السبت 2020/12/12

آخر تحديث: 18:17 (بيروت)

الأرق والاكتئاب يعصفان بالنساء والشباب في لبنان

السبت 2020/12/12
الأرق والاكتئاب يعصفان بالنساء والشباب في لبنان
أظهرت دراسة للجامعة الأميركية أن 75.3 في المئة من الطلاب يعانون من التوتر الحاد (مصطفى جمال الدين)
increase حجم الخط decrease

بعد كل الكوارث التي عاشها اللبنانيون طوال السنة الفائتة، كان لا بد لأي دراسة عن الأوضاع النفسية للبنانيين تأكيد المؤكد. من تصنيف منظمة غالوب الأميركية للشعب اللبناني بأنه من الشعوب الأكثر بؤسا وتعاسة، وصولاً إلى الدراسات التي بدأت بعض الجامعات اللبنانية بوضعها.  

ويأتي اليوم العالمي للصحة النفسية هذه السنة، فيما اجتاز لبنان سنة كارثية ولا يزال في نفقها المظلم، وستستمر تبعاتها لسنوات طويلة. فالأزمة الاقتصادية طالت القطاعات الانتاجية كلها. والانهيار المالي أفقد جميع اللبنانيين أموالهم. والحصار الذي فرضه كوفيد 19 على العالم أجمع، نال اللبنانيين المنكوبين نصيبهم منه وما زالوا. ثم ضرب انفجار المرفأ بيروت، فدمر جزءاً كبيراً منها. وتراكم الأزمات هذا ضرب الصحة النفسية للمواطنين اللبنانيين.

ضياع المؤشرات
أجرت مستشفيات وجامعات لبنانية دراسات لبيان الأثر النفسي الذي خلفته الأزمات كافة على صحة للبنانيين النفسية. علماً أن هذا النوع من الدراسات يعتمد عادة على مؤشر "صدمة" واحدة تترك آثارها على الشعب. لكن تعدد الصدمات بشكل غير مسبوق، كما في لبنان خلال هذه السنة، أدى بهذه الجامعات والمؤسسات إلى الضياع في كيفية مقاربة مآسي اللبنانيين، وأي مؤشر يعتمد؟!

وواجه الباحثون الذين أعدوا الدراسات صعوبة في تحديد السؤال أو الفرضية التي تركز عليها هذه الدراسات، في ظل التعقيدات اللبنانية المأساوية. إذ بتنا بحاجة إلى دراسات من نوع مختلف لمقاربة مصائبنا الكثيرة والمستمرة بلا توقف، والتي تدفقت علينا في سنة واحدة.  

اكتئاب شبابي شديد
وفي لقاء جمع جمعية الأطباء اللبنانيين النفسانيين ونقابة الأطباء في بيت الطبيب، اليوم السبت في 12 كانون الأول، قال مدير منظمة "إدراك" التي تعنى بالصحة النفسية الدكتور إيلي كرم، إن الدراسة التي كانت تعدها المؤسسة منذ بداية عام 2020 لكن تغيرت أسئلتها مرات، نظراً للظروف غير الاعتيادية التي يمر بها لبنان والازمات التي مر بها تباعا، ما أخر إظهار نتيجة الدراسة.

ونال انفجار مرفأ بيروت حيزاً مهماً من الدراسات النفسية التي تعدها الجامعات. وفي دراسة للجامعة الاميركية اللبنانية عرضت في المؤتمر، تبيّن أن 16.17 في المئة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة، يعانون من اكتئاب شديد منذ واقعة انفجار المرفأ.  وأضافت الدراسة أن 40.95 في المئة  من النساء يعانين من اضطراب ما بعد الصدمة  ptsd، وهن الفئة الأكثر تأثراً بالانفجار نفسيا. وفي ما يتعلق بالطبقات الاجتماعية، أوضحت الدراسة أن 59.5 في المئة ممن يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة هم من الفئة الاكثر فقراً، ومنهم من تضرر بشكل مباشر من انفجار المرفأ.

كورونا والإغلاق
وفي دراسة أخرى لجامعة القديس يوسف عن أثر الحجر الصحي على المواطنين اللبنانيين في الفترة الممتدة بين نيسان وأيار 2020، تبين أن أكثر من 41.3 في المئة من المشاركين في استطلاع الرأي قد تأثروا نفسياً بشكل متوسط بعد الحجر الصحي، ومعظمهم من النساء.  فيما 9.5 في المئة يواجهون خطر الدخول في حال اكتئاب. ووفق الدراسة، فإن هو الوضع الاقتصادي جراء الإغلاق التام، شكل ضغطاً على اللبنانيين أكثر من الخوف من فيروس كورونا.

وعن أثر فيروس كورونا على الصحة النفسية للعاملين في القطاع الصحي في لبنان، بينت دراسة عرضت خلال المؤتمر أجرتها جامعة السان جوزيف أن 61  في المئة من العاملين في القطاع الصحي قد يعانون من اكتئاب حاد.  كما أن مخاوف 61 في المئة منهم تتمحور على التقاط عدوى كوفيد 19 ونقلها إلى عائلاتهم، كما أوضحت أن 61.7 في المئة  من العاملين يعانون من القلق وقلة النوم.

النساء والشباب
والنساء في لبنان وفئة الشباب خاصة، هم/ن الأكثر تأثراً نفسيا بعد الأزمات التي مر بها لبنان.
فوفق دراسة أجرتها الجامعة الأميركية في بيروت عن الأثر النفسي الذي خلفه الحجر الصحي والتعليم عن بعد على الطلاب، تبيّن أن 42.3 في المئة منهم يعانون من اكتئاب وأنسومنيا (الأرق)، فيما 75.3 في المئة يعانون من التوتر الحاد.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها