السبت 2020/02/22

آخر تحديث: 12:32 (بيروت)

ذعر كورونا: لا كمامات في صيدليات لبنان.. بيعت للصين

السبت 2020/02/22
ذعر كورونا: لا كمامات في صيدليات لبنان.. بيعت للصين
نفدت الكمامات من الصيدليات بعد الإعلان عن إصابة لبنانية بكورونا (أنترنت)
increase حجم الخط decrease
ما أن ظهرت أول حالة إصابة بفيروس كورونا في لبنان، حتى سارع اللبنانيون إلى شراء الكمامات الواقية، قبل نفاد ما تبقى منها من الصيدليات في غضون ساعات.

وفي اتصالات أجرتها "المدن" مع أكثر من عشر صيدليات في بيروت، لم نعثر حتى على كمامة واحدة. وجاءت الإجابة من الجميع: الكمامات نفدت منذ مساء البارحة، أي بعيد إعلان وزير الصحة حمد حسن عن إصابة سيدة بهذا الفيروس القاتل.

تصدير الكمامات
وفي كلام مسترسل مع أكثر من موظف في صيدليات متفرقة، تبين أن شركات مستوردي الأدوية لم تسلمهم تلك السلعة التي قالوا إنها "مفقودة". وقالت إحدى الموظفات: "جرِّب بعد الساعة الظهر، وعدونا يسلمونا منها اليوم". موظفة أخرى في صيدلية بيروتية كبرى استرسلت في الحديث، بعدما لمست حاجتي الملحة إلى الكمامات، فقالت: "من مدة كان أصحاب مستودعات الكمامات وسواها من التجهيزات الواقية وتجارها يصدرونها إلى الصين، بعد انتشار فيروس الكورنا فيها". وأضافت أن الوكيل وعدها بتسليم الصيدلية دفعة منها اليوم أو الإثنين 24 شباط، على أبعد تقدير.

وهنا سألتها مستغرباً: وهل لبنان يصنع الكمامات؟!

"سلامة فهمك يا أستاذ - قالت - هو يستغل الفرص ويتاجر بالكمامات وبكل شييء، خصوصاَ في أوقات الأزمات".  

ذعر واستغلال
صيدلي آخر وصف حال الذعر اللبنانيين قائلاً: "لقد تهافتوا علينا دفعة واحدة، فلجأت إلى بيعهم كمامة كمامة، لألبي طلب الجميع". واستطرد: "لكنني لم أستغلهم كما حصل في معظم الصيدليات التي تعاملت مع الزبائن بنذالة، فرفعت سعر الكمامات أضعافاً مضاعفة، وعلى نحو غير مسبوق".

ويتداول ناشطون على وسائل التواصل الفورية أن الكمامات صارت سلعة ثمينة منذ نحو شهر، إذ بدأت - وهي لا تصنع في لبنان - تصدّر من الأسواق اللبنانية إلى الخارج. ولم يلتفت مستوردي المستلزمات الطبية إلى أن السوق اللبناني قد يحتاجها يوماً. وهذا ما حدث مساء الجمعة بعيد انتشار خبر وصول "الكورونا" إلى لبنان. لكن الكمامات صارت عملة نادرة مثل الدولار، فهربت إلى الصين، مادامت التجارة واستغلال الفرص، ولو في الصين، هما ميزة اللبناني.  

وعندما حاولت الصيدليات الحصول على هذه السلعة، تبين أنها مفقودة. أما سعرها فبات غير معروف إلى حين تسلّم الدفعة الجديدة منها، إذا لم تهرّب إلى الصين قبل وصولها إلى لبنان. فقبل شهر كان ثمن العلبة التي تحوي 50 كمامة عشرة آلاف ليرة. ثم ارتفع رويدا رويدا ووصل إلى 25 ألف قبل الإعلان عن حالة الإصابة بكورونا ونقلها إلى مستشفى رفيق الحريري، كما قال أحد الصيادلة، لتدب حال الذعر بين الناس الخائفين من إمكان وجود إصابات أخرى على متن الطائرة التي نقلت السيدة المصابة من مدينة قم الإيرانية إلى مطار بيروت.

لحّق حالك
بعد اتصالات كثيرة بصيدليات، عثرنا على واحدة قال موضفها إن الكمامات متوافرة عنده، لكنه سارع إلى القول: "العلبة فيها خمسين كمامة، وحقّها خمسين ألف". وعندما قلنا له إن سعرها كان نحو عشرة آلاف، قال: "صحيح، لكن ارتفع لعشرين ألف ثم ثلاثين ووصل البارحة إلى خمسين". لا مشكلة قلنا له، سنتأتي بعد قليل، فعاجلنا: "ما تتأخر، بدك تلحق حالك قبل ما يخلصو".

بعد الذعر الذي دب في صدور الناس والشكاوى من نفاذ الكمامات والمعلومات عن بيع نحو 4.5 طن منها إلى الخارج، أصدر وزير الاقتصاد راوول نعمة قراراً قضى بمنع "تصدير أجهزة أو أدوات أو معدات الحماية الشخصية الطبية الواقية من الأمراض المعدية. وذلك تداركا لأي أثر سلبي قد يصيب صحة المواطنين جراء عدم تأمين معدات الحماية الشخصية الطبية اللازمة. ونظرا لارتفاع حركة تصدير هذه المعدات في الآونة الاخيرة. ومنها: القفازات المطاطية، كمامات الوجه أو أجهزة التنفس، الأقنعة الواقية للوجه". وأكد نعمه أن "مديرية حماية المستهلك ستجول لمراقبة أسعار هذه المعدات في الصيدليات، وستتشدد في وجه المخالفين، منعا لأي استغلال وتحقيق أرباح غير مبررة على حساب اللبنانيين". 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها