الإثنين 2020/10/26

آخر تحديث: 13:40 (بيروت)

خطة "التربية" تفشل: رعب كورونا يغلق المدارس الرسمية

الإثنين 2020/10/26
خطة "التربية" تفشل: رعب كورونا يغلق المدارس الرسمية
"عم نموت، بس شو بدنا نعمل؟"، قال أحد مدراء المدارس (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease
تفترض تعاميم وزارة التربية عودة صفوف السابع والثامن الأساسي (السنة الثانية والثالثة من المرحلة المتوسطة)، والأولى من المرحلة الثانوية، اليوم الإثنين 26 تشرين الأول، إلى المدارس الرسمية والخاصة، بعد تأجيل حضور صفوف الروضات. لكن كثرة من المدارس الرسمية والخاصة لم تلتزم بهذه القرارات. فالمدراء ينتظرون تقييم وضع مدارسهم، بسبب رعبهم من تفشي وباء كورونا. 

تضارب تطبيق التعاميم
وعلى عكس قرارات الوزارة، لم تفتح بعض المدارس الخاصة صفوفها لطلاب السابع والثامن، وفق أساتذة في التعليم الخاص، مكتفية بحضور طلاب البروفيه والحلقات الثلاث في مرحلة الثانوي، كما أنها فتحت صفوف الروضات، بعدما سبقتها مدارس عدة إلى هذا الخيار منذ أسبوعين، رغم الجولات التي قامت بها مديرية الإرشاد والتوجيه، مقفلة مدارس عدة مخالفة. 

إلى ذلك، فضلت مدارس رسمية عدة إحضار طلاب صفوف الأول الثانوي (كانت مستثناة من الحضور) فحسب، مؤجلة حضور طلاب السابع والثامن أساسي إلى الأيام المقبلة، لمنع الاكتظاظ واختبار سير الأمور في المدارس، كما أكد مدراء وأساتذة في بيروت وصيدا. 

خوف المدرسين وضيق القاعات
فضل المدراء رفع عدد الطلاب تدريجاً، منعاً لتفشي الوباء، ومعرفة قدرة الأساتذة على ضبط الطلاب. ولعل ما قاله أحد المدراء لـ"المدن" خير دليل على معاناة المدارس الرسمية في هذا الشأن: "عم نموت، بس شو بدنا نعمل؟". وأضاف مؤكداً أنهم اختاروا مخططات تتناسب مع وضع مدارسهم ووضع أساتذتهم، في انتظار الأيام المقبلة، خصوصاً أن الكبار في السن منهم (معظمهم) متخوفين جداً من التقاط العدوى. 

وتستمر المدارس في الإجراءات المعتمدة، من معرفة حرارة الطلاب وتوزيعهم على الصفوف احتراماً لمبدأ التباعد الاجتماعي. لكن وضع المدارس الرسمية غير متكافئ في هذا المجال. فالعديد منها ضيقة قاعات التدريس فيها، ويستحيل جمع نصف طلاب الصف في غرفة واحدة يُحافظ فيها على مسافات آمنة.
وتكفي جولة سريعة على صفحة أساتذة في ملاك التعليم الثانوي على فايسبوك، لمعرفة المأساة التي يعيشها الأساتذة. ونقل أحدهم أن طالباً التقط العدوى في مدرسة ونقلها إلى والدته، التي نقلتها إلى جده، فتوفي بعد أيام عشرة. وانتقدت معلمة البروتوكولَ الصحّي الذي أعدّته الوزارة، والذي يشدد على المسافة الآمنة والتباعد الاجتماعي المتعارف عليه بمتر ونصف المتر. وهذا غير متوفر في مدرستها، وفي مدارس عدة. وبعد مناشدات كثيرة للوزارة، كان الجواب: "خلّو التلاميذ يقعدوا "زيكزاك" (في خط متعرج)".

فوضى الإجراءات 
وعلى مستوى الإجراءات المعتمدة مع الطلاب، تبين أن بعض المدارس الرسمية تسمح للطلاب بالخروج إلى الملعب لتناول الطعام، مع تنظيم محدد لكيفية خروج طلاب صفوف محددة ومداورة. بينما منعت مدارس أخرى الطلاب من الخروج إلى الملعب، لكنها سمحت لهم مداورة بالذهاب إلى الأفران والمتاجر لإحضار الطعام، رغم مساوئ هذا الإجراء، كما أكد أحد الأساتذة.
وفي الأسبوع الثالث لعودة الطلاب إلى المدارس، ما زالت العودة بطيئة ومتدرجة ووفق الخطط التي يضعها المدراء، الذين يعتبرون أنفسهم أعلم بواقع مدارسهم أكثر من معرفة وزارة التربية. ما يعني أن عودة جميع الطلاب في كل المراحل، لن تكون الأسبوع المقبل، وفق قرارات وزارة التربية السابقة، التي تفترض عودة طلاب صفوف الحلقتين الأولى والثانية (طلاب الابتدائي والمتوسط) والروضات يوم الإثنين المقبل. بل سيستغرق هذا التدرج الذي يعتمده المدراء نحو أسبوعين إضافيين لعودة كل الطلاب. وهذا يتزامن مع تفشي الوباء في المدارس والثانويات والمهنيات، التي أقفلت أبوابها وحجرت على طلابها وأساتذتها، كما حصل في الأسبوعين السابقين. ويتزامن هذا مع فشل خطة الإقفال الجزئي، الذي شمل مدارس عدة في المناطق المصنفة حمراء.
لكن جديد المدارس الرسمية هو بدء بعضها بالدروس عن بعد، في عدد من الثانويات. لكن تفعيل برنامج التعليم بعد، متفاوت بين المدارس. البعض أكد أن الأساتذة حصلوا على كلمة المرور الخاصة بهم، وزودوا بها طلابهم. والبعض الآخر أكد أن حصص الأونلاين لم تنظم بعد، ولم يزود الأساتذ طلابهم بكلمات المرور. لكن في المدارس التي باشرت في التعليم عن بعد، لم يشارك طلابها بفاعلية. واقتصر حضور طالب أو طالبين أمام الشاشة. وهذا يفسر إما بعدم وجود أجهزة كمبيوتر بحوزة الطلاب، أو بعدم اقتناعهم بهذا النوع من التعليم، أو بسبب عدم وجود تجربة مسبقة عليه، كما أكدت إحدى المعلمات.   

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها