السبت 2020/03/28

آخر تحديث: 17:50 (بيروت)

طبيب لبناني قتله كورونا في فرنسا.. ولا أحد بجنازته

السبت 2020/03/28
طبيب لبناني قتله كورونا في فرنسا.. ولا أحد بجنازته
فريق طبي فرنسي يصفق تأبيناً لأحد أفراده بعد وفاته بمرض كورونا (Getty)
increase حجم الخط decrease
لم يكن الطبيب اللبناني ابن بلدة قانا الجنوبية، سامي حبيب عبد الرضا، يعلم أن مسيرة حياته ومسيرته المهنية المميزة سينهيهما وباء كورونا، فيما هو يتصدى ويحاول إنقاذ ضحاياه مع زملائه من الأطباء في فرنسا، بلد عبد الرضا الثالث. 



آلام الأطباء
فضحايا كورونا من الأطباء والممرضين وسائر الجسم الطبي بلغت نسبتهم، حسب لبناني مقيم في إيطاليا، 10 في المئة من إجمالي عدد ضحاياه الإيطاليين. وهناك ممرضتان انتحرتا جراء الآلام التي كانتا شاهدتين عليها في المستشفيات. 

والطبيب عبد الرضا من أصول لبنانية، لكنه ولد في السنغال في أفريقيا، التي هاجر إليها والده مبكراً ودفن فيها بعد مماته. حتى أن قليلين من أهالي بلدته قانا يعرفون شيئاً عن هذا الطبيب، الذي تكشف سيرته المهنية أنه كان بارعاً. حتى أنهم لا يعلمون الشيء الكثير عن والده.

والمعلومات في قانا قليلة جداً عن الطبيب الذي قضى بعد إصابته بفيروس كورونا في إحدى مستشفيات فرنسا، قبل يومين. حتى أقاربه لا يعلمون عنه إلا القليل، إذ لم تطأ قدماه لبنان قط. لكنهم تلقوا خبر وفاته فخورين بعمله الإنساني في محاولة إنقاذ الفرنسيين من وباء كورونا.

مجهول بين أهله
حتى ابن عمه موسى عبد الرضا، المعروف بالشيخ موسى، لا يعرف أي تفاصيل عن قريبه وعن حياته المهنية. فوالد الطبيب، ابن عم الشيخ موسى، هاجر إلى السنغال منذ عقود وأنجب أولاده هناك وعاش وتوفي هناك، ولم يأت إلي لبنان، كما قال الشيخ موسى في حديث إلى "المدن".

واستقصت "المدن" بعض المعلومات عن هذا الطبيب من أشخاص في السنغال، وتبين أنه تلقى علومه في العاصمة السنغالية (داكار)، وسافر بعدها إلى فرنسا لدراسة الطب. وبعدما أنهى دراسته عاد إلى السنغال لأداء القسم، ثم عاد إلى فرنسا وتزوج فيها من لبنانية وأنجب أربعة أولاد. 

توفي عبد الرضا بتاريخ 26 أيار الجاري في مستشفى "ليل آدم"، بعدما كان قد أدخل إلى العناية المركزة في مستشفى بونتواز. وكان قد تنقل في حياته المهنية في عدد من المستشفيات في فرنسا التي كان يعيش فيها مع عائلته.

يفقده أصدقاؤه
وتركت وفاته حزناً بين زملائه، وقال البعض عنه إنه عمل في السنوات الأخيرة من حياته في مستشفى الشيخوخة في L'Isle-Adam-Parmain. وكان مسؤولاً عن وحدة الطب الحاد، ونائب رئيس المؤتمر الطبي للمؤسسة.

وقالوا فيه أنه كان محترفا دقيقاً في عمله، وقريباً من مرضاه والعاملين معه. وكان في الميدان لمواجهة وباء كورونا، ونصائحه لا تقدر بثمن، خصوصاً في اجتماعات أزمة كورونا في المستشفى الذي عمل فيه.  

تأثر زملاؤه وأصدقاؤه في المستشفى، وجميع الموظفين، وقال أحدهم: "سيفتقد الجميع ابتسامته وتفانيه ولطفه واجتهاده العقلي الإيجابي دائمًا". وقال مسؤول آخر: "لقد كان شخصاً خيّراً للغاية ومؤهلاً للغاية، يحظى بتقدير المرضى والزملاء على حد سواء. نريد لذكراه أن تدوم. ولسوء الحظ لن نتمكن من الذهاب إلى الجنازة. لكننا سنحتفي به بما يليق به، بعدما نخرج من السجن الكبير الذي فرضه كورونا على البشرية".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها