وقد أثارت كلمة مراد اعتراض الدكتور عماد سماحة، وهو عضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي، وشارك باسمه الشخصي، معتبراً أن مضمون كلمة مراد يتناقض مع شعارات الانتفاضة، لأنه طرح مجموعة كبيرة من الشعارات والمطالب، داعياً الحكومة المقبلة إلى تطبيقها. وعندما اعترض سماحة على رهان مراد على الحكومة المقبلة، تصدى له بعض القيمين على المؤتمر ومنعوه من الكلام. لذا ترك القاعة وأرسل رسالة صوتية إلى النقيب خلف، لمعرفة ما إذا كان يوافق على ما جاء في كلمة زميله مراد.
نقيب الأطباء
بعض المجموعات المشاركة في الانتفاضة اعترضت على المؤتمر، معتبرة أنه يمثل قوى السلطة وليس الانتفاضة. إذ كانت كلمات لنقيب الأطباء في بيروت شرف أبو شرف، الذي فاز على لوائح تحالف جميع أحزاب السلطة العام الفائت، وقرر تأجيل انتخابات النقابة تماشياً مع رغبات الأحزاب إياها.
وهو فضلاً عن تسلم مسؤولية المجلس التحكيمي في التيار العوني، أشاد في المؤتمر برغبة الرئيس عون في تحسين الأوضاع وإجراء الإصلاحات. وهذا ما حمل البعض على مغادرة قاعة المؤتمر، كما قالت المصادر.
نقيب المهندسين
كذلك الأمر بالنسبة لنقيب المهندسين في بيروت جاد تابت، الذي فاز على لائحة المستقلين. إذ أكد مصادر في مجموعة "النقابة تنتفض" أن تابت لم يعد يمثل المهندسين المستقلين، لمشاركته في تأجيل انتخابات المهندسين أربع مرات، متماهياً مع أحزاب السلطة في النقابة. وجاء معتقداً أن "المؤتمر" بمثابة منصة لإعلان نفسه جزءاً من الانتفاضة.
اتحاد الأهل
إلى ذلك كانت كلمة لاتحاد لجان الأهل وأولياء الأمور في المدارس الخاصة، رغم اعتراضات عدد من أعضائها على المشاركة في المؤتمر. لذا فضل البعض عدم الحضور، بسبب وجود أجندات سياسية معينة للمؤتمر. وهذا قد يهدد وحدة الاتحاد، كما قالت مصادر الاتحاد لـ"المدن".
كلمة الافتتاح
وكان المؤتمر بدأ أعماله صباح اليوم بحضور نقيب المحامين في طرابلس محمد مراد، نقيب الأطباء في بيروت شرف أبو شرف، نقيب أطباء طرابلس سليم أبو صالح، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال لبنان مارون الخولي، ونقابيين وشخصيات وعدد من مجموعات 17 تشرين.
وألقت كارن بستاني - وهي مناصرة سابقة للعونيين، وإعلامية قدمت سابقاً برامج في قناتي أم تي في، وأل بي سي وناشطة في مجموعة "بيراميد" (تضم رجال أعمال ومجموعات ضغط مثل إدراة وكلنا إرادة ومجموعات ناشطة في انتفاضة تشرين) - كلمة افتتاحية، لفتت فيها إلى أن الجهد الذي بذل لعقد هذا المؤتمر بهدف الحوار واستخراج مشتركات ونقاط التلاقي والخلاف، لتطوير آلية حوار بناء حولها للوصول إلى أرضية مشتركة. وهذا جهد كبير من كل الثوار. وقالت: "لكن للأسف الشديد يبدو أننا ما زلنا نلهو، ونبحث عن اختلافاتنا".
وتساءلت بستاني عن عدم القدرة على إنتاج أطروحة 17 تشرينية جديدة تحاكي آمال مئات آلاف اللبنانيين، مؤكدة أن 17 تشرين يجب أن يكون تاريخ بناء دولتنا المدنية الديموقراطية البرلمانية الصحيحة، لتأمين حقوق الإنسان، والتنمية الشاملة المستدامة. ثم تساءلت مرة أخرى عن كيفية فرض حكومة إنقاذية انتقالية وطنية، بصلاحيات تشريعية، للعبور إلى الدولة المدنية، والعيش كمواطنين أحرار متساوين وأسياداً على ثرواتنا.
وأكدت بستاني على ضرورة انتزاع الحكومة الانتقالية بصلاحيات تشريعية لاحتواء الأزمة وتأمين الأسر المتضررة من انفجار المرفأ، وكشف الحقائق واستعادة الأموال المنهوبة والمهربة، وتأمين استقلالية القضاء، وإطلاق يده وتشكيل الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات، وإقرار قانون انتخابي عادل يحقق صحة التمثيل، وإجراء الانتخابات لتسليم السلطة إلى حكومة تنبثق من مجلس نيابي جديد.
لكن المؤتمرين وقعوا عند أول مطب، فخلصت مناقشات البند الأول في المحور السياسي إلى التوافق على مدنية الدولة وليس العلمنة، وتم ترحيل موضوع الزواج المدني إلى مرحلة لاحقة. وهذا أدى إلى امتعاض البعض، وفق ما أكدت المصادر.
هرج ومرج
لكن الطامة الكبرى كانت في نقاش الموضوعات الخلافية في لبنان، أي سلاح حزب الله والاستراتيجية الدفاعية والحياد. فقد وضعت هذه المواضيع بنوداً أخيرة على جدول الأعمال. وعندما بدأ المؤتمرون نقاشها جرى هرج ومرج، وافتعلت بعض المجموعات، الرافضة لطرح سلاح حزب الله للنقاش، مشاكل أدت إلى ترك كثر القاعات، وفض المؤتمر. لذا لم يصدر أي بيان ختامي عن المؤتمر كما كان مقرراً، ورحلت هذه المواضيع لجولات نقاش تعقد لاحقاً.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها