الأحد 2020/02/23

آخر تحديث: 00:01 (بيروت)

مسيرتان شعبيتان إلى ساحة الشهداء: لا لـ"كورونا" الفساد والنهب

الأحد 2020/02/23
مسيرتان شعبيتان إلى ساحة الشهداء: لا لـ"كورونا" الفساد والنهب
رفع المتظاهرون صور أصحاب المصارف ورؤساء مجالس إدارتها مذيلة بكلمة "حرامي" (المدن)
increase حجم الخط decrease
على غرار أيام السبت الفائتة، نظمت المجموعات الناشطة مسيرات احتجاج بعنوان "ستدفعون الثمن". فانطلقت الأولى من أمام مبنى كونكورد حيث مقر التفتيش المركزي، في شارع فردان. وانطلقت الثانية من ساحة ساسين في الأشرفية، وصولا إلى ساحة الشهداء.

اليوروبوند والكورونا
المسيرتان هدفهما واحد: رفض تدفيع الشعب اللبناني ثمن السياسات الاقتصادية المتبعة منذ ثلاثين عاماً، والتي أدّت إلى الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، وإلى الانهيار المالي الذي يعاني منه اللبنانيون.

ورغم الهلع والذعر الذي أصاب اللبنانيين غداة إعلان وزير الصحة عن وجود إصابة بفيروس كورونا، شارك مئات المواطنين والمواطنات في المسيرتين، على وقع الهتافات المنددة بالسلطة وحكم المصارف وأصحابها، وبالسياسات المالية. ورفض المتظاهرون تسديد لبنان سندات اليوروبوند التي تستحق مطلع شهر آذار المقبل، متخوفين من انعكاس الأمر على تأمين الدواء والغذاء، جراء نقص السيولة المالية.

انتخابات مبكرة
من ساحة ساسين مشى المتظاهرون على وقع هتاف "ثوار أحرار منكمل المشوار". وتقدمتهم لافتة كبيرة كتبوا عليها "لا لسداد اليوروبوند. لن تدفعوا ديونكم من جيوبنا". وإلى جانب لافتات "لاثقة" رُفعت أخرى تدعو لانتخابات نيابية مبكرة: "نعم لتقصير ولاية المجلس النيابي"، و"نعم لانتخابات نيابية مبكرة". وهتف المتظاهرون لرحيل رئيس المجلس النيابي "يالله أرحل يا نبيه". وللمواطنين الذين أطلوا من الشرفات توجهوا بهتافات "يلي واقف ع البلكون يالله نزال شعبك هون"، لملاقاتهم في تحركاتهم.

ومرت المسيرة من أمام مقر الهيئة العليا للتأديب، وطالب المتظاهرون باستقلالية القضاء وملاحقة من نهب المال العام، مصرين على استعادة الأموال المنهوبة. وتوقفوا أمام بنك بيبلوس وهتفوا ضد حاكم مصرف لبنان مطالبين برحيله، وضد المصارف "يسقط حكم المصرف". وأمام مبنى الواردات أكدوا على مطالبهم بعدم سداد ديون المصارف من أموال المودعين، معتبرين أن المصارف حققت أرباحاً طائلة على حساب الشعب وخزينة الدولة.  

من فردان
في شارع فردان قطع المتظاهرون الطريق أمام المبنى الرئيس لبنك لبنان والمهجر، وتجمعوا للانطلاق بالمسيرة وسط انتشار كثيف لقوات مكافحة الشغب، التي حمت الواجهة الزجاجية للمصرف من غضب المتظاهرين.

شارك في هذه المسيرة العشرات على وقع الهتافات المنددة بحكم المصرف. ورفع المتظاهرون صور أصحاب المصارف ورؤساء مجالس إدارتها ورئيس جمعية المصارف سليم صفير، وكتبوا عليها: "حرامي" و"مطلوب" باللغة الإنكليزية. وهناك لافتات عن الطبقة السياسية التي سرقت الشعب وتريد تدفيعه ثمن الإفلاس.

وأكدا المتظاهرون أنهم مستمرون في تحركاتهم ضد السلطة، ولن ينال من عزيمتهم فيروس كورونا ولا الشتاء والقمع الذي تمارسه القوى الأمنية، معتبرين أن سلطة النهب والفساد هي الكورونا بذاتها. 

حوادث طفيفة
ووقع أمام المصرف المركزي إشكال وتدافع بين بعض المتظاهرين والقوى الأمنية، بعدما رشقوا المصرف بالبيض. ولم يتطور الإشكال. ووقع حادث مشابه أمام بنك "بي بي أي سي" قرب مستشفى كليمنصو. فقد عمد بعض الشبان إلى الضرب زجاج المصرف احتجاجاً. لكن القوى الأمنية أبعدتهم بالقوة وحصل تدافع، سرعان ما انتهى على الفور. وأكملت المسيرة سيرها إلى ساحة الشهداء، حيث التقت المسيرتان.

طبقة فاسدة
وألقى المتظاهرون كلمة باسم المجموعات، فاعتبروا أن السلطة وضعت يدَها على جميع القرارات الاقتصادية والمالية، بالتضامن والتكافل مع أصحاب رؤوس الأموال وأصحاب المصارف، وبالتواطؤ مع حاكمية مصرف لبنان منذ ثلاثين عاماً. ورغم الكارثة الاقتصادية والمالية والنقدية ما زالت الطبقة الفاسدة الحاكمة تتبع النهجَ نفسَه، لإفقار أكثر من 50 في المئة من الشعب اللبناني وتجويعهم.

وأعلنوا أنهم ‎لن يدفعوا الثمنَ عن الوزارات ومجالس النواب وعن السياسات النقدية العقيمة المتبعة من مصرف لبنان، بدلًا من أصحاب رؤوس الأموال وأصحاب المصارف الذين استفادوا من هذا النظام، وجنوا أرباحًا خيالية على حساب صغار المودعين.

وأعلنوا رفض دفع سندات اليوروبوند وسياسات صندوق النقد الدولي، التي ستؤدي إلى زيادة الضرائب المباشرة وغير المباشرة، وخصخصة القطاعات العامة، والاقتطاع من صندوق الضمان الاجتماعي، وصرف عدد كبير من الموظفين في القطاع العام عشوائياً... وطالبوا بإعادة هيكلة شاملة للدين العام واستحداث شبكة أمان اجتماعية، وإقرار قانون استقلالية القضاء، وإعادة الأموال المنهوبة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها