الأربعاء 2019/12/25

آخر تحديث: 00:52 (بيروت)

بداية الجوع: المفوضية الدولية للاجئين تُطعم آلاف العائلات اللبنانية!

الأربعاء 2019/12/25
بداية الجوع: المفوضية الدولية للاجئين تُطعم آلاف العائلات اللبنانية!
الكثير من الأهل لم يعودوا قادرين على توفير أجرة مساكنهم ولقمة عيشهم (المدن)
increase حجم الخط decrease

في كنيسة زحلة الكاثوليكية تحلق حول طاولة "يوحنا الرحيم"، ظهر نهار الجمعة الفائت 20 كانون الأول الجاري، عدد من المسؤولين في مفوضية اللاجئين UNHCR. وذلك لتقييم لأداء اليومي لاستضافة نحو 400 شخص، بينهم مسنين وأطفالاً، رجالا ونساء، عجزوا عن توفير قوتهم اليومي.

وحضر نائب ممثل المفوضية إيمانويل جينياك، وعدد من مسؤوليها المحليين، لإرساء تعاونها الذي قد يستمر مدة طويلة مع الكنيسة الكاثوليكية في زحلة، لتأمين الحاجات الأساسية لمطبخ الطاولة. وحصل التعاون بعد مفاوضات طويلة جرت مع الجهات المانحة في السنوات الماضية، لتوسيع مروحة المساعدات حتى تضم العائلات اللبنانية، إلى جانب العائلات السورية النازحة.

كرم اللبنانيين الآفل
وفقاً لجينياك لمست المفوضية، هذه السنة، حاجات متزايدة للبنانيين الذين استضافوا النازحين فترة طويلة. وهذا حمل المفوضية على إعادة جدولة مساعدات الشتاء التي كانت تقدم سنوياً للأكثر فقراً في المجتمعات المضيفة، وتؤمن تمويلاً إضافياً سمح لها بأن تطال عدداً أكبر من العائلات الأكثر ضعفاً، فوفرت لهم أيضاً "بوني" (قسيمة مجانية) مازوت بقيمة مئتي دولار.

تدخل المفوضية قد لا يكون استشرافاً لامتداد الأزمة التي يمر بها لبنان على مدى طويل، ولكنه بالتأكيد يعكس واقعاً حالياً متأزما وفقا لجينياك، الذي قال لـ"المدن" إن "حملة الشتاء" صارت تقليداً سنوياً بسبب أزمة النزوح السوري. وقد شملت في السنوات الماضية لبنانيين. و"لكننا في هذه السنة لاحظنا أن هناك وضعا صعباً جداً، ونشعر للأسف أنه لن يتحسن. لذا رأينا من واجبنا القيام بعمل ما، لمساعدة اللبنانيين، كي يعبروا أزمتهم، بعدما أبدوا كرماً كبيراً في استضافتهم السوريين في السنوات الماضية".

.. بعد تدهورهم إلى الفقر
وتحدث مسؤول منطقة البقاع في المفوضية، بول صوايا لـ"المدن"، عن تدهور سريع في الواقع المعيشي لعائلات لبنانية كثيرة. لذا وضعت المفوضية توفير مادة المازوت للتدفئة شتاء على رأس قائمتها. "ولاحظنا - أضاف صوايا - أن بعض العائلات لم تعد قادرة على تأمين بدلات أجرة منازلها وقوتها اليومي..."

في لقاء أول عقدته المفوضية في بلدية زحلة قبل أكثر من أسبوع، لتحديد سبل التدخل لإعانة الفئة الأضعف في هذه المنطقة، برز في عرض قدمته الجمعيات الإنسانية في المدينة، أن الطبابة لم تعد وحدها أولوية. بل حاجات الغذاء، والأقساط المدرسية والجامعية والمواصلات والأدوية. وكان هناك شبان يعملون لتحمل أعباء الأقساط الجامعية، ولكنهم باتوا عبئا على ذويهم، بعدما فقدوا أعمالهم الموقتة، وصاروا مهددين بخسارة مستقبلهم الدراسي. وهناك أهل فقدوا أشغالهم ولم يعودوا قادرين على توفير أجرة مساكنهم ولقمة عيشهم. وهذا الواقع بدأ يتفشى في معظم المدن البقاعية واللبنانية.

بعد الاجتماع في زحلة، طُلب من المعنيين في الجمعيات الإنسانية تقديم لائحة بأسماء عائلات من الأكثر فقراً. ووفقاً لصوايا ضمت القائمة في الاجتماع الأخير (الخميس 19 كانون الأول الجاري) نحو 1200 عائلة، تضاف إلى نحو 300 عائلة توفر لها المفوضية "بونات" المازوت مباشرة، و100 عائلة تستفيد من مساعدات المنظمات الشريكة، إضافة إلى إحصاء 400 عائلة تضاف إلى قائمة المستفيدين هذه السنة.

20 ألف أسرة محتاجة
ليست مساعدات الشتاء جديدة على ما تؤكد المسؤولة الإعلامية في المفوضية ليزا أبو خالد لـ"المدن". لكن واقع الحال فرض تعزيزاً للبرنامج، في إطار مقاربة شاملة للواقع قامت بها الأمم المتحدة، جعلت المفوضية وشركاءها يطلقون برنامج مساعدات الشتاء للوصول الى آلاف الأسر.

ووفقا لبيان إعلامي صادر عن المفوضية، جمعت المفوضية العاملين في مكاتبها الميدانية في أنحاء لبنان، للعمل عن كثب مع السلطات المحلية والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الدينية، لتحديد الأسر اللبنانية الأكثر ضعفاً والوصول إليها، وتقديم أنواع مختلفة من المساعدات الماسة. وتحدث البيان عن 20 ألف أسرة ستستفيد من هذا الدعم في أنحاء لبنان. وأشار جينياك إلى أن تدخل المفوضية طال حتى الآن نحو 33 ألف أسرة، وبلغت قيمة مساعداتها في البقاع وحده نحو مليون ومئتي ألف دولار. وهذا إضافة إلى أن الحملة تتضمن مساعدة المستوصفات لتأمين حاجياتها من المازوت. وقد أمنت المفوضية هذه المادة بقيمة 138 ألف دولار للمستوصفات في المدن لتي تحتاج الى مثل هذه المساعدة.

هذا عدا عن الاتفاقات التي عقدتها المفوضية مع وزارة الصحة لتأمين أنواع من الأدوية الضرورية التي يخشى انقطاعها من الأسواق، بسبب أزمة الدولار وعملية التحويل المالي للشركات. ولا يطال هذا التدخل حتى الآن تأمين مستلزمات المستشفيات من المعدات والأدوية التي تعاني من صعوبة توفيرها المرتبطة بأزمة الدولار.

ووفقا للمعنيين في المفوضية يأتي تمويل "مساعدات الشتاء" من ضمن الموازنات المحددة سابقاً للسوريين، لتطال على نحو أوسع المجتمعات اللبنانية المضيفة. وهذا تطلب تأمين أموال إضافية لمساعدة اللبنانيين هذه السنة. ووفقا لجينياك: "لا نعرف إلى متى تطول لأزمة اللبنانية. ونحن نسمع في نشرات الأخبار أن القلق يشمل اللبنانيين جميعاً. وهناك مشكلات كبيرة آتية، ربما يستغرق حلها وقتا طويلا".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها