لم يصدر المرسوم، لكن الموافقة عليه صدرت في تلك الجلسة. ما يعني أن جامعة مراد حصلت على جائزة ترضية من وزير التربية والرئيس حسان دياب، المصرّ منذ مدة على تمرير المرسوم. لكن بيان مقررات الجلسة لم يتجرأ على ذكره. فهُرب المرسوم بلا "شوشرة".
العصابة الحاكمة
وهذا ما جعل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي يطلق تغريدته: "هكذا اجتمع الحقد والجهل والمال لدى بحر العلوم في التربية ورئيسه لإصدار مرسوم الترخيص لفروع إضافية لجامعة الـ LIU على حساب الجامعة اللبنانية والجامعات العريقة تاريخيا وعلى حساب الكفاءة والمستوى. إن مشروع تدمير أسس لبنان تتبين في كل يوم وفي كل لحظة على يد العصابة الحاكمة".
أما كتلة جنبلاط النيابية فاعتبرت أن "الحكومة تسهم في ضرب القطاع التربوي بكل مجالاته، وآخرها القرار الفضيحة في الترخيص الجامعي بدل إقرار سياسة للتعليم العالي تحمي الجامعة اللبنانية".
دياب ينجز أخيراً
وزير التربية طارق المجذوب أدى واجبه مع مراد ورفع مشروع المرسوم في 22 أيار الماضي تحت رقم 350/ 2020، للترخيص لفروع الجامعة اللبنانية الدولية الجغرافية في بيروت وطرابلس وصيدا والنبطية، إضافة إلى اختصاصات تدرّس أساساً في الجامعة من دون ترخيص.
رئيس الحكومة حسان دياب انتقم من عدم السماح له بتنفيذ إنجازاته خلال توليه وزارة التربية والترخيص لجامعة مراد حينها. الإنجاز الوحيد أنذاك أنه رفع توصية للترخيص للجامعة. وها هو اليوم يستكمل إنجازاته. أصر وثابر وطرح الترخيص وحصل على مبتغاه، أي بلغة الشعر الذي يلغو بها وزراء الحكومة: "من طلب العلى سهر الليالي".
هي حكومة جوائز الترضية. حكومة مباح أمامها كل ما كان ممنوعاً على الحكومات السابقة. من الذهاب إلى الاقتراض من صندوق النقد الدولي (الإمبريالي سابقاً)، وصولاً إلى التشريع للجامعات الخاصة، الرديئة منها تحديداً، وحجب الترخيص عن جامعات عريقة مثل جامعة القديس يوسف أو الجامعة العربية أو غيرها.
جامعة مارقة
شرف الترخيص لا تناله جامعة مثل الجامعة الأميركية في بيروت أو جامعة القديس يوسف اللتان انسحبتا من تحالف الجامعات الخاصة منذ سنتين، بعد فضيحة تزوير الشهادات الجامعية التي تورطت فيها جامعات عدة. فالترخيص وسام يعلق على جدران جامعات نشأت وفق مبدأ المحاصصة بالترخيص، بين القوى السياسية: مقابل الترخيص لهذه الجامعة، يرخص لغيرها، على قاعدة التبعية لهذا الطرف السياسي أو ذاك.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها