي أبلغه أنهم جاهزون لإنشاء المستشفى. لكنه يحتاج إلى تأهيل على صعيد التزفيت والبنى التحتية والصرف الصحي، وهو ما قد وعدت بلدية طرابلس أن تقوم به. كما أجرى كبارة اتصالا برئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق الذي أكد له أنه والمجلس البلدي يضعان هذا الأمر في سلم الأولويات. وتعهد يمق أن تقوم البلدية بكل الأعمال المطلوبة في الموضع المشار إليه بغية تجهيزه لاستقبال المستشفى الميداني بأسرع وقت، لاسيما أنه بات أكثر من ضرورة نتيجة تفشي الوباء وعدم وجود أسرة في المستشفيات.