وفضلاً عن سعر هذا الفحص الزهيد (بين 3 إلى 10 دولار)، فإن له خاصية سهولة الاستخدام. ويمكّن المواطن من تقنية الفحص الذاتي، لأن تقنيته شبيهة بفحص السكري الذي يستخدم في البيوت. فهو عبارة عن جهاز صغير يستخدم لمرة واحدة، عبر وضع قطرة من الدم (الوخز بطرف الإصبع) في مكان مخصص في الجهاز، ويضاف إليها قطرتين من محلول خاص. وتظهر النتيجة بعد نحو 45 دقيقة، وحتى بعد أقل من ذلك، حسب التقنية المستخدمة والشركة المصنعة. وقد شاع البعض أن هذا الجهاز مضمون النتائج، لأنه استخدم في الصين وفي دول أوروبية كثيرة وفي أميركا.
"المدن" تواصلت مع أطباء ومع وزارة الصحة للاستفسار عن هذا الفحص "السحري". ووفق أطباء متخصصين، هذا نوع من الفحص ليس جديداً، وقد صنع منه إبان وباء "سارس" وأثبت عدم فعاليته. وقد تم تطويره لفحص كورونا حالياً. لكن نسبة الخطأ، سلباً أم إيجاباً، فيه مرتفعة، وبالتالي لا مناص من فحص الـPCR.
مصادر مطلعة في وزارة الصحة أكدت لـ"المدن" أن هناك نوعين من الفحوص: الفحص السريع وفحص الـPCR. لكن الوزارة لا تعتمد الفحص السريع، لأن نتائجه غير دقيقة وحتى سيئة، لأنه يضلل المريض ويكبده أثمان من دون طائل، ولا يمكن الركون لنتائجه.
ولفتت المصادر إلى أنه في حال كان الشخص مصاباً بكورونا، ولم تفرز خلايا المناعة في جسمه الأجسام المضادة IGG وIGM بعد، فالفحص السريع لا يظهر نتيجة صحيحة. وبالتالي نكون كأننا نطمئن الشخص تطميناً زائفاً، على نحو قد يسهم بنشر العدوى.
وأضافت المصادر، طبياً هناك نوعان من المضادات التي يفرزها الجسم: "أنتي جين" و"أنتي بادي". الفحص السريع يعتمد على الأخيرة التي تظهر في الجسم بعد اسبوعين من إصابته أو أكثر أحياناً. وعندما يظهر الفحص السريع أن النتيجة سلبية ويطمئن الشخص المصاب، سنكون أمام وضع كارثي، لأن العدوى قد تنتقل إلى كل محيطه.
ليس هذا فحسب، فوفق المصادر، إن تشريع هذا الفحص وجعله متوفراً للمواطن في الصيدليات، سيجعل الوزارة غير قادرة على حصر انتشار العدوى. إذ أن المواطن الذي يفحص نفسه ذاتياً، ويتبين له أنه مصاب، وتكون نتيجة الفحص السريع صحيحة، قد يخاف من عار الافصاح عن مرضه، لأن البعض للأسف يتعاطى مع الوباء كأنه عار.
لذا تصرّ الوزارة، وفق المصادر، على أن ليس لهذه الفحوص أي قيمة مضافة، لا على مستوى الفحص ونتائجه ولا على مستوى حصر الوباء ومعرفة الأشخاص المصابين.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها