الإثنين 2020/03/09

آخر تحديث: 16:58 (بيروت)

خطر كورونا: لا أجهزة تنفس كافية ولا المستشفيات مستعدة

الإثنين 2020/03/09
خطر كورونا: لا أجهزة تنفس كافية ولا المستشفيات مستعدة
المستشفيات الخاصة لا تستقبل مصابي كورونا خوفاً من كارثة صحية (Getty)
increase حجم الخط decrease
يتناقل اللبنانيون منذ يومين تسجيلات لأطباء يحذّرون من مغبة انتشار فيروس كورونا في بلدهم، لأن البنية الاستشفائية غير مؤهلة لاستقبال أعداد كبيرة من المصابين، خصوصاً في حال استدعت حالتهم إدخالهم غرف العناية الفائقة. فمن تداعيات هذا الفيروس إصابته الجهاز التنفسي بالتهاب رئوي يستدعي وضع المريض على جهاز تنفس اصطناعي، لا يتوفر إلا بأعداد محدودة في المستشفيات.

ندرة أجهزة التنفس
صحيح أن المصابين بكورونا لا يبلغون جميعهم حالاً حرجة، لكن ارتفاع عدد المصابين يؤدي حتماً إلى ارتفاع عدد الحالات الحرجة. ووفق بعض الأطباء لا يوجد في المستشفيات الصغيرة والمتوسطة أكثر من أجهزة خمسة للتنفس الاصطناعي، تستخدم في غرف العناية الفائقة. وهذا يعني قلة أجهزة التنفس في حال ارتفاع عدد عدد الحالات الحرجة التي تستدعي العانية الفائقة. وحتى في المستشفيات الخاصة التي لا تستقبل المصابين بكورونا، لا تتوفر فيها كثرة من هذه الأجهزة. علماً أن المستشفيات الخاصة غير قادرة على استقبال المصابين خوفاً من انتقال العدوى إلى مرضاها، ولأن العزل يحتاج إلى تجهيزات خاصة وأقسام معزولة عن باقي أرجاء المستشفى.

مستشفات للعزل
وفق نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة الدكتور سليمان هارون يوجد في لبنان 850 آلة للتنفس الاصطناعي. وذلك بحسب دراسة أعدها في مرحلة سابقة. والمستشفيات الخاصة لا تستقبل مصابي كورونا خوفاً من كارثة صحية، بسبب سرعة انتقال الفيروس من الشخص المصاب إلى باقي المرضى.

فطبيعة انتقال هذا الفيروس تستدعي حصر المصابين به في مستشفيات محددة. وهذا يستدعي تجهيز مستشفيات في المناطق، ليس للحجر الصحي فحسب، بل للاستشفاء أيضاً. وهذا أمر تبحثه المستشفيات الخاصة مع وزارة الصحة، بحسب هارون.

إجراءات وقائية
لم ينتشر كورونا ليصبح وباء عاماّ في لبنان، يقول هارون. لكن اكتشاف حالات أشخاص غير مسافرين، يستدعي القلق والعمل على احتواء انتقاله. فتلك الحالات تعني أن انتشار الفيروس بات ممكناً ويطلب وعي اللبنانيين لخطورة الوضع. ليس المطلوب من اللبنانيين حجر أنفسهم في المنازل، لكن عليهم التنبه والإقلاع عن بعض العادات في هذه الفترة.

ففي حال قدوم شخص ما من بلد موبوء، عليه عدم الاختلاط مع بباقي المواطنين. وعلى أي شخص خالط مصاباً أن يبادر للحجر الذاتي، كي لا يتكاثر المصابون.

في الوقت الحالي لا داعي للهلع من عدم توفر عدد كبير من أجهزة التنفس الاصطناعي، كما بات يشاع وفق هارون. فهذا الفيروس ليس خطيراً ولا يهدد كل مصاب به بالموت. خطورته على الأشخاص الكبار في السن وعلى الذين يعانون من مشاكل في المناعة أو من أمراض مزمنة. والمصابون به قد يشفون منه حتى من دون دخول المستشفى، بل يمكن الاكتفاء بالعزل المنزلي. فيما قد يؤدي دخولهم المستشفيات إلى انتقال العدوى لمرضى آخرين.

فحص يومي للمصابين
أما في حال انتشار الفيروس على نطاق واسع في لبنان، فالسؤال لا يعود حول عدد هذه الأجهزة ما إذا كانت تكفي للحالات الحرجة، كما لفت هارون. فهذه الأجهزة تستخدم يومياً للمرضى في غرف العناية، وبالتالي يصعب توفرها لمرضى كورونا. فيومياً يدخل إلى المستشفيات في لبنان 8 آلاف مريض. لذا يجب احتواء الفيروس كي لا يصبح وباءً عاماً، ويجب توفير مستشفيات في كل المناطق اللبنانية لمعالجة المصابين.

المشكلة الحالية التي تستدعي تدخل وزارة الصحة وقف هارون، هي توفير الفحص لتشخيص المصابين في المستشفيات الخاصة. وثمة لقاء يعقد بين المستشفيات الخاصة ووزارة الصحة للبحث في إجراء الفحوصات للمرضى المشكوك بإصابتهم بهذا الفيروس في المستشفيات الجامعية، كي يصبح العمل على الكشف عن المرضى على مدار اليوم. فحتى الساعة هناك مستشفى واحد في لبنان يجري هذا الفحص، هو مستشفى رفيق الحريري الحكومي. لكنه لا يعمل على مدار اليوم، بل يجري الفحوصات في الفترة الصباحية وبعد الظهر وليس من فريق عمل للفترة المسائية. والمرحلة المقبلة ربما تشهد ازدياد عدد المصابين، ما يستدعي الاستعانة بالمستشفيات الخاصة للإحاطة بالأمر.

لكن إجراء هذا الفحص في المستشفيات الجامعية لن يكون مجانياً، لأن منظمة الصحة العالمية تزود مستشفى الحريري به حصراً، وبالتالي على المستشفيات الخاصة تكبد ثمن هذا الفحص والتجهيزات المطلوبة. وفي حال قررت وزارة الصحة تحمل كلفة الفحص، تبحث المستشفيات الخاصة الأمر معها، أكد هارون.   

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها