السبت 2020/12/19

آخر تحديث: 20:17 (بيروت)

قمع الطلاب في الشارع: المواجهة بدأت

السبت 2020/12/19
increase حجم الخط decrease
الفيديو انتاج "المدن"

"الطلاب في مقدمة الصراع السياسي"، لافتة رفعها الطلاب اللبنانيون اليوم في المسيرة التي نظّموها في شارع الحمرا. لا بل أنّ الطلاب عصب الحركة السياسية وأساسها، لذا حوّلت القوى الأمنية التحرّك الاحتجاجي إلى ساحة مواجهة، حيث انبرى عشرات رجال الأمن باللباس الرسمي، من المؤسسة العسكرية ومن قوى الأمن الداخلي، للطلاب.. وضربوهم وقمعوهم وأوقفوا عدداً منهم. فاستخدمت قوى الأمن الهراوات والغاز المسيل للدموع لتفريق التجمّع، الذي لم ينفضّ، وتحوّل إلى سلسلة من التجمّعات والتحركات المختلفة.

قمع أعمى
ما حصل أمام المدخل الرئيسي للجامعية الأميركية في بيروت، اعتيادي. وثّقت عدسات الكاميرات عنصراً أمنياً يمسك بأحد الطلاب ويضربه بالعصا مرات عديدة، قبل أن يهاجم زملاء له التجمّع بحجة منع دخول التظاهرة إلى حرم الجامعة. مع العلم أنّ بوابة المدخل كانت مقفلة، ويحيط بها العشرات من رجال الأمن.
ربما ثمة من يجب أن يسأل السلطة الحاكمة، بلا حكمتها، في ظلّ نظرتها وقراءتها السياسية القمعية: أي دولة في العالم تقمع طلابها؟ أي حكومة، تبغي استقراراً وهدوءاً في الشارع، تعتدي على شباب جامعات نشاطيّتهم وحركتهم ووقتّهم يمكن أن يفرّغ للاحتجاج والتمرّد على السلطة أينما كانت وأي شكل اتّخذت؟ القمع الأعمى، عصب الدولة اللبنانية وأساسه شكلها البوليسي.

يوم الغضب
بعد القمع المشهود في شارع بلس، قطع الطلاب الطريق عند تقاطع عبد العزيز- بلس بمستوعبات النفايات وبالقواطع الحديدية. ثم نفّذت مجموعات منهم مسيرات في شارع الحمرا حيث حطّموا واجهات عدد من المصارف، فكان من الطبيعي أنّ يجرّ عنف السلطة على المحتجّين عنفاً آخر. وطبعاً لم تنس أعمال العنف الطلاب شعارات يوم الغضب الطلابي الذي تحرّكوا فيه، في منع دولرة الأقساط ومنع رفعها والتأكيد على واجب وزارة التربية التدخّل لوضع حدّ لقرارات إدارات الجامعات الخاصة. وكان لافتاً خلال التحرّك، مطلب عام حول الجامعة اللبنانية للمطالبة بتحرير إدارتها من التبعية والمحاصصة السياسية فيها. فكان شعار "أزمة الجامعة اللبنانية من أزمة النظام اللبناني".

المواجهة بدأت
من الجامعة الأميركية في بيروت، من الجامعة اللبنانية الأميركية، من الجامعة اليسوعية والجامعة اللبنانية، شارك الطلاب اليوم في التحرّك واعدين بسلسلة تحرّكات أخرى لمواجهة قمع السلطة وجشع إدارات جامعاتهم. لا حلّ إلا بالعصيان، هتف عدد منهم خلال التحرّك بمحطّاته المختلفة، قبل القمع وبعده. فطغى خطاب انتفاضة 17 تشرين على التحرّك، في الشعارات والهتافات، ما يلخّص لافتة رفعها عدد من المحتجّين وتقول إنه "من واجهات المصارف إلى أبواب الجامعات، المعركة مستمرّة". وفي حالة الحركة الطلابية، المواجهة بدأت للتو.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها