الأربعاء 2020/12/09

آخر تحديث: 15:47 (بيروت)

لبنان والحكومات العربية: استغلال كورونا للحد من حرية التعبير

الأربعاء 2020/12/09
لبنان والحكومات العربية: استغلال كورونا للحد من حرية التعبير
من المرجح أن تكون السنوات المقبلة سنوات اضطراب عبر المنطقة (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease
أجرت شبكة الباروميتر العربي البحثية، التابعة لجامعة برينستون الأميركية، مقابلات مع أكثر من 5000 شخصاً في خمس دول، كعينة ممثلة للرأي العام فيها، حول تأثير جائحة كورونا على حياتهم اليومية، وكيفية استجابة الحكومات للوباء. وأجري الاستطلاع بين شهري تموز وتشرين الأول 2020 لاستطلاع آراء المواطنين في الجزائر والأردن ولبنان والمغرب وتونس. 

كشفت النتائج عن أن المخاوف من الوباء عالية ومتنامية. وفيما تقول الأغلبية أن أداء حكوماتهم جيد في الاستجابة للوباء، رأى البعض أن الحكومة يبرر لها دائماً تقليص حرية التعبير في ظرف صحي طارئ.

لا ثقة في لبنان
ووفق النتائج، كان صيف العام 2020، يمثل بارقة أمل بأن أعداد حالات كوفيد-19 القليلة نسبياً في عدة دول بالمنطقة قد تؤدي إلى زيادة الثقة بالحكومات. فالتدابير القوية في بلدان مثل الأردن والأداء القوي غير المتوقع من الحكومة اللبنانية في الحد من انتشار الفيروس، ربما كانت لتمثل العامل المحفز لزيادة الثقة وتحسين النتائج كما كان مأمولاً. لكن الأردن اليوم يعاني من أعلى معدلات الوفيات في العالم بسبب كوفيد-19 نسبة إلى تعداد السكان. أما انفجار المرفأ في لبنان فأظهر مشاكل النظام السياسي القائم، والذي ترافق مع تزايد حالات كورونا. ما جعل احتمالات عودة الثقة في الحكومة وكيفية مواجهة الجائحة ضئيلة للغاية. لذا رجحت الشبكة أن تستأنف حركة الاحتجاجات نشاطها بعد انتهاء الجائحة. وقد ظهرت في الأشهر الأخيرة، تظاهرات واحتجاجات من قبل نقابات مهنية في عدة دول، منها لبنان والأردن والمغرب، رغم المخاطر الصحية المرتبطة بالتجمعات بسبب كوفيد-19. من المرجح أن تكون السنوات المقبلة سنوات اضطراب عبر المنطقة، مع إحساس المواطنين أن الحكومات لا تلبي احتياجاتهم الأساسية.

القلق الاقتصادي
وحول ما إذا كان فيروس كورونا يشكل أهم التحديات التي تواجه البلاد، فقط 9 في المئة من اللبنانيين أجابوا بنعم، لكن في المقابل تبين أن اللبنانيين أكثر قلقاً من تفشي فيروس كورونا في الستة أشهر المقبلة عن باقي الدول. فقد عبّر 82 بالمئة من اللبنانيين عن أنهم قلقون جداً، وتبعهم الجزائريون بنسبة 72 بالمئة.

ووفق الشبكة، تبين أن اللبنانيين الأكثر قلقاً عن باقي الدول على وظائفهم ومجمل الوضع الاقتصادي. وعبر 91 بالمئة منهم عن أنهم يتخوفون من فقدان مصدر دخلهم في السنة المقبلة. علماً أنه لم يؤد فيروس كورونا لفقدان الوظائف بشكل دائم في البلدان المستفتاة، فبلغت النسب 18 بالمئة في لبنان و15 بالمئة في المغرب و12 بالمئة في الأردن و6 بالمئة في تونس و5 بالمئة في الجزائر. وتبين أن المغاربة هم الأكثر إيجابية في تقييم وضعهم الاقتصادي، ووصلت النسبة إلى 51 في المئة، بينما اعتبر واحد في المئة من اللبنانيين أن أوضاعهم جيدة.

الإجراءات الحكومية
وحول تقييم العمل الحكومي والثقة في الحكومة، أكد فقط 38 في المئة من اللبنانيين أنهم يثقون في استجابة الحكومة لمواجهة الوباء، بينما وصلت النسبة إلى 75 بالمئة لدى الأردنيين. وتتفاوت نسب الثقة في إحصائيات الحكومات عن الإصابات والوفيات بفيروس كورونا. بينما يتصدر المغاربة باقي الشعوب بنسبة 69 بالمئة يثقون بإحصائيات حكومتهم، وفقط 23 بالمئة من اللبنانيين، أعربوا عن ثقتهم.

وحول التبريرات التي تقدمها الحكومات لاتخاذ إجراءات تقلّص الحقوق والحريات لمواجهة الظرف الصحي الطارئ، عبرت أغلبية المستطلعين عن رفضها لهذه الإجراءات. وعلى مستوى لبنان فقط 7 في المئة وافقت على تقليص حرية التعبير، و14 في المئة وافقت على فرض الرقابة على وسائل الاعلام، و16 في المئة وافقت على الحد من حرية حركة المواطنين، و22 في المئة توافق على ترصد وتعقب حركة المواطنين.

العنف والتعليم
وحول تزايد العنف ضد المرأة خلال فترة الوباء، اعتبر 31 في المئة من اللبنانيين أن العنف ضد المرأة ارتفع خلال فترة الوباء، مقابل 69 بالمئة من التونسيين، و46 من الجزائريين و45 بالمئة من كل من المغاربة والأردنيين. 

وأظهرت النتائج أن الأغلبية الساحقة من المستطليعن يعتبرون أن الوباء أثر سلباً على تعليم الأطفال، ووصلت النسبة إلى 84 في المئة بين اللبنانيين، و92 بالمئة بين الأردنيين و87 بالمئة بين الجزائريين و76 بالمئة بين المغاربة و74 بالمئة بين التونسيين.

وحول اتباع إجراءات الوقاية، أكد 85 بالمئة من اللبنانيين أنهم التزموا بالتباعد الاجتماعي، بينما وصلت النسبة في الجزائر إلى 93 في المئة. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها