الأربعاء 2020/10/07

آخر تحديث: 16:31 (بيروت)

ترميم المدارس يبدأ متأخراً: التفاصيل الكاملة للأضرار والكلفة

الأربعاء 2020/10/07
ترميم المدارس يبدأ متأخراً: التفاصيل الكاملة للأضرار والكلفة
الكلفة التقريبية لإعادة الترميم المؤسسات التربوية 40 مليون دولار (Getty)
increase حجم الخط decrease
سيبدأ العام الدراسي الحضوري في المدارس الرسمية قبل البدء بترميم المدارس التي تضررت في انفجار مرفأ بيروت. بات الأمر محسوماً بعدما استغرقت عمليات مسح الأضرار وجميع التبرعات والدراسات التفصيلية نحو شهرين من تاريخ انفجار الرابع من شهر آب. لكن وفق منظمة اليونيسكو التي تولت عملية التنسيق بين الجهات المانحة ووزارة التربية، قطعت التحضيرات مرحلتين مهمتين، جمع التبرعات وإجراء الدراسات، لتبدأ مرحلة الترميم بعد نحو عشرة أيام. علماً أن هذه المرحلة الأخيرة ستكون مقسمة على مراحل. فبعض المدارس متضررة جزئياً، ويمكن تنتهي الأعمال فيه بنحو أسبوعين. والبعض الآخر أضراره متوسطة قد يحتاج لنحو شهرين. والباقي متضرر بشكل كبير ويحتاج لنحو ستة أشهر. 

كُلفت المنظمة الأممية من قبل وزارة التربية، لتنسيق ترميم وإعادة تأهيل المؤسسات التعليمية الرسمية والخاصة، المتضررة من انفجار مرفأ بيروت، وتنسيق جمع التبرعات والأعمال ومتابعة العمل والتقييم النهائي، وفق ما أكدت مسؤولة برنامج التربية في منظمة اليونيسكو في لبنان، ميسون شهاب.  

الأضرار والكلفة
وأكدت في حديث لـ"المدن" أن التقييم الذي أجرته المنظمة أظهر تضرر 90 مدرسة رسمية و109 مدارس خاصة، و22 مدرسة مهنية، و20 مبنى من مباني الجامعة اللبنانية، و27 جامعات الخاصة. أما الكلفة التقريبية لإعادة الترميم المباني فهي نحو 40 مليون دولار، من دون التجهيزات والمفروشات والمختبرات. وبالتفصيل، كلفة المدارس الرسمية 5.5 مليون دولار، والمدارس الخاصة 17 مليون دولار، والجامعة اللبنانية مليون دولار، والجامعات الخاصة 13 مليون دولار، والمدارس المهنية تقريباً مليون ونصف مليون دولار، إذ لم ينته التقييم النهائي بعد. 

المسح الهندسي الأخير ينتهي بعد يومين، ليصار بعده إلى تلزيم الشركات، عبر مناقصات عامة وبإشراف لجان من الأمم المتحدة لاختيار الشركات المناسبة. ما يعني أن بدء عمليات الترميم سيكون بعد بدء العام الدراسي. لكن وفق شهاب، لن يؤثر الأمر على سير العام الدراسي، وسيتم تنسيق الأعمال مع وزارة التربية وتقرير كيفية المضي بها، سواء كان بحضور الطلاب أو حسب دوام الدراسة. وستستغرق الأعمال بين أسبوع واحد وصولاً إلى ستة أشهر، لأربع مدارس رسمية تضررت بشكل كبير. 

هذا على مستوى الترميم، أما على مستوى تجهيز المدارس الرسمية، فقد جرى مسح أولي للأضرار. والقيمة التقديرية للتجهيزات والمفروشات للمدارس الرسمية، نحو مليون ومئتي ألف دولار، تم تأمين التمويل اللازم لها أيضاً. 

الجهات المانحة 
اليونيسكو، وفق شهاب، سترمم بشكل مباشر 67 مدرسة رسمية و20 مدرسة مهنية، ومباني الجامعة اللبنانية، و28 مدرسة خاصة بالإضافة لدعم بعض الجامعات الخاصة. فالتبرعات للمؤسسات التربوية الرسمية اكتملت والأموال تغطي كل الكلفة المطلوبة، بينما لم يتوفر التمويل لترميم جميع المؤسسات الخاصة. 

وبالتفصيل، الهبة المالية التي قدمتها دولة قطر ستغطي 55 مدرسة رسمية ومباني الجامعة اللبنانية، والمهنيات الرسمية إضافة إلى وترميم جامعتين خاصتين. كذلك قدم "صندوق التعليم لا ينتظر"، الذي تديره منظمة اليونيسف، الأموال لترميم 12 مدرسة رسمية و28 مدرسة خاصة. كذلك موّلت السفارة السويسرية ترميم 19 مدرسة رسمية. إضافة إلى هذه الجهات، قدمت الحكومة الفرنسية تبرعات لترميم مدارس في القطاع الخاص، الذي حصل أيضاً على تبرعات من أشخاص ومبادرات فردية، تغطي نحو 30 في المئة من مؤسساته التربوية، كما أكدت شهاب. 

في انتظار الوزارة 
إلى ذلك استلمت منظمة اليونيسف ترميم أربع مدارس رسمية، تتراوح أضرارها بين طفيفة ومتوسطة، إضافة إلى إجراء الدارسات التقييمية للمدارس المهنية. فضلاً عن تنسيق جمع التبرعات للمدارس الخاصة، وبدأت تستلم دراسات التقييم التي قام بها أصحاب المدارس في هذا الشأن.
وأكدت المسؤولة عن ملف إعمار المدارس، في برنامج التعليم في منظمة اليونيسف، ريم بدران، أنهم انتهوا من كل الدراسات التفصيلية، بعدما طلبت الوزارة بعض التعديلات وأُرسلت إلى وزارة التربية يوم الثلاثاء في 6 تشرين الأول، في انتظار بتها والموافقة عليها، ليصار إلى تلزيم الشركات المتعهدة.   

تأخر في الترميم
وعن وجود تأخر في بدء الأعمال، خصوصاً أن العام الدراسي سيبدأ قبل عمليات الترميم، اعتبرت أنه لا يوجد بطء في العمل، بل أن المسألة لها مسارات إدارية. 

وعن الوقت الذي سيستغرقه ترميم هذه المدارس، أوضحت أن ثمة أعمال تحتاج لنحو شهرين وأخرى نحو ثلاثة أشهر. 

لكن بما أن الحديث عن مدارس أضرار طفيفة ومتوسطة، هل تستغرق هذا الوقت؟ أجابت بدران أن إجراء دراستهم المعمقة لنوعية الأضرار التي صنفت طفيفة، في الكشف السريع الذي أجرته وزارة التربية، أظهر وجود بعض التباينات. فتحطم الزجاج ضرر طفيف، لكن تبين في حالات كثيرة أن المسألة لن تقتصر على تغيير الزجاج، بل كل الإطار الألومينيوم الذي بات غير صالح بفعل عصف الانفجار. لذا، عملية الترميم ستستغرق وقتا لاستبداله، وإعادة طلاء الجدران بعد الأعمال.

التعليم مع الترميم
وضعت المنظمة خططها لترميم هذه المدراس بحضور الطلاب، فاليونيسف لها باع طويل في ترميم المدارس خلال العام الدراسي، ولديها برامج متخصصة في هذا المضمار. "نستطيع ترميم هذه المدارس حتى مع تواجد التلامذة في المدرسة، ومن دون التأثير على سير العام الدراسي، كما قررته الوزارة التربية"، قالت بدران.

في جميع الأحوال سيبدأ العام الدراسي الحضوري في 12 تشرين الأول، إذا لم يؤثر عدد إصابات كورونا المرتفع على قرار السير بالتعليم المدمج. وفي حال تأخر الترميم وتجهيز المدراس البديلة عن تلك المتضررة، سيكون جزء كبير من طلاب مدينة بيروت وسط البرد والرذاذ المطر. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها