الخميس 2019/05/23

آخر تحديث: 00:58 (بيروت)

العسف والاستقواء بطرد عائلات سورية وعمال أجانب من مساكنهم

الخميس 2019/05/23
العسف والاستقواء بطرد عائلات سورية وعمال أجانب من مساكنهم
طردت شرطة بيروت هذه العائلات رغم كونها تمتلك عقود إيجار قانونية (الانترنت)
increase حجم الخط decrease
قامت وحدة من شرطة بلدية بيروت بطرد مئات الأشخاص من مبنى "الآغا"، الكائن في شارع مدحت باشا من محلة الظريف، في بيروت، معظمهم من العائلات السورية اللاجئة، إضافة إلى عمال من جنسيات آسيوية مختلفة. ووفق ما قال مدير المركز اللبناني لحقوق الإنسان وديع الأسمر لـ"المدن"، حضر عناصر الشرطة وطلبوا من هذه العائلات إخلاء المبنى رغم كونها تمتلك عقود إيجار قانونية، وذلك بناءً على قرار شفهي من محافظ بيروت. وقال بعض الناشطين إن سبب الطرد أتى بعد شكوى من أهل المنطقة بسبب وجود عدد كبير من السوريين في المبنى.


وفي التفاصيل، قال الأسمر أن هذه العائلات تلقت سابقاً اتصالات تفيد بضرورة إخلاء المبنى. فراجعوا مالك المبنى، الذي أكّد لهم أنّ الأمور حُلّت. لكنهم تفاجأوا يوم الأربعاء بقدوم وحدة من شرطة بيروت، وطردت جميع قاطني المبنى إلى الخارج. ثم سُمح لهم بإرسال شخص عن كل عائلة لإحضار الأمتعة الشخصية. وحضر إلى المكان فريق من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، وممثلون عن وزارة الشؤون الاجتماعية، لمعالجة تداعيات هذا الطرد التعسفي والفجائي لهذه العائلات، كما أكد الأسمر.   

من ناحيتها أكّدت مصادر في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، على أنّ المفوضية تتابع عن كثب حيثيات الأمور مع السلطات المحلية، لكن إلى حد الساعة لم تتمكن من معرفة ملابسات القرار. وأضافت المصادر، أنّ فريق المفوضية المتواجد على الأرض توسّط لهذه العائلات كي تحضر أمتعتها الشخصية، لأن أفرادها منعوا من أخذها بعد عملية الطرد.

في متابعة لمعرفة تفاصيل إضافية عن حيثيات هذا القرار، حاولت "المدن" الاتصال بمحافظ بيروت، القاضي زياد شبيب، أكثر من مرة. لكنه لم يجب على هاتفه. وتواصلت مع رئيس بلدية بيروت، المهندس جمال عيتاني، الذي أكّد إنّ المجلس البلدي لمدينة بيروت لم يصدر أي قرار بهذا الخصوص، ولفت إلى أنه في حال صدر هكذا قرار عن المحافظ، فيجب متابعة حيثيات القرار معه شخصياً، خصوصاً أن شرطة البلدية تنفّذ القرارات الصادرة وحسب.

ما زالت تفاصيل هذه القضية الإنسانية غير واضحة المعالم، لكن عدم الحصول على التفاصيل الدقيقة حولها من الجهات المعنية، تجعلها مدار أخذ ورد، خصوصاً أنّ الطريقة التي طُردت فيها هذه العائلات، بقرار شفهي، حسب الأسمر، غير مبرّرة. كما أنّ عدم القدرة على التواصل مع المحافظ تزيد الأمور تعقيداً وتلقي على هذه القضية المزيد من الالتباس والغموض.

في كل الأحوال، لا الأسلوب مقبول ولا الممارسة المشهودة. هناك مشهد غير إنساني، لا يجوز التغاضي ولا السكوت عنه. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها