الأحد 2020/05/31

آخر تحديث: 21:23 (بيروت)

محتجّون يحرقون صور عون ببعبدا... وإطلاق نار في البرلمان

الأحد 2020/05/31
increase حجم الخط decrease
للمرة الأولى، اقترب محتجوّن من ثورة 17 تشرين من القصر الرئاسي في بعبدا. ما كان يجب أن يتم منذ أشهر، حدث اليوم، في اعتصام خاطف نظّمته مجموعات من الثورة إلى القصر. فانتقلت حركة المواكب السيّارة التي تشهدها بيروت يومياً منذ 3 أيام إلى القصر، حيث تمكّن المحتجون من الوصول إلى الطريق الفرعية، بمحاذاة مدرسة الرسالة النموذجية (على بعد 400 متر من القصر). وهناك اعترضهم حاجز ثابت لوحدة من الحرس الجمهوري ومنعهم من السير قدماً، ثم عمدت في وقت لاحق إلى قمعهم، كما تظهر مقاطع فيديو انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي. فلغة القمع والبطش واحدة عند عناوين منازل السياسيين. فما حصل على يد شبيحة حركة أمل في عين التينة وعناصر قوى الأمن أمام وزارة الداخلية، تكرّر الأحد على يد الحرس الرئاسي. لغة واحدة جامعة.

وقبل التطرّق إلى مشهد الاحتجاج أمام قصر بعبدا، عمدت عناصر من شرطة مجلس النواب عند قرابة العاشرة والنصف ليلاً، إلي إطلاق النار في الهواء لتفريق متظاهرين، انتقلوا بالمئات من ساحة الشهداء إلى أمام البرلمان. وبعد أن نجح المنتفضون في فتح كوّة في السور الفاصل الذي بنته القوى الأمنية حول ساحة النجمة، قامت عناصر أمنية تابعة لشرطة المجلس بملاحقة المتظاهرين في المكان، وما لبث أن أطلق عدد منهم النار في الهواء بهدف تشتيت الحشد. ثم تدخّلت قوّة من مكافحة الشغب في قوى الأمن الداخلي، وكانت حتى ساعة كتابة التقرير (قبيل منتصف الليل) لا تزال عمليات الكرّ والفرّ مستمرة في الشارع وسط غياب التغطية الإعلامية.

وبالعودة إلى بعبدا، أشار محتجّون إلى توقيف عدد منهم، واستمرار "الأمن الرئاسي باعتقال الناشط حسين كنج أثناء تحركّنا السلمي في بعبدا"، حسب ما قالوا لـ"المدن". وكما حصل في الأيام السابقة، كان أفراد الموكب السيار قد حضّروا قصاصات ورقية عليها صورة رئيس الجمهورية ميشال عون، وعليها عبارة "مستقبله مأمن... وأنت؟". وبعد أن قمعهم الحرس الرئاسي، قاموا بإحراق بعض هذه الصور، رافعين شعار "الحرية للمعتقلين" واستغراب كمّ البطش الذي تتعامل بها القوى الأمنية مع المتظاهرين السلميين.

ويأتي تحرّك اليوم إلى بعبدا، ليعطي دفعاً جديداً لحركة الاحتجاج على السلطة، والاعتراض على فشلها المستمرّ في معالجة الأزمة الاقتصادية ومكافحة الفساد وتوقيف الفاسدين. ومع بدء حملة القمع، افترش الناشطون والناشطات الطريق لتبدأ بسحلهم لإعادة الهدوء إلى طريق القصر الهادئ أساساً. وقامت العناصر الأمنية بمنع مراسلي المحطات التلفزيونية ومصوّريها من توثيق حقيقة ما يجري. حتى أنه تم الاعتداء على ناشطين كانوا يحاولون التقاط مشهد البطش عبر هواتفهم، من خلال ضربهم أيضاً أو تهديدهم بتكسير أجهزتهم.

بعدها اتجّه الموكب إلى ساحة الشهداء، حيث أكد المشاركون باستمرار تحرّكاتهم اليومية. كما كان لعدد منهم توجّهاً لقطع السير عند جسر الرينغ. لكن الأكيد أنّ غداً يوم آخر، وعنوان المسؤول الفاسد المفترض أن يتم التظاهر أمام منزله يعلن لحظة التحرّك.

وفي طرابلس قطع محتجون على ارتفاع سعر صرف الدولار والغلاء المعيشي، مسارب ساحة عبد الحميد كرامي (النور) بالعوائق والحجارة. ورددوا هتافات ضد المسؤولين والتجار والمصارف، مطالبين القضاء بفتح ملفات الفساد، ومحاكمة كل من سرق مال الدولة في أي موقع كان. كما أكد المتظاهرون على استرداد الأموال المنهوبة، مشددين على أن "الانتفاضة مستمرة حتى تطهير الدولة من الفاسدين، وبناء دولة القانون والعدالة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها