السبت 2020/02/15

آخر تحديث: 00:04 (بيروت)

ناصر فران: "المقاومة" انتصرت على العدو وخسرت في الداخل

السبت 2020/02/15
ناصر فران: "المقاومة" انتصرت على العدو وخسرت في الداخل
الاعتراض الجنوبي ينتفض على أكبر قوتين في السلطة (المدن)
increase حجم الخط decrease

يختزن الناشط الطبيب ناصر فران أكثر من عقدين من النضال الاجتماعي والثقافي. وهو مع بداية انتفاضة 17 تشرين من العام الماضي، وجد نفسه في قلب الحدث الاستثنائي منذ اليوم الأول للانتفاضة في مدينته صور.

يتمتع الطبيب الجراح بشعبية "صورية" حتمت عليه التشبث بالمواظبة اليومية على خيم ساحة العلم في صور، والمشاركة في المسيرات الأسبوعية والوقفات الاحتجاجية على مدى ما يقارب الأربعة أشهر.

وإلى جانب كوادر "منتدى صور الثقافي"، الذي رأسه فران، وعدد كبير من الناشطين اليساريين والمستقلين، يشكل وجوده كشخصية محببة ومنفتحة، لها صلات واسعة مع كافة القوى السياسية في المنطقة، زخماً وركيزة كبيرين في تفعيل الحراك الصوري، الذي امتاز بصلابته رغم كل أعمال الترهيب، التي مورست أكثر من مرة، من بينها الاعتداء على المنتفضين في اليوم الأول، وإحراق خيمهم، عدا عن حملات التخوين لعدد من الناشطين.

تراكم نضالي واعتراضي
يحفل سجل فران، وهو من عائلة ميسورة، بمحطات عديدة سبقت انتفاضة 17 تشرين، بدأت بالمشاركة في الانتخابات البلدية الأولى عام 1998 في مواجهة تحالف حركة أمل، متحالفاً مع حزب الله، قبل التئام شمل الطرفين الشيعيين في الانتخابات البلدية بدءاً من العام 2010، التي كان سبقها تحالف نيابي لا يزال منذ عام 1992. ثم خوض الانتخابات النيابية الأخيرة ضمن لائحة "الخيار الديموقراطي" في مواجهة تحالف حزب الله وحركة أمل، التي كانت على أساس قانون الصوت التفضيلي، وقد حصل على نحو 750 صوتاً تفضيلياً في مدينة صور وحدها.

يرى فران أن الانتفاضة في صور وسائر المناطق، والتي تخطت حواجز الطوائف والمذاهب، قد "جاءت بفعل تراكم نضالي طويل، بدأناه منذ عام 1994 مع تأسيس منتدى صور الثقافي، الذي انتهج طريقاً معارضاً لسياسات المحاصصة والزبائنية والتعديات على الأملاك البحرية وشاطىء المدينة، والاعتراض على نقل نفوس الشبريحا إلى صور، بالتماهي مع قوى تغييرية، لا سيما الحزب الشيوعي اللبناني ومنظمة العمل الشيوعي ومنظمات وجمعيات شبابية.. نهج معارض كان يعبر عنه من خلال ورش العمل والبيانات والمؤتمرات والاعتراضات على الأرض في أحيان كثيرة، وقد أوصلت جميعها إلى ما نحن عليه الآن من صلابة وقوة للانتفاضة في صور ومنطقتها".

أكبر قوتين سلطويتين
يؤكد فران أن بعد 17 تشرين ليس كما قبله، وأن "ثمار الانتفاضة بدأت تظهر رغم الفترة الزمنية القليلة، فقد تم اسقاط الحكومة والاتيان بحكومة تكنوقراط لا تلبي طموحاتنا. وتحول الحراك إلى قوة ضاغطة على كل مفاصل الدولة. وبالتالي، تمكنه من خلق حالة تمرد داخل أحزاب السلطة وإحداث نقاش سياسي واسع داخل هذه الاحزاب، واعتراف أطراف السلطة نفسها بالفساد واهتزاز الأحزاب من داخلها"، مؤكداً أن مشكلة المنتفضين "ليست مع جمهور هذه القوى المهيمنة، إنما مع القيادات المستأثرة بالقرارات والتي أغرقت البلد بالديون".

ويشدد فران على ان انتفاضة صور خصوصاً والجنوب عموماً، "لها طابع مختلف عن سائر المناطق. فالاعتراض الجنوبي ينتفض على أكبر قوتين في السلطة، هما حركة أمل وحزب الله. والمنتفضون لا يمكن المزايدة عليهم في المقاومة ومواجهة الاجتياحات الاسرائيلية"، مضيفاً أن "المقاومة التي انتصرت على العدو الإسرائيلي وأجبرته على الانسحاب قد هزمت في الداخل. وبات البلد بلا مناعة في مواجهة الضغوط الاقتصادية والحياتية التي تدمر مستقبل اللبنانيين".

..وُجدت لتستمر
وحول أفق الانتفاضة واستمرارها، يؤكد فران "إن هذه الانتفاضة وجدت لتستمر، ولا يمكن التراجع عن مكتسباتها التي تحققت بالدم والمواجهات والصبر". معتبراً أن "من نقاط قوة الانتفاضة عدم وجود قيادة لها، في حين يوجد قياديين وجماهير قادرة على مواصلة الانتفاضة بكل أوجهها، لأنها انتفاضة غير مسيَّرة. وسقطت كل الاتهامات بدعمها من السفارات".

ويلفت فران إلى أن ساحة العلم في صور، و"للمرة الأولى تستقطب وجوها جديدة غير تقليدية ومحازبة، إذ برزت وجوه شابة من عائلات صور وطوائفها المختلفة، وأقامت صلات مع أقطاب وأشخاص مستقلين. وهذا أمل إضافي، وفرصة سانحة للتغيير"، مشيراً في الوقت عينه إلى وجود نقاش دائم مع محازبين من أمل وحزب الله، حول الفساد وغيرها من القضايا.

وأكد أخيراً أن استمرار خيم الاعتصام في كل المناطق، هو واحد من أدوات الضغط على الحكومة الجديدة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها