الثلاثاء 2020/10/20

آخر تحديث: 15:41 (بيروت)

محاولة رفع علم النظام السوري وصورة الأسد في طرابلس

الثلاثاء 2020/10/20
محاولة رفع علم النظام السوري وصورة الأسد في طرابلس
حاول عشرات الشبان اقتحام مقر البلدية (الأرشيف)
increase حجم الخط decrease

من دون أي مبالغة، يمكن القول أنّ طرابلس تكنّ للنظام السوري عداء تاريخياً. وبالطبع، من يعرف التاريخ الأسود لنظام الأسد في عاصمة الشمال، يدرك أن هذه العداوة ليست مجانية، ولا حتى سياسية وحسب، وإنما ثمنها دماء كثيرة سفكها جنود النظام وأجهزته في مجازر مشهودة، وفي باب التبانة على وجه التحديد، عدا عن تدميره للمدينة مرتين (1983 و1985) وصولاً إلى آخر جرائمه بتفجير المسجدين عام 2013.  

مساء الإثنين 19 تشرين الأول، سادت حالة من البلبلة في طرابلس كادت أن تتطور لإشكالٍ كبير أمام باحة بلدية طرابلس. وفي التفاصيل، فإن إحدى شركات الإنتاج الفني كانت تعمل على تصوير لقطات لمسلسل سوري بعنوان "عالم كامل"، داخل بلدية طرابلس. ولاحقًا، انتشرت شائعات تفيد أن فريق المسلسل كان يعمد إلى رفع العلم السوري وصورة بشار الأسد، لدواعٍ تصويرية وتمثيلية. وهو ما أثار غضب عشرات شباب باب التبانة، الذين توجهوا إلى مبنى البلدية وقاموا باقتحامه، وعلى رأسهم عضوي المجلس البلدي أحمد المرج وتوفيق العتر، وهما من أبناء التبانة أيضًا، وحمّلوا رئيس البلدية رياض يمق مسؤولية السماح للشركة بالتصوير داخل الحرم البلدي، من دون رقابة عملها.  

ونتيجة التلاسن الكلامي، انسحبت الشركة والممثلون من البلدية. لكن، ما قصة صورة الأسد والعلم السوري؟

يشير رئيس بلدية طرابلس رياض يمق أن القيمين على المسلسل السوري حصلوا على إذن من البلدية ومن محافظ الشمال ووزارة الداخلية، وكان معهم إذن رسمي بالتصوير. وكان الهدف من التصوير هنا بسبب التشابه العمراني بين مبنى بلدية طرابلس والمباني الرسمية في سوريا. وأوضح يمق لـ"المدن" أن البلدية لم تسمح لفريق المسلسل برفع العلم وصورة الأسد عندما طلبوا ذلك، فوضعوهما جانبًا، "لكن الخبر تسرب وجرى تحميله أكبر من حجمه". وقال: "نحن لا يمكن أن نسمح برفع العلم السوري داخل حرم البلدية، وهو ما فعلناه فورًا، وسمحنا بالتصوير بناء على الإذن الرسمي، لكن بعض الأعضاء والمتربصين بنا حاولوا أن يستغلوا سوء التفاهم ليفتعلوا إشكالاً كبيراً يعود لمصالحهم الشخصية، ولأنني أعمل بشفافية وأمنع تمرير الصفقات والمخالفات مهما كلف الثمن".  

وعمليًا، يبدو أن ثمة تكرار لسيناريو رئيس بلدية طرابلس السابق أحمد قمرالدين، الذي أقيل من منصبه خلال جلسة طرح الثقة في نيسان 2019، نتيجة الخلافات مع الأعضاء أيضًا. وانتُخب حينها يمق بدلاً منه كمخلص للمجلس البلدي من الانهيار. ويشير مصدر بلدي آخر لـ"المدن" أنه كان من البديهي عدم السماح برفع العلم السوري وصورة الأسد، لكن "هناك بعض الأعضاء سعوا لتوظيف الإشكال لصالح خلافاتهم مع يمق، والبعض منهم يدعو لإقالته من منصبه، ويتهمونه بالفشل في إدارة البلدية، خصوصًا أن معظم جلسات المجلس البلدي تنتهي دومًا بإشكالات كبيرة بين الأعضاء ومع الرئيس في شأن ملفات متعددة وعدم التوافق على صيغة موحدة للعمل. ومن المتوقع أن تتصاعد وتيرة الخلافات في الجلسات المرتقبة بعد حادثة فريق التمثيل السوري".  

محاولة التصوير الفاشلة
وحسب معلومات ميدانية لـ"المدن"، فإن فريق عمل المسلسل السوري كان ضخمًا ويتألف من نحو 60 شخصًا، وعلى رأسهم الممثل السوري الشهير عبد المنعم العميري، وكان معهم أحدث المعدات التصويرية والتقنيين، وسعوا جاهدين للتعامل بلطف ومسؤولية مع الإشكال قبل أن يضطروا إلى المغادرة.  

وكان المكتب الإعلامي لبلدية طرابلس أصدر بيانًا توضيحًا جاء فيه : "إن شركة انتاج تلفزيوني لبنانية تقدمت بطلب تصوير لقطات داخل البلدية وفي الحديقة العامة في المدينة لمسلسل بعنوان "عالم كامل"، ووصل فريق العمل إلى القصر البلدي حوالى الثامنة ليلاً، وبدأ تركيب ديكور للقطات المنوي تصويرها بحضور مديرة مكتب رئيس البلدية. ولدى عرض الديكور تبين من بينها سارية تحمل العلم السوري، فرفضت ذلك لأن الموافقة على تصوير مشاهد لمحتويات البلدية وليس إضافة أي شيء آخر، واتصلت على الفور بالرئيس الدكتور رياض يمق واخبرته بما ينوي فريق العمل القيام به، فرفض ذلك واتصل بقيادة الشرطة البلدية طالباً إخراج الفريق من البلدية، وعدم السماح برفع أي شعائر سياسية أو دينية. وتوجه يمق على الفور إلى البلدية، ووصل مع عناصر الشرطة البلدية قبل بدء التصوير وطلب منهم المغادرة فورا". وأضاف: "يهم المكتب الإعلامي تأكيد عدم رفع صور الرئيس السوري بشار الأسد ولا علم سوريا، أو تصوير أي مشهد داخل البلدية، ولقد تأكد من ذلك عدد من الشبان الذين سمح لهم بالدخول لمشاهدة الديكور". وختم البيان: "يذكر أن دورية من الجيش وصلت إلى القصر البلدي، منعا لأي احتكاك". 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها