الأربعاء 2020/02/19

آخر تحديث: 00:03 (بيروت)

ناشطو صور يعترضون على مشروع "رأس الجمل" السياحي

الأربعاء 2020/02/19
ناشطو صور يعترضون على مشروع "رأس الجمل" السياحي
من حق أهالي المدينة الاطلاع على التفاصيل المتعلقة بالمشروع وإبداء رأيهم فيه (المدن)
increase حجم الخط decrease

اعترض مستثمرو الاستراحات في منطقة راس الجمل، في صور، على بدء البلدية بإزالة استراحاتهم من المنطقة، تمهيداً لما سمي "إعادة تأهيل المنطقة السياحية" ضمن مشروع الإرث الثقافي، والذي يقضي بإقامة ثماني استراحات "صديقة للبيئة" بديلة لـ"الاستراحات العشوائية"، على أن تكون أولوية الاستثمار في السنوات الثلاثة الأولى للمستثمرين الحاليين.
وأوضحت البلدية أنها "عالجت الأمر" وبدأت بإزالة الخيم، فيما عبر المستثمرون عن قلقهم واعتراضهم، على هذا الإجراء المفاجىء، وهم الذين كانوا يأملون أن يأخذ المشروع حقه في النقاش والدرس.


وكان قد عقد لقاء لجميع المعنيين بالمشروع، مخصص لعرض مشروع منطقة "رأس الجمل " في بلدية صور (المرفق يتضمن كامل التفاصيل مع الصور والخرائط والماكيت)، بدعوة مشتركة من البلدية ومجلس الإنماء والإعمار. واستفاض المشاركون في الحديث عن أهمية المشروع السياحي والبيئي للمنطقة، في مرحلته الثالثة والأخيرة من مشروع الإرث الثقافي، الذي انطلق في العام 2003، بتمويل من البنك الدولي والوكالة  الفرنسية للتنمية والوكالة الإيطالية. وذلك على شكل قروض ميسرة، تجاوزت 17 مليون دولار حتى الآن، وشملت أعمالاً في المباني الأثرية والساحات العامة والأسواق التجارية والمواقع الأثرية والحارات القديمة ومرفأ الصيادين وغيرها.

ومشروع الإرث الثقافي بدأ تنفيذه في خمس مدن لبنانية مدرجة على لائحة التراث العالمي (طرابلس، وبعلبك، صيدا، جبيل، وصور). وكان مقرراً أن يكتمل قبل سنوات. وقد تأخر بسبب الدراسات وتأخير تنفيذ بعض الأعمال وطرح المناقصات وأسباب إدارية وفنية.

صديق للبيئة
وعرض القيّمون على مشروع "رأس الجمل" في صور أهميته. وهو يتألف من ثمانية مطاعم واستراحات صيفية وشتوية، مساحة كل منها 130 متراً مربعاً. وهو مشروع صديق للبيئة، لأن منشآته خالية من المواد الاسمنتية، وستكون محصورة بالخشب.

ومنطقة رأس الجمل جزء من المنطقة الأثرية القريبة من بقايا المرفأ المصري القديم. وهي غنية بيئياً وأثرياً وتاريخياً. وتأهيلها بمواصفات بيئية يهيئها لاستقبال عامة الناس. إذ ستترك مساحات عامة على الشاطئ لعموم أبناء المنطقة. ويتضمن المشروع منطقة  خضراء مائلة وممر خشبي وتراسات عائمة مرفوعة على أعمدة.

ويهدف المشروع للحفاظ على المنطقة. وهو يلبي رغبة بلدية صور. وسيصار إلى نزع المكعبات الإسمنتية التي اجتاحت المنطقة في الأعوام الماضية وشوهتها، إلى جانب الضرر البيئي الناجم عن بقايا الأطعمة والصرف الصحي والزيوت. وحدد الانتهاء من المشروع في شهر أيلول المقبل، ويضم تأهيل واجهات مباني  السوق التجاري في المدينة. وما أُنجز من المشروع كان له أثر فعال على المستوى السياحي: ارتفع عدد الفنادق في حارة صور القديمة  من واحد إلى ثمانية صغيرة.

يشكل المشروع متنفساً للمدينة، بعائده السياحي الهام. ويخفف الأثر السلبي الناجم عن الصرف الصحي والاستعمال غير المناسب والفوضوي القائم للمطاعم على الشاطئ.

اللقاء في بلدية صور (المدن)


اعتراضات
أصحاب الاستراحات القديمة التي ستتوقف عملياً الصيف المقبل بسبب الأشغال، عبّر بعضهم عن خشيته من ضياع رزقهم في ظل الأزمة المعيشية. فشددوا على أحقيتهم في استثمار الاستراحات الجديدة التي باتت وسيلتهم الوحيدة للعيش.

الناشط هشام يونس رئيس جمعية "الجنوبيون الخضر" قال لـ"المدن": "من حيث المبدأ نحن مع تنظيم موقع راس الجمل. ولكن بشروط ومعايير تحفظ خصوصية الموقع وتحافظ على عناصره.

وانطلاقاً من ذلك طالبنا بالاطلاع على دراسة الأثر البيئي. لكن من غير الواضح ما إذا كانت أعدت أو رفعت إلى وزارة البيئة. وطلبنا رسمياً من المجلس البلدي نشرها في حال توافرها لمعرفة طبيعة المشروع وضمان التزامه المعايير. لكن لا يبدو أنها متوفرة. وهذا يثير أسئلة إضافية ويعرّض البلدية للمساءلة. ومن حق أهالي المدينة الاطلاع على المعطيات المتعلقة بالمشروع وإبداء الرأي فيه".

وحراك ساحة العلم في صور يتابع مشروع رأس الجمل. وهو يسجل اعتراضه على الإنشاءات على الأملاك البحرية العمومية في المنطقة، وعلى غياب الوضوح في المناقصة وأسماء الشركات المنفذة، وكيفية تسديد القروض، وحجم الفوائد عليها. ويستعد نشطاء صور للتحرك على الأرض للدفاع عن الأملاك العامة التي تعني الجميع.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها