السبت 2020/11/07

آخر تحديث: 16:11 (بيروت)

رياح التغيير تعصف بالجامعات: انتخابات كسر الأحزاب

السبت 2020/11/07
رياح التغيير تعصف بالجامعات: انتخابات كسر الأحزاب
استطاع النادي العلماني ترشيح 94 طالباً في مختلف الكليات بالجامعة الأميركية (الأرشيف، عباس سلمان)
increase حجم الخط decrease

عرفت الانتخابات الطالبية في جامعات لبنان احتكارا دائماً لأحزاب السلطة بالإجمال. بعد سنة 2015 حصلت خروقات لمستقلين ولنوادٍ علمانية.
لكنّ هذا الواقع لم يرضخ له الطلاب طويلاً. بدأوا ينتظمون منذ سنة 2008 عبر النادي العلماني في الجامعة الأميركية، وابتداء من العام 2011 في الجامعة اليسوعية، إضافة إلى حملات مستقلين في جامعات عديدة.

بعد 17 تشرين
وإذا كانت أزمة النفايات وحراكها الاحتجاجي، وبروز "بيروت مدينتي"، أدتا إلى خلق جو عام، شجع على نهوض حركات مستقلة جديدة في الجامعات، فإن ثورة 17 تشرين أعطت الزخم الكافي لمن كان قبلها، بالنمو والتوسع، وللتأسيس في حرم الجامعات التي لم تعرف المستقلين يوماً.
فعلى سبيل المثال، تنافست في جامعة رفيق الحريري لائحتان. لائحة تشجَّع أعضاؤها على خلق حركة مستقلة لأول مرة في جامعتهم، وأخرى تضم التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل.
وحازت الأولى على النسبة الأكبر من الأصوات وفازت بأربعة مقاعد مقابل أربعة مقاعد لتيار المستقبل ومقعد للحزب الاشتراكي. حدث هذا، على الرغم من أنهم لم يستطيعوا الحصول على رئاسة المجلس الطلابي. لكن تساويهم في عدد المقاعد مع تيار سياسي هو من أسس الجامعة يعني الكثير.
ويقول المرشح عن لائحة المستقلين في RHU محمد زين لـ"المدن": نحن اليوم تجمعنا حول مبادئ 17 تشرين وتعرفنا على بعضنا البعض في ميادينها. كسبنا في وقت قليل الكثير من التنظيم. وهذا ما كانت تفتقده كل محاولات الترشح لأفراد مستقلين، سابقاً. اليوم، الخوف من حجمنا المتوسع بعد ثورة تشرين، هو ما جعل المستقبل والاشتراكي يتحالفان في لائحة واحدة ضدنا.
ويقول زين: المستقبل لنا.

صدمة الـ LAU
الفوز الأول للمستقلين هذه السنة كان في الجامعة اللبنانية الأميركية LAU.
وتقول لين الحركة، نائبة رئيس المجلس الطلابي، في حديثها لـ"المدن"، أنّ التحدي الأصعب كان بنظام الجامعة وقانونها، إذ بسبب قانون الصوت الواحد one person one vote، لم يسمح للمستقلين بالتجمع بلائحة واحدة، ولا الإعلان عن أنفسهم كمستقلين. فراح مرشحو الأحزاب يقولون للجميع أنهم مستقلين. ولكن بسبب 17 تشرين، والقدرة على التشبيك بين النقابات والمجموعات والطلاب، استطعنا أن نبين عبر مواقع التواصل الاجتماعي من هم المستقلون فعلياً.

وتقول لين أن وجود المستقلين بالمجالس الطلابية استطاع في غضون شهر أن يحدث الفارق. واليوم، المجالس الطلابية تعمل كفريق واحد. وهكذا استطاعوا الوقوف بوجه الإدارة والحصول على نظام pass no pass.

الأميركية واليسوعية
جامعتان يتحضر فيهما الطلاب لخوض انتخاباتهم. الجامعة الأميركية والجامعة اليسوعية.
الاستحقاق الاول هو في AUB في 13 الشهر الجاري. وحجم المستقلين بات من الواضح أنه الأكثر وزناً. وهذا ما أدى بتيار "المستقبل" إلى إعلانه مقاطعة الانتخابات منذ البداية، والقوات إلى التلطي خلف اسم مستقلين تسمّوا "Agents of Reform".

وهذا ما دفع حزب الله أيضاً إلى إعلان المقاطعة يوم أمس الجمعة. ومن المتوقع انسحاب مرشحي حركة أمل، الذين رشحواً أفراداً ليسوا ضمن لائحة كاملة.
وعلى هذا، الأكثر حظاً في انتخابات الجامعة الأميركية في بيروت هم المستقلين، المتمثلين بالنادي العلماني، الذي نشط منذ عام 2008 بلائحة campus choice وحملة "التغيير يبدأ هنا" Change starts here.
كما تقول صبى مروة، عن change starts here، إنهم ولدوا من رحم 17 تشرين، وأن عدداً من أعضائهم كانوا بالنادي العلماني. وهم يؤمنون أيضاً بالعلمانية والعدالة الاجتماعية والشفافية. لكن، يعتبرون أن وجودهم يكمّل النادي العلماني وليس ضده، وعلى تنسيق دائم معه. 
ويقول في سياق الانتخابات، جاد الهاني، العضو في النادي العلماني في حديث مع "المدن"، إنه يفتخر بأن النادي رشح 94 طالباً في مختلف الكليات. وإن سبب قوة النادي اليوم هو أنه حاكى معاناة الطلاب، إن كان عبر الحملة التي خاضتها مع الجامعة ورئيسها بسبب دولرة الأقساط والـpass and fail، والعقد الطلابي وغيرها من المسائل.. ولأنه كان ينشر مبادئ 17 تشرين منذ 12 سنة، ما أعطاهم اليوم المصداقية والقوة الانتخابية.

أمّا في جامعة القديس يوسف (اليسوعية) فالقرار بإجراء الانتخابات لم يتخذ حتى البارحة الجمعة. إذ قام النادي العلماني في الجامعة اليسوعية بحملة ضغط واسعة للمطالبة باجراء الانتخابات هذه السنة.

وتقول في هذا الاطار آيا بو صالح، منسقة حملة طالب في كلية الحقوق، لـ"المدن"، إنّ الانتصار الأول لهم هو النجاح بإعادة الانتخابات الجامعية لو أتت متأخرة عن موعدها عادةً (30 تشرين الأول). وأضافت: "لدينا الأفكار، لدينا النبض.. نحن جاهزون. والتحديات سنواجهها على أشكالها، إن تمثلت بأحزاب السلطة أو بالإدارة، ولن تخيفنا. هذه السنة ليست كسواها. هناك ما تغير جذرياً بعد 17 تشرين".

حركة "طالب" بدأت في كلية الحقوق منذ أربع سنوات. وامتدت إلى ثلاث كليات. واليوم تتحضر هذه الحركة؛ التي تحمل أفكار النادي العلماني في الجامعة اليسوعية: "العلمانية، الديمقراطية التشاركية، العدالة الاجتماعية، البيئة"؛ إلى خوض المعركة الانتخابية في 15 كلية في اليسوعية (USJ) حتى الآن.

يبدو أن رياح التغيير هبت في الجامعات. فهل تكون الحركة الطلابية، جسر العبور بالبلد من العتمة إلى النور؟

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها