الأحد 2020/10/25

آخر تحديث: 14:11 (بيروت)

تعليم بلا كتب مدرسية.. الأموال مرصودة لطباعتها والوزارة نائمة

الأحد 2020/10/25
تعليم بلا كتب مدرسية.. الأموال مرصودة لطباعتها والوزارة نائمة
وزير التربية لا يملك رؤية ولا استراتيجية واضحة، وتعاني الوزارة من الفوضى والتخبط (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease
بعد مرور شهرين على بدء العام الدراسي، الذي تأجل مرتين، وانقسم حضور الطلاب على دفعات، لم تطبع الكتب المدرسية وتوزع بعد. وقد داوم طلاب المرحلة الثانوية وشهادة البروفيه، خالي الوفاض من الكتب المدرسية. أما تلامذة المرحلتين المتوسطة والابتدائية، فيستعدون للعودة غداً الإثنين في 26 تشرين الأول إلى الصفوف، بلا كتب أيضاً. وهذا فيما يقلق الأهل والأساتذة والمدراء، من تفشي وباء كورونا في مدارس كثيرة.

اكتظاظ بلا كتب
وبعيداً من الجائحة التي ستجد لها موطئ قدم في المدارس في الأسابيع المقبلة، بسبب الاكتظاظ فيها، أكد مدراء وأساتذة لـ"المدن" أن الأسبوعين الفائتين كانا بلا جدوى على مستوى الدروس.

فالطلاب لم يستفيدوا من الدروس القليلة أصلاً، لأن الحصص التعليمية لم تكن جدية، بسبب عدم وجود كتب مع الطلاب، ولم تلجأ إلا قلة منهم إلى تحميل الكتب الإلكترونية.  

بين الوزير والمركزي
وفي جديد هذا الملف العالق منذ شهور، أكد رئيس المركز التربوي للبحوث والإنماء جورج نهرا أن الموضوع بات في عهدة وزير التربية، في انتظار تلقي هبة معينة لتنفيذ طباعة الكتب. وقال في حديث إلى "المدن" أن المساعي مع مصرف لبنان لتأمين الدعم لطباعة الكتب المدرسية ودمجها ضمن السلة الغذائية، لم تنجح. وهذا أخّر طباعتها. وأضاف أن شكاوى المدراء والأساتذة والطلاب من عدم وجود الكتب الورقية وعدم جدوى الكتاب الإلكتروني محقة. لكن التأخير سببه الظروف المالية وانهيار سعر صرف الليرة، الذي لم يمكّن الوزارة من طباعة الكتب. ورفض نهرا الإفصاح عن الكلفة التقريبية لطباعة الكتب. وأكد أن الموضوع بات في عهدة الوزير، وسيحل قريباً.

اليونسف والبنك الدولي
مصادر مطلعة على هذا الملف أكدت لـ"المدن" أن كلفة الكتب لتغطية المدارس الرسمية تبلغ حوالي 3 ملايين دولار فقط. وأبدت اليونيسف استعاداها لتغطية الكلفة. وجرى تفاوض معها منذ نحو أسبوعين، وهي مستعدة. وهناك هبة من البنك الدولي، لم تبدأ الوزارة البحث في إمكان استخدام جزء منها إلا منذ نحو أسبوعين.

وتعتبر المصادر أن الوزير لا يملك رؤية ولا استراتيجية واضحة، وتعاني الوزارة من الفوضى والتخبط وعدم القدرة على اتخاذ قرار، مؤكدة أن هبة البنك الدولي المرصود منذ فترة طويلة قيمتها 100 مليون دولار بقي منها نحو 30 مليون دولاراً، تنتهي مدة استخدامها في 21 آذار 2021. وأتت الهبة ضمن برنام S2R2 (مشروع ضمان استقرار النظام التعليمي في لبنان)، والتي تلقتها الحكومة اللبنانية لصالح وزارة التربية والتعليم العالي من البنك الدولي للإنشاء والتعمير ووزارة التنمية الدولية البريطانية.

وكان بإمكان وزارة التربية استخدام جزء منها لكن وزير التربية يعرقل دائماً الإجراءات. ليس هذا فحسب، بل خسر لبنان هبة بقيمة ثلاثة ملايين دولار مستحقة، بسبب تنييم الملف في مكتب الوزير لمدة 4 أشهر. والنتيجة أن الكتاب الإلكتروني لم ينفع، والكتاب الورقي لم يتوفر بعد.

الورقي والإلكتروني
وأكد أحد المدراء في كبرى ثانويات العاصمة أن فكرة الكتاب الإلكتروني لم تكن جيدة ولم يقدم الطلاب على تحميله، ولا غنى عن الكتاب الورقي. وهذا يضعهم أمام تحديات كبيرة لخسارة الطلاب المزيد من الوقت، الذي يتزامن أساساً مع تخفيض المناهج إلى النصف وضياع نحو ربع المنهاج، لعدم تمكن الطلاب من التعليم عن بعد خلال داومهم في البيت، بسبب عدم توفر مستلزمات هذا التعليم.

انشغلات إدارية
ربما تنجح الوزارة هذه المرة في طباعة الكتب، بعد إبداء اليونيسف استعدادها للمساعدة. لكن رغم توفر الأموال سابقاً لم تقدم الوزارة على خطوات عملية في هذا الشأن. بل انشغل الوزير في كيفية "تطيير" رئيسة المركز التربوي ندى عويجيان أكثر من البحث في حلول عملية لتسيير العام الدراسي. وهذا ما جعل الطلاب والأساتذة بلا كتب. وفي حال تشكلت حكومة جديدة قد يعود الوزير الجديد للبحث في الملف من الجديد، ما قد يؤخر عملية طباعة الكتب أكثر وأكثر.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها