السبت 2020/11/28

آخر تحديث: 14:58 (بيروت)

مقتل سوري ببشري ذريعة بروبغندا نظام الأسد لعودة اللاجئين

السبت 2020/11/28
مقتل سوري ببشري ذريعة بروبغندا نظام الأسد لعودة اللاجئين
طالبت وزارة الخارجية السورية القضاء اللبناني بالكشف عن الحادث في بشري (المدن)
increase حجم الخط decrease
يبدو أن تداعيات مقتل الشاب اللبناني جوزيف طوق في بشري، والتي وقعت ليل الثلاثاء 24 تشرين الثاني، على يد العامل السوري (م.ح.)، تتوسع رقعتها، لتأخذ أبعادًا تطال ملف اللاجئين السوريين في لبنان من جهة، وسعي نظام السوري لاستغلال الجريمة بهدف الترويج لما يدّعيه بعودة آمنة للاجئين من جهة أخرى.  

نظام التشريد واتباعه
وبعد الفشل الذريع لمؤتمر عودة اللاجئين السوريين الذي عُقد في دمشق برعاية روسية، وشارك فيه لبنان ممثلًا بوزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رمزي مشرفية، جاءت جريمة بشري لتتحول مطية من جانب نظام الأسد، ومن بعض القوى اللبنانية الداعية لعودة اللاجئين بالتنسيق مع نظام القتل والإجرام.

واليوم السبت كان لافتًا دعوة وزارة الخارجية والمغتربين السورية القضاء اللبناني المختص للقيام بدوره بالكشف عن جوانب الحادث في بشري، وطالبت بـ "وضع حد للتحريض واللغة العنصرية واستغلال هذا الحادث الفردي".  

وأشار مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين لـ"وكالة سانا"، أن "الجمهورية العربية السورية (الأسدية)، إذ تقدر عالياً الأصوات التي ارتفعت في لبنان ضد الاستغلال السياسي لهذه الحادثة، فإنها تطالب الحكومة والجهات اللبنانية المعنية بمنع أي استغلال لهذه الحادثة للإساءة للاجئين السوريين والقيام بواجباتها بحماية المواطنين السوريين المتواجدين في لبنان".  

وفي محاولة جديدة للتنصل من كل ما آلت إليه أوضاع ملايين اللاجئين السوريين حول العالم، أكد مصدر الخارجية السورية الأسدي، بحسب وكالة "سانا" أن السلطات السورية "تجدد الدعوة للمواطنين السوريين الذين أجبرتهم ظروف الحرب الظالمة على مغادرة البلاد، للعودة إلى وطنهم والعيش فيه بكرامة وأمان وستقدم كافة التسهيلات لهذه العودة وستعمل ما في وسعها لضمان متطلبات عيشهم الكريم". 

اللجوء إلى طرابلس
وعلى مستوى آخر، ما زالت عشرات العائلة السورية هاربة من بشري إلى طرابلس: بعضهم يفترش الشوارع، وآخرون التجأوا إلى الصالات ودور العبادة، في ظروف قاسية تعكس مأساة تشردهم مع أطفالهم.

وكانت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان ليزا أبو خالد، كشفت لوكالة الصحافة الفرنسية أن نحو 270 عائلة سورية غادرت بشري حتى الآن. وفي المقابل، ما زلت بلدية بشري تنفي إقدام أهالي البلدة على طرد اللاجئين السوريين، وتعتبر أنهم غادروا من تلقاء أنفسهم.  

وبينما ما زالت المشكلة تتمحور إن كان السلاح الحربي الذي استخدمه اللاجئ السوري يعود للقتيل طوق وليس للقاتل العامل. فهذه المسألة تحسم جزءًا من الجدل حول قضية خطر تسلح اللاجئين السوريين في لبنان.

لمن السلاح؟
ويؤكد بعض اللاجئين الهاربين إلى طرابلس لـ "المدن" أن السلاح يعود لطوق، وأن لا أحد منهم يتجرأ على حمل السلاح، وتحديدا في البلدات الجبلية، لأن الناس هناك تعرف بعضها البعض، كما أن ظروفهم الاقتصادية الصعبة لا تمسح باقتناء قطعة سلاح.  

أمّا على المستوى التحقيقات الرسمية، فقد أعلنت المديريـة العامة لقـــوى الامــن الداخلي ـ شعبـــة العلاقات العامة في بلاغ لها، يوم أمس، حول جريمة بشري، جاء فيه: "قرابة الساعة 16:45 من تاريخ 23-11-2020 وفي بلدة بشرّي، أقدم م. ح. (مواليد عام 1993، سوري) على إطلاق عدّة عيارات نارية بإتجاه أحد أبناء البلدة: جوزيف طوق (مواليد عام 1992) فأرداه قتيلاً".  

أضاف البلاغ أن "على الفور، أُعطيت الأوامر للعمل على توقيف الفاعل بأسرع وقت ممكن، وخلال أقل من ساعة، تمكّنت إحدى دوريات شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي من توقيفه في البلدة المذكورة". وتابع: "ضبطت عناصر الدورية في داخل منزله المسدس الحربي المستخدم في الجريمة. وفي التحقيق معه اعترف بإطلاق النار وقتل المغدور، نتيجة حصول خلاف فوري بينهما، وأنه كان على خلاف سابق معه منذ حوالى السنة، حسب أقواله. كما اعترف أنه استحصل على المسدس المستخدم في الجريمة منذ خمسة أشهر من شخص يُدعى: ق. ي. (مواليد عام 1990، سوري، متوارٍ عن الأنظار)، وذلك لقاء مبلغ مالي وقدره 120 دولاراً أميركياً". 

وأعلنت المديرية أنه "تمّ تعميم بلاغ بحث وتحرٍّ بحق (ق. ي.) المذكور، والتحقيق جارٍ بإشراف القضاء المختص". 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها