الخميس 2020/08/06

آخر تحديث: 16:04 (بيروت)

عمليات البحث بطيئة: عدد المفقودين في انفجار بيروت يرتفع

الخميس 2020/08/06
عمليات البحث بطيئة: عدد المفقودين في انفجار بيروت يرتفع
لا أعداد ولا لوائح ولا أسماء للمفقودين صدرت عن الدولة اللبنانية حتى اللحظة.. فقط تقديرات (Getty)
increase حجم الخط decrease

ترك انفجار القنبلة التي زرعتها السلطة اللبنانية في مرفأ بيروت، أكثر من مئة عائلة فقدت أبناءها ولا تزال تبحث عنهم. عدد المفقودين يتصاعد، عكس المنحى الطبيعي لأزمة مماثلة، على اعتبار أنّ عمليات البحث ورفع الأنقاض من المفترض أن تكشف مصير مفقودين معلناً عنهم لا تكشف المزيد منهم. حتى أنّ السلطات الصحية والرسمية لم تعلن بعد لائحة رسمية وواضحة تشير إلى عدد المفقودين وأسمائهم.

ضياع كامل في هذا الملف، وسط أرقام متضاربة، تنقّص تلقائياً فرص نجاة هؤلاء إن كانوا لا يزالون موجودين تحت الأنقاض. وعلّ التصريح الوحيد الذي حمل أملاً لذوي المفقودين جراء الانفجار، أتى على لسان أحد الضباط الفرنسيين ضمن فريق الإنقاذ الذي حضر من باريس خصيصاً للمساعدة في الإغاثة. من مرفأ بيروت، قال الرجل الفرنسي لرئيس، إيمانويل ماكرون، خلال تفقّده مكان الانفجار إنه "لا يزال هناك أمل بالعثور على ناجين بين المفقودين". أما المسؤولين اللبنانيين فلم تصدر عنهم لا تطمينات ولا تأكيدات، لم يصدر عنهم إلا الصمت المطبق جراء الجريمة التي ساهموا في ارتكابها بحق بيروت وكل أهلها.

رفع أنقاض
على مدخل مرفأ بيروت، على أبواب المستشفيات، في الجميّزة ومار مخايل، لا تزال عائلات تنتظر مصير المفقودين. منهم من كان موظفاً في مكان الانفجار، ومنهم من كان يتجوّل في الأحياء الداخلية، لكن لا أثر لهم. حتى أنّ عدداً من المشاركين في علميات رفع الأنقاض في مرفأ بيروت، أكدوا خلال مناسبات عدّة أنهم "متروكون لوحدهم، يعملون بلا معدّات ولا أجهزة، نعمل باللحم الحيّ". فمشهد الجرافات وهي تنبش التراب بالقرب من مبنى إهراءات القمح يبشّر بالسيّء، خصوصاً أن فرق الإنقاذ تمكنّت اليوم من سحب جثّتين تعودان إلى عنصرين من إطفاء بيروت، من دون التمكّن من تحديد هويّتهما.

مفقودون بين الجرحى
علّ أبرز الحالات التي تم تصنيفها بين المفقودين، حالة أمين الزاهد. الأخير ظهر بعد ساعات من وقوع الانفجار، وتقوم عناصر من القوات البحرية في الجيش اللبناني بإسعافه على متن مركب. "كان لايزال على قيد الحياة"، أكدت مصادر الطبابة العسكرية لذويه، مشيرةً إلى أنه "بعد نقل من تم انتشالهم بحراً، تمّت معالجتهم سريعاً في المستشفى العسكري وأعيد تحويلهم إلى مستشفيات مدنية أخرى". وبعد أن جال أهل الزاهد على مختلف مستشفيات بيروت، توجّهوا خارجاً، شرقاً وجنوباً وشمالاً، من دون أن يحصلوا على أي تفصيل جديد. أمين الزاهد مصنّف مفقوداً، ولو أنه حيّ يرزق، وكان برفقة أحد زملائه حين تم إنقاذهما. تم العثور على زميله في مستشفى رفيق الحريري حيث لا يزال يتلّقى العلاج، أما لأمين فلا أثر.

مناشدات الأهالي
وبدأت إعلانات طلب الكشف عن المفقودين تجتاح وسائل التواصل الاجتماعي ومواقعها. أسماء انتشرت، من دون التمكّن فعلياً من التأكد إن كانت في عداد المفقودين، في ظل عدم صدور إعلان رسمي عن الدولة اللبنانية يحدّد العدد والأسماء. أما تعليق الأهالي على عمليات البحث، فتؤكد الكارثة. فصدر عن أهالي كفردبيان بيان يؤكدون فيها أنّ ابن البلدة، جو عقيقي، موظف في المرفأ ومفقود مع زملاء له في محيط مبنى إهراءات القمح. يؤكدون على أنّ "عملية البحث في هذه النقطة بالذات غير كافية، بطيئة وبدائية". في حين عرض أهل المفقود غسان حصروتي "استئجار المعدّات اللازمة على نفقتنا الخاصة لرفع الأنقاض" مطالبين بالسماح للإغاثة المدنية بالدخول والمساعدة في العملية.

يطرح عدد من الناشطين، فكرة إنشاء غرفة عمليات تعمل على جمع كل المعلومات الخاصة بالمفقودين، حيث يتم التواصل مع كل الأهالي الذين لا يزالون في طور البحث عن مصير أبنائهم. قد يلعب هؤلاء دور السلطة اللبنانية التي من المفترض أن تفشل في هذه المهمة، تماماً كما فشلت في أغلب المهام الأخرى.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها