الخميس 2020/01/16

آخر تحديث: 00:08 (بيروت)

أسبوع الغضب في زحلة ضد العونية.. وقمع عسكري ووشايات

الخميس 2020/01/16
أسبوع الغضب في زحلة ضد العونية.. وقمع عسكري ووشايات
حواجز الشبان البشرية على طريق زحلة (لوسي بارسخيان)
increase حجم الخط decrease

لم يتأخر كثيراً انضمام البقاع  إلى "أسبوع الغضب" الذي أعلنته مجموعات انتفاضة 17 تشرين يوم الثلاثاء 14 كانون الثاني الحالي. فصباح الأربعاء بدأ حافلاً بصدامات متظاهري بلدات بقاعية عدة مع القوى العسكرية، التي لجأت إلى استخدام قوة مفرطة أحيانا لفتح الطرق، فلم تراع هراوات العسكريين الأطفال ولا النساء والمتقدمين في السن. وهذا  ما  كشف عن ازدواجية في المعايير، سواء في تعليمات إعادة فتح الطرق، أو في حجم القوة المسموح باستخدامها ضد المشاركين في التظاهرات السلمية.

إضراب وقطع طرق
كان يفترض أن يكون هذا اليوم لحراك طلاب قرى البقاع الأوسط عند مستديرة زحلة. لكن بعض الناشطين الذين لازموا ساحات القرى منذ مساء الثلاثاء، تحولوا إلى قوى داعمة للطلاب الذين نجحوا، بمساعدة السواتر الترابية، في إقفال كل مداخل أوتوستراد زحلة. فضيقوا الخناق على مداخل المدينة الأساسية. جميع مدارس زحلة والبقاع أضربت كلها تقريباً، بعدما أبلغت  إداراتها الأهالي بأن الأربعاء يوم تدريس عادي. والدوائر الرسمية شُلّت الحركة فيها، وكذلك بعض المصارف.  فمصرف الاعتماد اللبناني، بعدما أدخل زبائنه صباحاً، عاد وأخرجهم بكل إذلال، طالبا منهم الانتظار في الخارج، متذرعاً بتأخر وصول بريده بسبب إقفال الطرق.

توتر وصدامات
أما الدعوة إلى الاعتصام عند مستديرة زحلة فكانت موجهة باسم طلاب البقاع. وبدا المعارضون لرئيس الجمهورية وصهره جبران باسيل، طاغين على المشاركين فيه، إضافة إلى  حساسية متوترة تجاه الجيش اللبناني، ترجمتها صدامات متكررة، وكر وفر، تطور في أحيان الى رشق القوى العسكرية بالمفرقعات النارية، فرد الجيش بإطلاق الرصاص في الهواء.

تكررت هذه المواجهات مرات خلال ساعات النهار، وخصوصاً مع إصرار الجيش على إزالة السواتر الترابية، فانفجر الوضع عند المحاولة الأولى اشتباكاً مباشراً بين الطرفين. فعمد العسكريون إلى ضرب المعتصمين عشوائياً. وكان طفل لم يتجاوز السنوات العشر هو الضحية الأولى. فأشعلت دموعه غضباً كبيرا في الحاضرين، زاد من إصرارهم على إبقاء الطريق مقطوعة.

مع تقدم ساعات النهار صار القرار العسكري حازماً: يجب إزالة السواتر الترابية. وهكذا تطورت الحال إلى نقاشات حادة، وهتافات تتهم الجيش بـ "تنفيذ أوامر السلطة التي تجوّعه، وتضعه في وجه الناس الذين عليه حمايتهم".

حواجز بشرية
وأزيلت السواتر. لكن وضعاً أكثر إرباكاً وخطورة نشأ عن إصرار بعض المارة على تخطي حواجز الشبان البشرية على الطريق. فوقع تصادم بين أحد معتصمي السلسلة البشرية وسائق فان يقل ركاباً من بعلبك. وسقط بيك أب محملاً بالطحين في مجرى نهر البردوني عند محاولته تدارك إقفال الطريق، فسلك طريقاً فرعية محاذية للنهر، فسقطت السيارة فيه.

عند ساعات الظهيرة كان الجيش قد أعاد فتح الطرق في المؤدية إلى ساحات المعتصمين في قرى قضاء زحلة. وهذا ضاعف الضغط على ساحة زحلة التي تدافعت إليها القوى العسكرية. لكن إصرار الطلاب على شل الشريان الأساسي الذي يربط قرى القضاء بمحافظة بعلبك، خلق زحمة سير كبيرة في المنطقة. فتذرعت بذلك القوى العسكرية وحاولت فتح الطريق، فحصل تدافع وتصادم بين المتظاهرين والقوى العسكرية، وجرح عدد من الشبان، من دون أن تنجح الجهود العسكرية سوى في إبقاء بعض مسارب الطريق مفتوحة.

وشايات وأمن ميليشيوي
بدا عصب الطلاب "الأشد" هذه المرة منذ انطلاقة الثورة. وهذا ظهر أيضاً في قرى البقاع، وانعكس قلقاً لدى داعمي السلطة وأحزابها، فحاولوا استيعاب الاحتجاجات، أو أقله فرض رزنامتهم عليها. تنبه الثوار إلى مثل هذه المحاولات التي تحولهم وقودًا تستخدمه السلطة لمصالحها أو لحماية مواقعها. وقد بدأت بعض الوشايات تطارد المحتجين، واقتيادهم  بأساليب ميليشياوية إلى المراكز الأمنية، حيث يجري ابتزازهم معنوياً أو ترهيبهم بتلفيق الملفات لهم.

وبات الكلام عن مثل هذه الممارسات شائعاً في وسط ثوار البقاع، الحريصون على إبقاء ثورتهم نظيفة من أي محاولة استغلال من الطبقة السياسية، وإن بدت أعدادهم محدودة حتى الآن.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها