الجمعة 2020/08/07

آخر تحديث: 14:23 (بيروت)

انفجار المرفأ: ارتفاع محصّلة الضحايا إلى 154

الجمعة 2020/08/07
انفجار المرفأ: ارتفاع محصّلة الضحايا إلى 154
تتابع فرق من المتطّوعين مهمّات رفع الأنقاض والزجاج وتنظيف الشوارع (المدن)
increase حجم الخط decrease
مرّت ثلاثة أيام على زلزال انفجار مرفأ بيروت، ولا تزال فرق الإغاثة تعمل بحثاً عن ناجين وجثامين تحت الأنقاض، في مكان التفجير. وارتفعت اليوم محصّلة ضحايا الإهمال الناجم عن الدولة اللبنانية إلى 154 شهيداً، بعد انتشال ثلاث جثث على يد فرق الإغاثة الفرنسية والروسية واليونانية. فما عجزت الدولة اللبنانية عن تأمينه، تقوم به هذه الفرق الأجنبية، بخبراتها ومعدّاتها. وأشارت المعلومات الأولية إلى أنّ الجثث الثلاث تعود لموظفين في مبنى الإهراءات، الموظف ج. عقيقي والمياومان ع. مشيك وإ. الأمين، في حين لا يزال البحث مستمراً عن موظفين آخرين لا يزالون في عداد المفقودين، وهم غسان حصروتي، جو أندون، شوقي علّوش، حسن بشر وخليل عيسى، شربل كرم، شربل حتي ونجيب حتي.

عمليات البحث
ومن موقع الانفجار، حيث لا تزال السلطات تمنع دخول الصحافة المحلية وتسمح بدخول المؤسسات الإعلامية الأجنبية في قرار غريب، أكدت مصادر مطلّعة على عمليات البحث أنّ "لا أثر حتى الساعة لعناصر فوج إطفاء بيروت الذين كانوا في مهمّة إخماد الحريق قبل وقوع الانفجار". وحسب المصادر نفسها، فإنّ فرق الإنقاذ الأجنبية استخدمت معدّات مخصصة لهذه المهمّات، منها معدّات حرارية وكلاب مدرّبة، لتحديد أماكن وجود ضحايا محتملين تحت مبنى الإهراءات. وبينما لا يزال ذوو المفقودين مشتّتين بين مدخل مرفأ بيروت وعدد من المستشفيات، من المفترض أن تستكمل السلطات الصحية والأمنية اليوم عملية إجراء فحوص الحمض النووي للجثث المجهولة، ومطابقتها مع العيّنات التي تُجمع من الأهالي، للكشف عن هوية الجثث والأشلاء التي يتم العثور عليها.

خسائر مستمرّة
وأكد وزير الصحة العامة حمد حسن، اليوم الجمعة، ارتفاع محصّلة الضحايا إلى 154، منذراً بالأسوأ في إشارته إلى أنّ "الحالات الحرجة عددها 120 ". ولفت حسن في حديث صحافي إلى أنّ "20% من الجرحى، البالغ عددهم زهاء 5000، احتاجوا إلى الاستشفاء، خصوصاً أنّ الزجاج المتطاير أدى إلى إصابات بليغة تحتاج إلى عمليات جراحية دقيقة". أما على صعيد الدمار الذي لحق بالأحياء المجاورة للمرفأ، فتتابع فرق من المتطّوعين لليوم الثالث على التوالي، مهمّات رفع الأنقاض والزجاج وتنظيف الشوارع وتأمين الدعم اللازم للسكّان الذين فقدوا منازلهم ومحالهم. وكان لافتاً اليوم، انضمام مجموعات جديدة من مختلف المناطق اللبنانية، من عكار وزغرتا شمالاً إلى مدوخا في راشيا بقاعاً. كما تحرّكت بلدية بيروت اليوم، بعد أيام من الكارثة لتباشر بإتمام واجباتها.

بلدية بيروت
أكد رئيس بلدية بيروت، جمال عيتاني، أنه تم "التواصل مع 5 شركات لإزالة الركام من الشوارع المدمرّة"، مشيراً إلى استنفار تام لعناصر شرطة البلدية والعاملين فيها لإدارة الأزمة الحاصلة. فشدد عيتاني في حديث تلفزيوني على أنه "تم استدعاء كل الحرس ونشرهم في الأحياء على مدار 24 ساعة، والتواصل والتنسيق مستمرّ مع مختلف الأجهزة الأمنية حيث أنّ أكثر من 400 عنصر منتشرين في المنطقة".  وتابع عيتاني مضيفاً أنّ "نقابة المهندسين ستقوم بكشف على كل الأبنية المتضررة، وهيئة الإغاثة تكشف على الأضرار، ونحن سنجري كشفاً على الأبنية الأثرية كي لا تسقط، لأنها غالية علينا".

وحدّد اليوم مكتب "لجان مسح وتخمين الأضرار" المستندات المطلوبة لتقديم الطلبات للجان مسح وتخمين الإضرار. وقد انقسمت الطلبات إلى أربع فئات، لذوي الشهداء ومتضرري السيارات وللمالكين وللمستأجرين.

المساعدات الخارجية
وعلى صعيد آخر، استمرّ لبنان اليوم في تلقّي المساعدات الخارجية، إذ أكد مسؤولون من وكالات الأمم المتحدة "إلى السعي بجهد لتقديم الدعم للضحايا"، مع إشارتها إلى الضرر اللاحق بالقطاع الصحي والاستشفائي نتيجة الانفجار الأخير. أما الجهات المانحة الأوروبية، فأعلنت عقدها لاجتماع عبر تقنية الفيديو يوم الأحد للتأكيد على دعم لبنان، بحسب بيان صادر عن المفوّضية الأوروبية في بيروت. 

ومن جهة أخرى، أعلنت السفارة الأميركية في بيروت، أنه استجابةً لمأساة 4 آب المرّوعة، "تعهدّت الولايات المتحدة الأميركية بتقديم مساعدات أولية للكوارث في لبنان تفوق قيمتها 17 مليون دولار". وتشمل المساعدات، بحسب البيان الصادر عن السفارة، مساعدات غذائية وإمدادات طبية ومساعدة مالية للصليب الأحمر اللبناني. وأشارت السفارة إلى أنه من المقرر أن تصل إلى مطار بيروت طائرتان اليوم محمّلتان بالمساعدات اللازمة ستسلّم إلى الجيش اللبناني لتوزيعها.
وفي مطار بيروت، كان رئيس الهيئة العليا للإغاثة، محمد خير، والسفير السعودي في لبنان، وليد البخاري، في استقبال أولى طائرات الجسر الجوي الإغاثي السعودي وعلى متنها مساعدات إنسانية لمنكوبي انفجار بيروت. ومن المفترض أن يستمرّ الجسر الجوي بين 3 إلى 4 أيام.
وفي السياق نفسه أكدت سفارة دولة قطر في لبنان "وصول فريق تقني تابع للجيش القطري للعمل على تجهيز المستشفيين الميدانيين اللذين تم إرسالهما، ومؤزارة الجهات المعنية اللبنانية في تشغيلهما من أجل البدء في استقبال الجرحى والمتضررين". وأضافت السفارة في بيان صادر عنها أنّ "الفريق الأول بشار مهامه بتشييد أول مستشفى داخل مستشفى الروم، على أن يتم تشييد المستشفى الثاني في محيط مستشفى الجعيتاوي". 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها