الأحد 2019/12/29

آخر تحديث: 00:07 (بيروت)

توقيف 12 قاصراً بمخفر رياق.. بتهمة حرق صورة عون

الأحد 2019/12/29
توقيف 12 قاصراً بمخفر رياق.. بتهمة حرق صورة عون
بقي ثلاثة شبان قيد التوقيف (المدن)
increase حجم الخط decrease

مسلسل الاستدعاءات الأمنية للناشطين في الثورة مستمر، وجديده يوم السبت استدعاء 16 شخصاً من بلدة كفرزبد إلى مخفر فصيلة رياق، بينهم 12 قاصراً. أما التهمة فهي "إحراق صورة رئيس الجمهورية" قبل أكثر من شهر، وتحديداً في 28 تشرين الثاني، بالتزامن مع ثورة الطلاب، عندما نزل الفتيان بقيادة شبان أكبر سناً إلى الشارع، وقادتهم حماستهم الى انتزاع صورة لرئيس الجمهورية وضعت على لافتة، قرب بلدية كفرزبد، وقاموا بإحراقها..

وشاية عونية
وقوع مسرح الاستدعاءات في كفرزبد هذه المرة، كاد يؤدي إلى شرخ طائفي في البلدة، التي لا تزال من بين بلدات قليلة في البقاع تجمع بين أبناء الطائفتين المسيحية والمسلمة. وحسب الأهالي، ما حصل هو نتيجة وشاية جرت من قبل مناصرين للتيار العوني، بسبب خلافات عائلية داخلية، دفعت بشقيق منسق التيار الوطني في البلدة فوزي س. إلى تحريض الشباب على فعلتهم، واعداً إياهم بتأمين الغطاء الذي يحميهم من الملاحقة القضائية.

وقد أوقف فوزي مع الشبان الـ16، وجرت مقارنة اعترافاته مع باقي ادعاءات الفتيان، وسط حال من السخط أثارتها عملية استدعاء القاصرين خصوصاً، ما دفع بالمدعي العام التمييزي في البقاع الى إصدار أوامره بإطلاق القصار، بعد أكثر من 7 ساعات على الاستماع إلى أقوالهم في مخفر رياق لقوى الأمن، وبين هؤلاء من نفى حتى وجوده في موقع إحراق الصورة. فيما جرت المماطلة بإخلاء سبيل موقوفين أخيرين إلى جانب الموقوف فوزي س.

التوقيفات أثارت حالة بلبلة كبيرة، كادت تشعل ثورة جديدة في بلدة كفرزبد، التي يقول أهلها أن معظم شبابها لم يغلقوا الطريق سوى مرة واحدة، على رغم فعالية مشاركتهم بمعظم الحراكات المركزية في ساحتي الشهداء ورياض الصلح. ومن هنا تساءل ذوو الشبان عن تهمة أولادهم الحقيقية في بلد يحترق كل أهله بنار الفقر والقلة، اللتين تسبب بهما "فساد السلطة الحاكمة". وما هو الدافع لإثارة هذا الأمر الآن، بعد أكثر من شهر على وقوع الحادثة. علما أن البعض تحدث عن أفلام جرى تداولها لأحدهم وهو يتباهى بفعلته. وهو ما أدى إلى الوشاية به وبرفاقه لدى الأجهزة الأمنية...

المشهد المخجل
إلا أن اللافت كما في كل الاستدعاءات السابقة، لم يؤد احتجاز هؤلاء الشباب لساعات قيد التحقيق، سوى إلى توسيع الشرخ مع السلطة، بدءاً من رأس الهرم. فتمسك ذووهم بشعارات الثورة، وأطلقوا الهتافات المطالبة بسقوطها، وخصوصاً مع تزايد منسوب التوتر الذي كاد يتطور الى إغلاق للطرقات.

في المقابل بدا مشهد خروج "المتهمين" على التوالي من مخفر رياق مخجلاً، وخصوصاً عندما تبين أن بين هؤلاء فتى لا يتجاوز عمره الـ14 سنة، وعدد كبير من الفتيان الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و17 سنة. ومن هنا كان إصرار محامية "الثورة" ربى شكر، على أن يتم الاستماع إلى هؤلاء بحضور مندوبة الأحداث، خلافاً لمعظم التحقيقات التي جرت مع قاصرين أوقفوا في مخافر أخرى، وخلافاً لما اختبره أحد الفتيان المستدعين، عندما جرى الاستماع إلى إفادته أيضاً في فرع مخابرات البقاع بالتهمة نفسها، حيث جرى توقيفه لمدة 24 ساعة، كما يؤكد لـ"المدن"، وبغياب مندوب للأحداث...

التوقيع على تعهد!
إطلاق معظم الفتيان الموقوفين اقترن بتوقيعهم على تعهدات خاصة، الأمر الذي اعترض عليه ذوو الشبان المستدعين، واعتبروه تعدياً على حريتهم التي يكفلها الدستور بالتظاهر والمشاركة في الثورة. الأمر الذي استدعى توضيحاً من محامية الثورة ربى شكر، التي أكدت أن التعهد بعدم التظاهر "ممنوع ومرفوض، وحتى رئيس الجمهورية لا يمكنه أن يمنع أحداً من التظاهر، وهو حق لكل مواطن، ولكن ممنوعة أعمال الشغب، وعليه نحن نرفض الإساءة لمقام الرئاسة رغم أننا معارضين لأساليب النظام. ونحن تحت القانون، وبالتالي نحن لن نقبل بحرق صورة لرئيس الجمهورية ، ولكننا حريصون على التظاهر، وعلى رفض النظام القمعي، وسنبقى نقول يسقط النظام".

بعيد الثامنة من ليل السبت كان الشبان الثلاثة، ومن بينهم فوزي س. لا يزالون قيد التحقيق، بعد أن نفى فوزي اتهامات باقي الشبان له بتحريضهم على حرق صورة الرئيس. وهو ما خلف حالة غليان استمرت في محيط مخفر رياق، بسبب ما اعتبرته المحامية شكر "حجز للحرية".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها