الاستعدادت جارية
توجّس الطلاب مردّه إلى الظروف الصعبة التي اعترت العام الدراسي الفائت والأزمة الاقتصادية التي كادت تطيح بالامتحانات. وبالفعل تمّ إلغاء امتحانات الشهادة المتوسطة، وجرت مفاوضات واسعة وشاقة لتمرير امتحانات الثانوي.
مصادر وزارة التربية أكدت لـ"المدن" أنها تجري الاستعدادات اللازمة لإجراء دورة ثانية لامتحانات شهادة الثانوي في مطلع شهر أيلول المقبل. وطمأنت الطلاب أنهم لن يُحرموا من فرصة ثانية للنجاح. لكن لم يحدّد اليوم بعد، والعمل جار كي يقع في أوائل الشهر المقبل. وقريباً ستعلن الوزارة عن الموعد، ليتسنى للطلاب الذين لم يشاركوا أو رسبوا في الدورة الأولى التقدم للامتحان من جديد.
وفي التفاصيل، لم يحالف الحظ في الامتحانات السابقة نحو 8500 طالب وطالبة رسبوا أو تغيّبوا ويتوزعون على الفروع الأربعة. ففي فرع الانسانيات تغيّب 1997 طالباً، ورسب 349 شاركوا في الدورة الاولى. وفي فرع اجتماع واقتصاد تغيّب 1126 طالباً ورسب 1104 طلاب، وفي فرع العلوم العامة تغيب 910 طلاب ورسب 475 طالباً، وفي فرع علوم الحياة تغيب 1029 طالباً ورسب 1471 طالب.
الدورة الثانية مختلفة
لكن هل تتحسّب الوزارة لإمكان مقاطعة الأساتذة مراقبة الامتحانات وتصحيح مسابقاتها؟ وهل تستطيع فعل أي شيء في ظل فقدان مادة البنزين التي تحول دون وصول الأساتذة والطلاب إلى مراكز الامتحانات؟
تجيب المصادر أن تنظيم الدورة الثانية مختلف عن الدورة الأولى. فعدد الطلاب قليل ولا يتخطى 8 آلاف وخمسمئة طالب في حال شارك كل الذين تقدموا بطلبات ترشيح وتخلفوا عن الامتحان، أو رسبوا في الدورة الأولى. لذا سيكون عدد مراكز الامتحانات قليل جداً، وسيتم دمج جميع الاختصاصات، وستجرى الامتحانات على مدى ثلاثة أيام فقط. أي أن تنظيم هذه الدورة لن يتطلب عدداً كبيراً من المراقبين، وهذا يسري على أعمال التصحيح والتدقيق وإعلان النتائج.
وتؤكد المصادر أن ما تقوم به وحدات الوزارة المسؤولة عن الامتحانات هو عدم حرمان الطلاب من فرصة جديدة للنجاح. فالظروف التي عاشها الطلاب طوال العام الفائت شكلت ضغوطاً كبيرة على معظمهم، وأربكت الكثير من الطلاب في الامتحانات فلم يجتازوها.
تسهيل الامتحانات
وماذا عن روابط المعلمين، هل تسهّل إجراء امتحانات الدورة الثانية؟ وهل تستثني إجراء امتحانات الدورة الثانية من قرار وقف الأعمال التربوية، إلى حين تحقيق مطالب المعلمين؟
مصادر "المدن" في رابطة أساتذة التعليم الثانوي أكدت أن التوجه العام كان تسهيل كل الأمور المتعلقة بطلاب الشهادة الثانوية نظراً لأهميتها. ولم تدع الأساتذة إلى لمقاطعة المراقبة والتصحيح. وهي مستمرة على موقفها ولن تطلب من الأساتذة عدم المشاركة في أعمال الدورة الثانية. لكن هذا لا يشمل الأعمال المتعلقة بالعام الدراسي الجديد. أي أن الرابطة لن تشارك لا في امتحانات الإكمال للصفوف الانتقالية ولا في أي عمل يتعلق ببدء عام دراسي جديد، طالما أن المسؤولين لم يتحركوا لتلبية مطالب الأساتذة. لكن على الوزارة تسهيل انتقال الطلاب والأساتذة إلى مراكز الامتحانات في ظل أزمة المحروقات الحالية.
وسط هذه الأجواء الإيجابية باتت أيام قليلة تفصل الطلاب عن امتحانات الدورة الثانية التي تجري في غضون أسبوعين، وستتسارع أعمال التصحيح لإعلان النتائج، كي يتسنى للراسبين التسجيل في الجامعات.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها