في هذا السياق، تشير أوساط طلابية متابعة إلى أنّ هذه البيانات لم تتسم بالمصداقيّة بشكل عام، خصوصاً أن الغالبية الساحقة من الجسم الطلابي تعرف أن كوادر بارزة من الأحزاب المنسحبة، حاولت التواصل مع ناشطيها التقليديين لتفعيل ماكيناتها قبل إعلان الانسحاب، وفشلت في إطلاق عملها الانتخابي، بسبب عجزها عن استقطاب مرشّحين وازنين، في الغالبيّة الساحقة من الكليّات. ولذلك، كان من الواضح أن سبب الانسحاب الفعلي هو معرفتها مسبقاً بالنتيجة السيّئة التي يمكن أن تنالها في حال خوضها المعركة. خصوصاً بعد ما أفرزته الجامعة اللبنانية الأميركيّة من نتائج.
تلغيم الانتخابات
ولذلك، تشير الأوساط نفسها إلى أن رهان الأحزاب سيكون أولاً على إمكانيّة تطيير الاستحقاق، خصوصاً أن إصدار سلسلة من بيانات الانسحاب، يذكّر بسيناريو مشابه حصل السنة الماضية خلال الثورة، حين أصدرت هذه الأحزاب بيانات الانسحاب المتتالية، والتي انتهت بتأجيل الانتخابات، وعدم تحديد موعد جديد لها. مع العلم أن إعلان الإقفال التام في البلاد الأسبوع المقبل، قد يمثّل حجّة ممتازة يمكن تقديمها للرأي العام لإلغاء الانتخابات، ولو أنّها ستحصل عمليّاً عن بُعد، ومن دون أي حضور شخصي للمرشحين أو الناخبين. أما الرهان الثاني، في حال الفشل في تأجيل الانتخابات، فسيكون بمحاولة اختراقها أو تلغيمها، عبر خوضها بمرشّحين يدّعون الاستقلاليّة، ويتبنون عناوين الثورة الأساسيّة. وقد برزت أساساً حملات "مستقلّة" عديدة، يتصدّرها بعض الكوادر الحزبيين المعروفين. مع العلم أن فكرة المستقلّين الملغومين لا تنطبق على جميع المرشّحين الذين يخوضون الانتخابات على لوائح غير لائحة النادي العلماني.
النادي العلماني
الحديث عن سيناريوهات فوز العلمانيين والمستقلّين، لا يمكن أن يمر من دون الحديث عن حالة النادي العلماني في الجامعة، المعروف بمراكمته لشعبيّته داخل الجامعة منذ أكثر من 12 سنة. مع العلم أن النادي تمكّن في سنوات سابقة من الحصول على حصّة توازي حصص كل من 14 و8 آذار داخل المجلس الطلابي للجامعة. رئيسة النادي، لارا صبرا، تبدي في حديثها إلى "المدن" تفاؤلها بالنتيجة هذه السنة: "خصوصاً بعد الإنجاز الكبير الذي حققه رفاقنا في الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة، وبعد التحوّل الكبير الذي شهده الرأي العام في البلد بعد الثورة". صبرا تشير إلى أن "حجم الحملة الضخم، سواء من خلال عدد المرشّحين أو عدد الناشطين العاملين فيها، هو ظاهرة تاريخيّة لم نشهدها منذ تأسيس النادي، وهذا سينعكس بالتأكيد على النتيجة". أما عن انسحاب الأحزاب من الانتخابات، فهو بحسب صبرا "مجرّد نتيجة لخوفهم من النتائج، خصوصاً كون جميع المراقبين لتطورات المشهد الطلابي كانوا يعلمون حجم الهزيمة التي ستلحق بهم".
وفي تفاصيل المشهد الانتخابي، ينص نظامها على انتخاب مجلس للجامعة ككل من 19 عضواً، على أساس النسبيّة واللائحة المقفلة مع الصوت التفضيلي، مع اعتماد الكليّة كدائرة موسّعة. أما مجالس الكليات فيختلف عدد أعضاؤها بحسب حجم الكليّة، فيما يُنتخب الأعضاء على أساس نظام أكثري. وبدا واضحاً حتى اللحظة أن النادي العلماني هو الحملة الوحيدة التي أعلنت عن مرشحين لمجلس الجامعة في كليات الزراعة والصحة، فيما لا ينافس النادي سوى أفراد لا تجمعهم حملة وازنة في كليات التمريض والطب. وهو ما يؤهّل النادي لاكتساح مقاعد هذه الكليات الأربعة من دون منافسة تُذكر.
أما في الكليات الثلاثة الأخرى، أي الهندسة وإدارة الأعمال وكلية الفنون والعلوم، فيخوض النادي العلماني معركة شرسة مع حملات عدّة، بعضها من الحزبيين المقنّعين الذين حفلت وسائل التواصل الإجتماعي بلقطات Screenshots تظهر تفاصيل ولاءاتهم الفعليّة، فيما يتكوّن البعض الآخر من هذه الحملات من مرشّحين مستقلين فعلاً، يخوضون المعركة خارج إطار النادي العلماني. مع العلم أن النادي انفرد بتقديم ترشيحات على جميع مقاعد مجالس الكليات ومجلس الجامعة في هذه الكليات، وهو ما يعطيه أفضليّة كبيرة في المعركة.
في كل الحالات، بات من الواضح أن الجامعة الأميركيّة ستتحضر لنتيجة مماثلة لنتيجة الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة. وهو ما بالضبط ما يثير مخاوف المستقلين من حجم الضغوط التي يمكن أن تقوم بها الأحزاب الطائفيّة في الأيام المقبلة لتطيير الاستحقاق. فهل تنصاع إدارة الجامعة وتخضع، وتنجح الأحزاب في إغتيال ديموقراطيّة الجامعة الأميركيّة؟
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها