تجمع عشرات المتظاهرين أمام مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية، تضامناً مع الناشط ربيع الأمين، في الدعوى المقدمة ضده من صاحب بنك الموارد مروان خير الدين. وحضر الاعتصام - رغم الطقس الماطر- فنانون وإعلاميون وناشطون ارتدى بعضهم أقنعة لحيوانات برية مفترسة، شبيهة بطرائد خير الدين، المنغمس بهواية صيد الحيوانات والتباهي بها.
كما رفع الناشطون صوراً لخير الدين حاملاً بندقيته واقفاً خلف طرائده المصروعة والممددة أمامه. وطالت الهتافات التي اطلقها المعتصمون سلطة رأس المال، الذي يمثل خير الدين مثالاً لها، وهو المتبجح في آرائه الداعية إلى تحويل ودائع اللبنانيين الدولارية إلى الليرة اللبنانية، في وقت وصل سعر الصرف للدولار في السوق إلى أكثر من ألفي ليرة. وكأنه يدعو علناً إلى سرقة ودائع الناس.
وخير الدين الذي يحتجز أموال اللبنانيين، مثل أقرانه من أصحاب المصارف، لم يتوان عن رفع دعاوى بحق من ينتقد تصريحاته. وكأنه يريد للناس أن ينصاعوا لإجراءات المصارف صرعى على أشكال طرائده، التي ينفق على قتلها مئات ألوف الدولارات في رحلاته إلى الأدغال في أصقاع العالم.
وإلى الهتافات المنددة بخير الدين وأقرانه، "يسقط يسقط حكم المصرف"، واللافتات المشهرة بهوايات خير الدين القاتلة، رفع أحد الناشطين نسخاً عن شيكات مصرفية تقاضاها خير الدين بقيمة 36 مليون دولار من رنا قليلات المتورطة في قضية بنك المدينة.
ووفق المحامين الذين تطوعوا للدفاع عن الأمين، تقدم بنك الموارد على رفع دعوى قدح وذم، ودعوى ثانية من صاحبه خير الدين، بتهمة القدح والذم وتهديد بالقتل بحق الأمين.
ويعتقد الناشطون الذين حضروا للتضامن مع الأمين أن ما قام به خير الدين عمل وقح. إذ يفترض بالقضاء اللبناني وضعه خلف قضبان السجن، إسوة ببقية أصحاب المصارف الذين يضربون عرض الحائط القانون اللبناني، محتجزين أموال اللبنانيين. فمشاهد آلاف المواطنين وهم يستجدون المصارف للحصول على رواتبهم المحتجزة، كان من شأنها تحريك القضاء لوقف هذا التعسف الحاصل بحقهم. كما يعتقد الناشطون أن قضية الأمين ستفتح الباب للمعركة ضد المصارف وأصحابها بكل الوسائل المتاحة، إذ بدأوا بالإعداد رفع دعاوى في المحاكم الدولية، هذا فضلا عن تحضيرات لبدء محامين لبنانيين تقديم دعاوى لسوق أصحاب المصارف إلى أقواس المحكمة.
بالتزامن مع اعتصام الناشطين أمام مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية، وفي سياق متصل مع المعركة الجديدة التي بدأها الناشطون ضد المصارف، أقدمت مجموعة من الناشطين على اقتحام مصرف BBAC في فرن الشباك، وفي فرعه في مدينة صيدا، للضغط على الموظفين لدفع الأموال للمواطنين.
وبعد انتظار لأكثر من ثلاث ساعات، خرج الأمين إثر صدور إشارة من القاضي يقضي بتعهده بسحب عبارة ".. أمك" و"عرصة" و"سنسحلك" من البوستات التي كتبها الأمين على الفيسبوك. وكان قد طلب من الأمين كتابة تعهد بعدم التعرض لخير الدين، وسحب كل تعليقاته، لكنه رفض. وتدخل المحامون وعملوا على تعديل الأمر لصالح الأمين، الذي اكتفى بتعهده بعدم التعرض له فقط بكلمات فيها اساءة شخصية وحسب، وبسحب تلك الكلمات فقط.
وكان الأمين قد طلب من القاضي أن يتعهد خير الدين بتحريره أموال المودعين التي تقل أرصدتهم عن المئة ألف دولار. وبالتالي، يقدم له اعتذاراً رسمياً امام اللبنانيين. لكن القاضي رفض الأمر.

التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها