الإثنين 2020/03/16

آخر تحديث: 00:01 (بيروت)

شباب الحرائق والديليفري والجامعة اللبنانية.. معهم نهزم "كورونا"

الإثنين 2020/03/16
شباب الحرائق والديليفري والجامعة اللبنانية.. معهم نهزم "كورونا"
مؤازرة وزارة الصحة والبلديات.. والناس (Getty)
increase حجم الخط decrease

يبدو أن أزمة انتشار كورونا في لبنان (كما العالم) بدأت تأخذ منحاها الخطير بعد ارتفاع عدد الإصابات إلى مشارف المئة إصابة. وفي سياق إجراءات حكومية رسمية شجعت المواطنين الالتزام بمنازلهم، انطلقت مبادرات شبابية وحملات مختلفة تدعم هذه الإجراءات، وتدخل ضمن إطار التوعية والوقاية من فيروس "كوفيد 19".

من حرائق تشرين إلى "كورونا"
"حملة معاً ضد الكورونا" هي أولى الحملات الشبابية التطوعية انطلقت من حوالى الأسبوعين. سعت من البداية إلى توعية المواطنين من مخاطر فيروس كورونا، عوارضه وسبل الوقاية منه. المتطوعون في الحملة هم أنفسهم من آزروا قوى الدفاع المدني في 15 تشرين الأول، في مكافحة حرائق الشوف والمشرف. وكانوا قد حولوا "مسبح الجسر" حينها إلى مستشفى ميداني. واليوم، دفعتهم حالة الطوارئ الصحية التي تعيشها البلاد، لتوحيد جهودهم مرة أخرى للمساعدة.

في حديث مع الناشطة والمتطوعة سينتيا سليمان، قالت أن الحملة تسعى لنشر التوعية حول فيروس "كوفيد 19": "وهو أمر ضروري وأساسي، في وقت أن الدولة أو وزارة الصحة غير جاهزة تماماً لمواجهة الخطر، لجهة النقص في المستلزمات الطبية. لذلك، على المواطن أن يعرف أساليب الوقاية قبل أن تتجه الأمور نحو الأسوأ في انتشار المرض".

بدأت الحملة نشاطها بتوزيع 5000 منشور على المحلات، في بيروت وضواحيها، تتضمن إرشادات وقائية وتوعوية. بعدها أسست صفحة على فايسبوك "معاً ضد الكورونا"، تنشر فيها تقارير لمنظمة الصحة العالمية، فضلاً عن فيديوهات لأخصائيين وأطباء، يحاولون توجيه رسائل توعوية حول فيروس "كوفيد 19" . تحدثنا سينتيا عن رد فعل الأفراد، فتقول: بداية كان الأفراد يستهزئون قائلين "انتو مكبرينا"، لكن مع الوقت وتكثيف الجهود، تغير التفاعل وتزايد الوعي، إضافة إلى إنطلاق مبادرات فردية توعوية جديدة .

هذه الحملة تضم 27 شخصاً، منهم وجوه معروفة في ثورة 17 تشرين الأول. وتصفها سينتيا بأنها "مبادرة وطنية جامعة "، وليست تحت اسم الثورة. وبعيداً عن كل التجاذبات السياسية، تحاول الحملة توسيع نشاطها في مختلف المناطق اللبنانية وتنسيق جهودها مع البلديات في مناطق مختلفة، من بيروت إلى الجنوب وبعلبك، لإقامة دورات توعوية بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني. كما تسعى لتدريب متطوعين كمندوبين من مختلف المناطق في حال إعلان حالة طوارئ في البلاد.

متطوعون لـ"ديليفري" مجاني
وضمن إطار المبادرات الشبابية أيضاً، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، في الأيام الأخيرة، أرقام هواتف لشبان تطوعوا ليقدموا خدمة "الدليفري" على الدراجات النارية مجاناً، لتوصيل المواد الأولية ومشتريات السوبرماركت للعائلات الملتزمة بالحجر المنزلي، في مختلف المناطق شمالاً وجنوباً.

قاسم شاهين، هو مطلق إحدى هذه المبادرات تحت وسم (هاشتاغ) "#أنا حد بلدي" ضمت إلى حد الآن 58 متطوعاً من مختلف المناطق: جبيل، البترون، بعلبك، النبطية، بيروت وضواحيها... يقول أن "هذه المبادرة تهدف لتشجيع العائلات الالتزام بالحجر المنزلي. فعلى المواطن أن يتحمل المسؤولية كما الدولة". أمّا عن الإجراءات الوقائية التي تُتخذ، فيقول شاهين أن الشبان يلبسون قفازات وكمامات ويقومون بتعقيم الأغراض والأكياس والمال أيضاً. كما لفت أنهم بصدد تلقي دروس عن سبل الوقاية بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني.

طلاب "اللبنانية"
هذا وانطلقت مبادرة جديدة روادها طلاب الكيمياء في الجامعة اللبنانية، بالتعاون مع كلية الطب. وتوجهت المبادرة إلى تعقيم المحلات التجارية وصالونات الحلاقة ومحلات الألبسة، وتقديم الكمامات والقفازات لأصحابها، مقابل بدل مادي رمزي قدره 1000 ليرة لبنانية فقط.

وفي حديث إلى "المدن"، يقول الطالب هادي فرحات: "فور إطلاق المبادرة عبر فايسبوك تلقينا حوالى 200 مكالمة، وقمنا بتعقيم 50 محلاً في يوم واحد". وتهدف هذه المبادرة إلى التوعية أيضاً. فيعمل المتطوعون على إدخال أصحاب المحال التجارية ضمن مجموعة عبر "واتس آب"، للتواصل مع أساتذة كلية الطب وتقديم الإرشادات الوقائية لمكافحة كورونا".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها