الخميس 2019/05/23

آخر تحديث: 00:35 (بيروت)

كلمة أخيرة في "سجال" الجامعة الأميركية

الخميس 2019/05/23
كلمة أخيرة في "سجال" الجامعة الأميركية
الرد منعاً لمحاولة التشويه (Getty)
increase حجم الخط decrease

تلقت "المدن" من الأستاذ المحاضر في دائرة التاريخ والآثار بالجامعة الأميركية في بيروت، مكرم رباح، رداً على التعقيب الذي ذيّل رسالة 20 أستاذاً من الجامعة نفسها. وننشر الرد حرفياً:   

بصفتي عضواً في الهيئة التعليمية لكلية الآداب والعلوم في الجامعة الأميركية في بيروت، ورغم افتقاري للصفة الرسمية والقانونية - وفق المحررة- أتقدم كأحد أصدقاء جريدة "المدن"، والتي أعتبرها أحد أهم المنابر المشرقة في إعلامنا المظلم، ببعض الملاحظات تعقيباً على تعليق المحرر على ردنا على محاولة تشويه أو ما يطلق عليه character assassination لشخص الدكتورة ناديا الشيخ.

ردُّ الأساتذة العشرين جاء وبشكل واضح وحصري على التهم الموجة للدكتورة الشيخ -زميلتنا وعميدة كلية الآداب والعلوم- لذا لن نقارب مسألة التوظيفات، التي لا نملك معلومات دقيقة عنها، ولا نملك صلاحية الخوض في غمارها.

ورغم الحقيقة التي أوضحها الأساتذة، هنالك إصرار واضح من قبلكم على خلط تلك المواضيع وتأكيد وجود دلائل قاطعة و"حساسة" بحوزتكم تؤكد تلك التهم التي تقدمتم بها بحق العميد، ومصدرها شهادات حية موثقة توحي بأن الجامعة الأميركية تدير غرف سوداء في حين أن معظم مقالكم هو إعادة نشر لمقال نشر في السابق عبر إحدى الصحف الصفراء المعادية لقيم الجامعة الأميركية.

إن ما بحوزة "المدن" من وثائق هو عريضة موقعة من أعضاء في الجسم التعليمي، تشكل دليلا قاطعاً على وجهة نظرهم، وليست دليلاً قاطعاً على اتهاماتكم أو اتهام "الحريصين" في الإدارة "بالتلاعب".

حالة التململ التي أشرتم إليها ليست بخفية على أحد، بل هي موضوع نقاشات لنا كأساتذة عبر البريد الإلكتروني، بحيث يتم النقاش بشكل شفاف وجريء ولا يشكل إدانة لإدارة الجامعة أو للمعترضين على بعض سياساتها. بل يشكل دليلاً إضافياً على صحة النظام الديموقراطي الذي يحكم النقاش الفكري والمطلبي.

وتجدر الإشارة إلى أن بعض الموقّعين على العريضة كان من عداد الأساتذة الموقعين على ردنا على مقالكم. وادعائكم بأن عدداً من أفراد الجسم التعليمي قد قدم استقالته احتجاجاً على سياسة التلاعب، هو ادعاء غير صحيح، متمنياً من الكاتبة التدقيق بهذا الموضوع ليتماشى مع مهنية جريدة "المدن" المعهودة.

أما استمرار ادعاء المحررة بأن لديها معلومات ووثائق امتنعت عن تقديمها حرصأ على صورة الجامعة، فهو برأيي تصرف غير مبرر.

إن كانت تلك الأدلة موجودة فعلا وتم اخفاءها، فنحن أمام حالة من التواطؤ الجرمي الواضح، أما إذا كانت تلك الدلائل وهمية أو حتى ترجمة لوجهة نظر أحد الأطراف "الحريصة"  فإن ذلك يشكل جرماً مهنياً أكثر بشاعة ولا يجب السكوت عنه.

كوني أمتهن حرفة التأريخ أؤكد لحضرتكم أن الوثيقة ولو كانت ممهورة بختم أو تحتوي معلومة دسمة فهي لا تتعدى وجهة نظر كاتبها، وتصوير الوثائق أو المعلومات المزعومة التي بحوزتكم على أنها مطلقة، ادعاء لا يصلح للعرض أمام القضاء اللبناني أو حتى الرأي العام.

ختاماً، وكأحد الباحثين في تاريخ الجامعة الأميركية ودور الحركة الطالبية والأساتذة فيها، أتمنى من حضرتكم عدم مقاربة الحرم الجامعي بشكل سطحي طمعاً بالسبق الصحافي والانجرار وراء معلومات مغلوطة كما حصل مع الزميلة الكريمة، بل الحرص الدائم على أن السياسة الأكاديمية قائمة على "أكثر من طوق"، مذكراً بمقولة الأكاديمي الأميركي الراحل "والاس سيري" الشهيرة أن "السياسة داخل الدوائر الأكاديمية هي أحد أشرس أنواع السياسة، كون الموضوع المتنازع عليه هو بقمة السخافة".
مع المحبة
د. مكرم رباح (محاضر في دائرة التاريخ والآثار)

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها