لا حاجة لاسم على باب هذا المصرف أو غيره. ففي جميعها، أموال الناس تبخّرت. ومعها تبخرّت أسماء المصارف وشعاراتها، ولو أنّ بنك عوده صدق في شعار "مهما تلبّدت الغيوم، ستعود شمس لبنان". إذ وصل الأمل في تشرين الأول الماضي. وعلى الجدار الحديدي الذي وضعته إدارة المصرف خوفاً من رد فعل شعبي على سرقة أموال المودعين، رمى المحتجّون الطلاء الأحمر. طبعوا أياديهم عليه كمن يبصم بدمه أنّ حقه لن يضيع. وحوّلوا بعدها هذا الجدار إلى مصدر قلق وإزعاج، فقرعوا عليه ودقّوا ألحان الضجة، التي لا بد وأن تؤرق من كان مطمئناً إلى أنّ الليرة بخير والبلد بخير والناس بخير.
لم تمرّ إجراءات بنك عودة مرور الكرام. والنفي "الملتبس" الصادر عن إدارته حول وقف عمليات الدفع بالدولار، لم تحل دون حركة عشرات اللبنانيين أمام مقرّه الرئيسي في بيروت. فتداعى الثوار بناءً لعدة دعوات وجّهت بعد الظهر. وصلوا وتجمهروا وهتفوا للثورة وسقوط حكم المصارف.
طالبوا بأموالهم وأموال الناس المحتجزة في البنوك. وكان لافتاً أنّ أحد عناصر الشركات الأمنية المولجين حماية المبنى، تهجّم على أحد المنتفضين وحاول الاعتداء عليه. ولم يأتِ تدخل القوى الأمنية إلا لحماية المعتدي. فخرج شعار "الأمن، أمن للناس، مش لمصرف الإفلاس".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها