ولا داعي للتذكير بأن معظم الأساتذة في صفوف الثانوي هم من كبار السن. ولا يجيد العديد منهم حتى استخدام الكمبيوتر، وكان يفترض بوزارة التربية تأمين كمبيوترات للمدارس وتدريب الأساتذة منذ شهرين كي يتسنى لهم تعليم الطلاب.
بعد ثلاثة أسابيع على بدء العام الدراسي ما زال الأساتذة يقولون: "لا يوجد كتب مع طلابنا، فكيف لنا أن نبدأ الدروس معهم؟ لقد صدعت وزارة التربية رؤوسنا بالكتاب الإلكتروني الذي أعدته لنا. لكن كيف لنا أن نعلم به طالما أن الصفوف غير مجهزة لوجستياً؟ معظم المدارس ما زالت غير مجهزة باللوحات الإلكترونية التي توضع على اللوح. وفي تلك التي باتت مجهزة بها، لا يوجد شبكة انترنت إلا في غرفة مدير المدرسة. فكيف لنا أن نعلّم؟ يسأل الأساتذة. وأكد أحد المدرسين الذي يعطي حصصاً في ثلاث ثانويات في العاصمة، أن واحدة منها فقط مجهزة باللوحات، لكن من دون شبكة إنترنت، والثانويتان المتبقيتان غير مجهرتين بعد.
إقفال المناطق والغياب
من ناحيته أكد أحد الأساتذة في صيدا أنهم ما زالوا في طور التنظيم، ولم يبدأوا التدريس بعد. حتى الحديث عن التعليم عن بعد ما زال مؤجلاً في انتظار وضع التجهيزات في المدرسة.
وروى ما حصل معه خلال الأيام الفائتة جراء إقفال المناطق. فقد حضر أكثر من مرة ليحل مكان أستاذين في مواد لا يدرسها هو. حل مكانهما لتسجيل الساعات وحسب. إذ يتم الاستعانة بالأساتذة للحلول مكان زملائهم الذين لا يتمكنون من الحضور. وفضلاً عن اقتصار هذه الحصص على الدردشة مع الطلاب، لأن المواد التي يفترض أن يدرسوها مختلفة عن مواد التعليم التي يعلّمها، فإن إقفال المناطق واضطرار الأساتذة إلى التغيب سيؤجل بدء تدريس الحصص لهؤلاء الطلاب إلى أسبوعين إضافيين. ما يعني خسارة شهر كامل.
وفي التفاصيل، فقد وزع الطلاب وفق مبدأ المداورة على فئتين، ألف وباء، بين التعليم الحضوري وعن بعد. حضر الطلاب الذين يفترض أن يتعلموا حضورياً وتغيب أستاذان، أي خسر الطلاب الحصة في الأسبوع الأول. وخسروا الحصة في الأسبوع التالي في التعلم عن بعد، بسبب عدم توفر التجهيزات. وخسروا الحصة الحضورية في هذا الأسبوع، وهو الثالث لهم منذ بدء العام الدراسي بسبب تغيب الأستاذان. وسيخسرون حصة الأسبوع المقبل لأنه سيكون دورهم في التعليم عن بعد. بالتالي سيتمكن اساتذتهم من بدء الدروس معهم بعد أسبوعين في حال فتحت المنطقة. بالتالي خسروا الحصص لمدة شهر كامل. وهذه الحالة تكررت في أكثر من منطقة، كما أكد.
ويضيف هذا الأستاذ، طالما أن كورونا ما زال ينتشر بسرعة وأعداده إلى ارتفاع مستمر، ستشهد المدارس المزيد من الإصابات، أي المزيد من الإقفال. كما ستشهد المدارس المزيد من الإقفال إذا بقي معتمداً نظام تصنيف المناطق أحمر وأخضر. أي عملياً لن يتعلم الطلاب أي شيء في حصص كثيرة، طالما أن التعليم عن بعد لم يفعل.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها